أكد الفريق أول ركن مهندس عبد الرحيم محمد حسين، وزير الدفاع، أنّ القوات المسلحة تقاتل في جنوب كردفان والنيل الأزرق مضطرةً، لأنها لم تجد رغبة من المتمردين بالمنطقتين في السلام. وقال وزير الدفاع إنّ الحرب بالنسبة لهم حالة اضطرارية يلجأون إليها بعد فشل كل الأساليب الأخرى، وأكد أنهم ما وجدوا سبيلاً للجلوس لحل المشكلة بالتفاوض إلاّ وجلسوا، وأبان أن الحرب هي آخر وأسوأ مراحل الدبلوماسية، فيما كشف الوزير لأول مرة في حوار أجرته معه (الرأي العام) بأديس أبابا، عن طبيعة علاقته مع الرئيس عمر البشير، وقال إنها علاقة طبيعية بين أيِّ اثنين أصدقاء.. وأكثر من أن تكون جمعتنا ظروف عمل. وتابع: علاقتي بالرئيس هي علاقة خالصة لله سبحانه وتعالى، وهي علاقة أخوية بغض النظر عما إذا كان رئيساً أو لم يصبح رئيساً. وأكد الوزير أنهم يتقبّلون النقد وأنهم يتعرّضون له في كل يوم، وأنه يتقبّل النقد من زملائه في المؤسسة العسكرية، وقال: أصلاً الشخص الذي لا يقبل النقد لن يكون قائداً، وأضاف: (أيِّ زول في هذه الدنيا في ناس برتاحوا ليهو وناس ما برتاحوا ليه)، وقال إنه من الممكن أن يكون لديه أعداء، وقال: لكن أنا بالنسبة لي أحاول بقدر الإمكان ألا يكون في نفسي شئ ضد شخص أصلاً. وقال وزير الدفاع، إنّ ما نرجوه هو أن تدرك الحركات المتمردة خطورة القتال ويأتوا للحوار، ودعاهم للاستفادة من تجربة الحرب في الجنوب التي انتهت بالتفاوض، وقال موجهاً حديثه لهم: (أحسن من بدري نحافظ على هذه الأرواح لأن وقود هذه الحرب هم سودانيون في النهاية ولابد أن نجي نتفاوض لأنو مافي حاجة مستحيلة). وتوقع الوزير أن ينعكس فك الارتباط إيجاباً على الوضع في الميدان قريباً بعد نفاد الدعم الذي كان بحوزة الحركات المتمردة، وفيما لم يستبعد أن يحدث ذلك قريباً، أشار إلى توافر الآليات الكافية للتحقق من فك الارتباط وتقديم الدعم اللوجستي للمُتمردين، وقال إنّ انعكاس ذلك في الميدان سيستغرق وقتاً، وهو ليس مثل الكهرباء يمكن التحكم فيها بالفتح والإغلاق عبر مفتاح. ونوّه إلى أنّهم يسعون لتجفيف موارد وإضعاف الحركات المتمردة حتى يأتوا إلى السلام.