بهذه العبارة المسجلة بصوت واحد ومن مايكرفونات مزعجة يناديك صاحبها لتغشى الكافتيريا في السوق العربي وميدان جاكسون والاستاد، لتتناول ساندوتش «شاورما» بجنيهين فقط، و المعروف ان هذا الطعام من لحم البقر الصافي الذي وصل الكيلو منه إلى خمسين جنيهاً، فكيف يستقيم ذلك ؟ إلا إذا كان لحم الشاورما مما تكشف عنه الصحف بين حين وآخر بضبط لحوم حمير وكلاب وقطط في الأسواق ،وربما فيران، وهذا هو الراجح، لأنه عندما دمر حريق واحدة من أكبر الكافتيريات في الخرطوم والتي يملكها ويديرها أجانب تقافزت إلى المنازل المجاورة وانتشرت في الشوارع مئات الفيران من الحجم الكبير، مما أثار الريبة والشكوك، وحتى إذا كان هذا الظن غير صحيح فإن وجود هذه الآفة في الكافتيريا وبهذا العدد الكبير يؤكد أنها تلوث الطعام وتنشر الأمراض.. والحقيقة الماثلة ان هناك غياباً تاماً من المسئولين عن صحة المواطن في العاصمة، وكان ضباط الصحة في الماضي يوجدون وبكثافة في كل المطاعم والكافتيريات.. ونشاهدهم يقومون بالتدقيق في النظافة واواني الطبخ والتأكد من البطاقات الصحية للعاملين وإذا ارتابوا في أي أكل يقومون بافراغه في احواض الغسيل أو اضرام النار فيه، ويتم كثيراً اغلاق المكان واقتياد مالكه أو وكيله إلى المحاكمة، ولكن يبدو اليوم ان وظيفة ضابط الصحة تم الغاؤها بينما الحال يتطلب دعمها بخبرات قادرة على التحقق من نوعية اللحوم ومصدرها، وايضاً فواتير شراء الدجاج من الشركات أو المزارع الخاصة، لان هناك من يؤكد بان النافق منها يعاد نبشة عياناً بياناً من بعض ذوي النفوس الضعيفة ويتم بيعه للكفاتيريات بالجوالات ليصبح «اقاشي» وهي اكله دخيلة على بلادنا.. وما دام الأمر امر صحة فإننا نلاحظ ان بعض الاكشاك والافراد الذين يتعاطون بيع الماء المثلج أو العصائر، يلجأون إلى جلب المياه من الحمامات القذرة الملحقة بالاسواق والتي يجتهد مؤجروها من المحلية بتزويدها ببراميل مكشوفة يغرف منها اولئك الباعة وينافسهم غسالو السيارات و«ستات الشاي» والأكل المكشوف اللائي يزودن الزبائن بالماء البارد و«يا ماشي تعال غاشي» عشان تهلك قبال تصل أهلك، أو كما كان يقول صديقنا الراحل محمود مدني «أهلك لا تهلك» عندما يشاهد طعاماً مكشوفاً في الأسواق.».. .