دخلت خصخصة مشروع الجزيرة حيز التنفيذ هذا الاسبوع باعلان الاستغناء عن جميع الوظائف والعاملين بالمشروع وتسليمهم حقوقهم والبالغة (105) ملايين جنيه الى جانب تمليك (570) متراً للعاملين، كما اعلنت ادارة المشروع عن بداية مرحلة انتقالية جديدة تتمثل في ادخال محاصيل جديدة في الدورة الزراعية والاصلاح في مجالات الري والادارة والاستفادة من خبرات المزارعين لعمل مشاريع ايضاحية بالاضافة الى ارجاع العاملين وفق منهج مختلف بوصف وظيفي. وبدأ العاملون في استلام استحقاقاتهم اعتباراً من الثلاثاء الماضي وسوف تستمر عمليات التسليم لمدة اسبوع واعتبروا ذلك بالخطوة المهمة لتوفيق الاوضاع وتمكين حقوقهم من الاحتياجات الاساسية واصفين ذلك بالخطوة الكبيرة في انفاذ المشروع. وقال الأمين الفكي - الامين العام لاتحاد المزارعين بمشروع الجزيرة - انهم جاهزون لاعادة الحياة بالمشروع اعتباراً من العروة الشتوية المقبلة. واضاف الامين ل (الرأي العام) ان الوضع الآن اصبح مهيأً لزيادة الانتاج من خلال احداث تغيير شامل والدخول بفهم اقتصادي وليس بفهم سياسي قائلاً: همنا الزراعة والمزارع، كان لا بد ان تتم مراجعة العمل بالمشروع منذ وقت مبكر لزيادة الانتاج والانتاجية. وأكد صديق عيسى المدير العام لمشروع الجزيرة اهتمام ورعاية الدولة بالمشروع لدعم التنمية والاستمرار في المحافظة على حقوق المزارعين مبيناً ان العمل سيكون في الفترة المقبلة للتطوير والتنمية وتوفيق الاوضاع كاشفاً عن جهود رئاسة الجمهورية لادخال التقانات الحديثة بالمشروع وتسوية الارض بالليزر ابتداءً من العروة الشتوية. وقال الشريف بدر - رئيس مجلس إدارة مشروع الجزيرة - ان المشروع دخل مرحلة جديدة بعد ان تمت اعادة الهيكلة وصياغة المشروع وتقديم الخدمة قائلاً «حنبدأ بالهجمة المرتدة» بوضع برنامج متكامل بالاستفادة من المزارعين دون ان نأتي بمزارع هندي أو بنغالي مؤكداً الاستفادة الكاملة من الخبرة المحلية. وأكد د. سيد علي زكي - الخبير الاقتصادي ووزير المالية السابق - انه عند تطبيق هذه السياسات الجديدة لا بد من الاخذ بالتجارب السابقة، وذكر د. سيد في حديثه ل (الرأي العام) ان الدولة وضعت عدة تجارب مع البنك الدولي لعملية اصلاح شامل للمشروع مطالباً بضرورة الاستفادة من هذه التجارب. وقال عبد الرحمن نور الدين - رئيس لجنة التخلص من الفائض للمرافق الحكومية ان هذه الخطوة تأتي في جهود الدولة لتوفيق الاوضاع في المؤسسات كافة في اطار الاقتصاد الحر قائلاً «لم تدخل بسكين الجزار وانما بمبضع الطبيب»، وذلك لحفظ كينونة المشروع والانطلاقة للمرحلة المقبلة مبيناً بأن تركه في وضعه الحالي كان سيؤدي الى النزيف والانهيار وأبان انهم لم يهملوا المشروع وتركوا (2.063) منزلاً واصفاً ان المشروع مقبل على مرحلة جديدة. وتعهد ابراهيم غندور - رئيس اتحاد نقابات عمال السودان - بالمحافظة على مكتسبات العاملين كافة داعياً الجهات ذات الصلة بضرورة الاهتمام بالعمالة الموسمية. وقال عبد الحليم اسماعيل المتعافي - وزير الزراعة والغابات - ان المرحلة المقبلة ستشهد ادخال التقانات الحديثة وتغير التركيبة المحصولية وضبط عمليات الري وادخال محاصيل جديدة كالذرة الشامية والاعلاف وادخال الحيوان وفول الصويا وادخال تجارب حديثة في زراعة القطن واصفاً المرحلة المقبلة بالجيدة والمحفزة للانتاج.