(اقسم بالله العظيم انا جيت زيارة قصيرة لوفاة عمتي، واخر بالله عليك ممكن ادفع المرة الجاية لأنني جيت زيارة عاجلة لمرض أمي ولا أملك الوقت ولا المال للدفع واخر يسب ويعلن كونه سوداني مقيم بالخارج واخرى ترفع صوتها بان راتبها خمس الف ريال لكنها مستحقة للزكاة). نماذج من بعض عبارات التوسل والقهر والاحباط والذل التنكيل اليومي يمر بها العشرات بل المئات من المواطنين داخل جهاز (المعذبين بالخارج) الذي يسمي مجازا(جهاز تنظيم شؤون السودانيين العاملين في الخارج)، و لا ذنب لهم سوى انهم لبوا نداء الحنين للوطن او نداء واجب عائلي في وفاة أو مرض أو حتى مشاركة صديق أو جار فرحة عمره، وتتطلب الامر اجازة قصيرة (خميس جمعة) لكنك لا تستطيع مغادرة (الجمهورية) لأنك مواطن مقيم بالخارج ولا بد ان تنال تأشيرتك عبر جهاز (تعذيب المقيمين في الخارج) وتمر بمسلسل من القهر والاذلال عبر رسوم واتاوات تحت مسميات خدمات تقدم للمغترب، وكانه هذا المسكين لا يكفيه ذلا وقهرا انه اجبر على الهجرة والاغتراب بفعل سياسات خاطئة جعلت (جمهوريتنا) على حافة الافلاس بعد (مغامرة) الانفصال التي كان مبررها انها ستوقف فاتورة الحرب الدولارية بالتالي النجاة من ذل وقهر الجبايات والرسوم والخدمات التي تجعل من (العودة) قريبة ولا اقصد عودة الفلسطينيين الى اراضيهم لأنها قد تكون اقرب من عودة المواطن السوداني الى بلده لتنسم عبير تراب أرضه كيفما شاء ووقتما أراد لكن هيهات وأتاوات وخدمات جهاز (تعذيب المقيمين في الخارج) لنا بالمرصاد. قليل من كثير مما يمر به المواطن السوداني (المهمل) في الخارج ولا يتذكره من ارتكبوا مغامرات وعنتريات فصل الجنوب الا عندما يفكر في العودة لبلاده في زيارة قصيرة فيكون (كالدجاجة الذهبية)، ولا خدمات ولا رعاية لهذه الدجاجة التي يظنها الجميع انها تبيض ذهباً، وحتى لو كانت تبيض ذهباً فماذا قدمت لها لكي تحافظ على انتاجيتها الذهبية، فاين حق الراعي على هذه الدجاجة الذهبية، لكنها عقليات هات، وهات وانت ذليل مهان، كل هذه المواضيع والانات بل الحشرجات المكبوتة سنحاول أن نسمعها لمن يهمه امرنا أن كان هناك من يهمه امر (المساكين في الخارج) سوى ادارات الضرائب وخدمات تعذيب المقميمن بالخارج . همسة أسف جداً على العودة للكتابة في (بلدي) بعد غياب عقد من الزمان بهذه القسوة والأنين، لكنه صوت المعذبين في الخارج أردت أن أسمعه لكم فعذراً على الدخول (شمال) وسامحوني ان توقفت على كتف الطريق وهى مخالفة مرورية فادحة في دولة الإمارات، أحسب لا وجود لها هنا في طرقات الخرطوم ..!