عندما تسلم مهامه معتمداً لكوستي قبل نحو ثلاثة أسابيع كانت الكثير من الاحداث مرت تحت الجسر، فتعيينه لم يكن كأي تعيين. فمن جهة، مارس أبناء كوستي وأعيانها ضغوطاً لإعفاء المعتمد المكلف السابق بعد أن كانت المحلية طوال ثمانية أشهر بلا معتمد تقريباً. في هذه الأثناء كانت هنالك حالة من السخط الشعبي في المدينة إثر تراجع مستوى الخدمات كافة، وكان على المعتمد الجديد أن يرث ما أطلق عليه سكان المدينة (جثة البحر)، يتزامن كل هذا مع غياب السلطات المحلية شبه الكلي في الاستعداد لفصل الخريف، حيث غَرقت المدينة مع هطول أول امطار هذا الخريف الذي يتوقع ان يكون اقرب لخريف العام الماضي حيث انهارت مئات الفصول والمنازل وتفشت الأمراض خاصةً الملاريا والتايفويد والإسهالات المائية.. ملفات ساخنة كانت في انتظار المعتمد الجديد عبد القادر الخير نقد الذي حاورناه عبر الهاتف حول أكثرها إلحاحاً في الوقت الراهن، فيما يلي تفاصيل الحوار:- كيف وجدت المحلية وهي مقبلة على فصل الخريف خاصةً وان هنالك رأياً عاماً لا يقبل باستعدادات المحلية؟ العمل في الخريف ضخمٌ، مع الوضع في الاعتبار أننا تسلمنا مهامنا في وقت عصيب، ففي هذا الوقت من السنة تقل الإيرادات وإمكانياتنا الحالية لا تساعدنا ونحتاج لنفرات مع اللجان الشعبية التي استنفرناها في بعض الأحياء.. وأما كيف وجدت المحلية، فقد وجدت هنالك عملاً تم في المجاري وردميات بعض الشوارع ونعمل الآن على إكمال الأعمال السابقة، في نفس الوقت فإنّنا ما زلنا نتلقى بلاغات من المواطنين مع مواصلة العمل في الردميات وحفر المجاري الفرعية. ولكن في كل عام كما اسلفت نذهب الى ان استعدادات السلطات المحلية لم تكن مواكبة للمخاطر التي تنجم عن الخريف؟ هذا صحيحٌ نوعاً ما! ، نحن الآن نبذل قصارى جهدنا لمواكبة مخاطر الخريف وقد تمّ قبل تسلمنا مهامنا عمل كبير في المصارف الرئيسية، ولكن الهاجس الكبير بالنسبة لنا المصارف الفرعية وعمل بعض المعابر. هنالك العديد من الأحياء التي تعاني مشاكل في التصريف أو لا توجد بها مصارف أصلاً... كيف ستتعاملون مع هذا الواقع الحرج؟ بعض الأحياء مثل (الرابعة) طبيعتها منخفضة، ولكننا نفذنا فيها مصارف فرعية تصب في المصارف الرئيسية.. أما الأماكن المنخفضة فإننا نعمل الآن على ردمها ولكن (شغالين بإمكانيات ضعيفة جداً) ليس لفتح المصارف فحسب، بل تدارك الآثار السالبة للخريف، وقد بدأنا حملات للرش في الطور المائي ونتابع الحملات بأنفسنا مع الضباط الإداريين. بصراحة ومع كل ما ذكرت، هل الوضع مطمئن؟ (الوضع كويس وأنا ما بقول مطمئن بنسبة 100%)، ولكننا قطعنا شوطاً بنسبة 80% بالعمل على فتح المصارف القديمة في مناطق كانت تتراكم فيها المياه، كما أننا عملنا مراجعة لطلمبات السحب تحسباً لأي طارئ وأجرينا اتصالات مع إدارة مياه المدن لمعالجة الكسورات التي تتسبب في توالد البعوض وتلوث المياه. هل تستطيع المحلية مواجهة الخريف لوحدها بدون عون من الولاية؟ طبعاً ما ممكن... ولكن الآن نضع في خطة ولابد أن نستعين بالولاية، وسنعقد اجتماعاً مع الوالي. في خريف العام الماضي انهار أكثر من (150) فصلاً، هذا مع الوضع في الاعتبار ان غالبية المدارس لم تتم صيانتها منذ سنوات وهي قد تكون معرضة للانهيار في هذا الخريف هذا غير مشاكل التعليم الاخرى... كيف ستتعاملون مع هذا الأمر؟ في الحقيقة لدينا إشكالات في الإجلاس، وقد بدأنا اتصالات لمعالجة هذا المشكل كأولوية قصوى، وأما بالنسبة للفصول فنحن نعتمد على خطة الارض مقابل التنمية، وكوّنا لجنة لحصر المدارس التي تحتاج لصيانة وسنسعى لمعالجتها. انهار مشروع النظافة حتى انه صار يغطي أقل من 50% من أحياء المدينة، والآن المدينة عادت لتكون (غير نظيفة)، كيف وجدتم مشروع النظافة؟ المشكلة الكبرى التي واجهت وتواجه اي معتمد في كوستي هي النهوض بمشروع النظافة المتعلق بإصحاح البيئة، والحقيقة التي ينبغي أن نعترف بها أن (كوستي وسخانة) واننا وجدنا معظم آليات المشروع معطلة وانها تعمل بنسبة أقل من 50%، في الحقيقة المشروع يشكل بالنسبة لنا هاجساً كبيراً، واحدة من أفكارنا إضافة آليات جديدة أربعة قلابات (6) امتار وعربة ضاغطة، وبدأنا في البحث عن كيفية استقطاب الدعم وبعض البنوك أبدت استعدادها ونحن في طريقنا للبحث عن المقدم.