الولايات المتحدة دولة مؤثرة على السودان وخاصةً فيما يخص السلام مع الجنود وأسس اتفاقية نيفاشا قامت على مشروع أمريكي وضعه القس جون فورس وجرب أولا في جبال النوبة. والولاياتالمتحدة رغم انها دولة مؤسسات إلاّ أنّ الأثر الشخصي لمن يتولون المواقع المهمة في الولاياتالمتحدة يظل كبيراً وخطيراً ومؤثراً. ورغم أن كثيرا من الشخصيات السودانية وخاصةً التي تولت العمل في ملفات مهمة في الخارجية والرئاسة والأمن من التي درست في الولاياتالمتحدة أو هي ملمة بالشأن الأمريكي، إلاّ أنّ تعاملنا مع الولاياتالمتحدة يظل في حاجة للكثير من العمق والدراسة والتأني والدقة. أمس اختار الرئيس الأمريكي سوزان رايس مُستشارة له للأمن القومي. رغم أن هذا المنصب استشاري إلا أنه منصب خطير ومؤثر، كما أن الاختيار له لا يحتاج إلى إجازة من الكونغرس. سوزان رايس على علاقة وطيدة بجنوب السودان وهي علاقة تجعل منها سيدة عمياء في خياراتها في الشأن السوداني فهي منحازة للجنوب بدرجة يصلح معها القول انها جزء من الجنوب. والسودان سيئ الحظ مع النساء الأمريكيات في المواقع الخطيرة اليوم سوزان رايس وسبقتها كونداليزا رايس ومن قبلهما وزيرة الخارجية مادلين أولبرايت وستعين ايضاً سيدة في محل سوزان رايس هي سافانتا باور وهي من المهتمين بقضية سيكون السودان حاضراً فيها في الأممالمتحدة ومجلس الأمن حيث تمثل بلادها. منصب مستشار الأمن الأمريكي إستشاري ولكنه مؤثر في ظل وزير خارجية ضعيف والوزير الحالي صاحب شخصية وقدرات وله صلة ومعرفة بالسودان. الدبلوماسية السودانية والأجهزة المعنية بالشأن الخارجي والأمن الوطني وملفات السلام ستكون أمام تحدٍ لمواجهة خطر شخصية عدوانية وسافرة في العدوان والانحياز للجنوب في موقع مقرب من الرئيس الأمريكي وهي أيضاً ذات علاقة بالملفات التي تهم السودان وكانت في الأممالمتحدة. دوماً نحتاج إلى علاقات وخطوات مدروسة وعميقة ونحن نواجه دولاً كبيرة ولها قدرات وإذا كنا نصرخ أن أمريكا قد دنا عذابها فإننا نحتاج أن ندرك أن عذاب أمريكا فيما نخطط وندرس ونتحرك وسط هذه الغابة الخطرة المسماة الولاياتالمتحدة.