عندما تتسرّب الأحاديث والتصريحات وخاصةً الرسمية عند البحث في رفع الدعم عن السلع تضطرب الأسواق، يرتفع الدولار والأسعار قبل رفع الدعم، وتقع الخشية في الناس من جراء ارتفاع الأسعار وصعوبة الحياة مع الغلاء المتفشي، حيث الارتفاع بلا مبرر مؤذ وفتاك، ناهيك عن وجود المبرر. والآفة الكبرى عند ما يكون الحديث من جهات مسؤولة وكأنما هو مباراة كسب نقاط، أنظر للتصريحات البرلمانية التي نشرت أمس وفيها حديث عن (نية) الحكومة رفع الدعم وعن استدعاء وزير المالية قبل أن يتحقق الفعل وتصل القرارات للبرلمان. لا نريدها مباراة، وإنما نأمل أن يكون البرلمان ممثلاً حقيقياً للشعب ونائباً فعلياً يوجه الإجراءات الوجهة السليمة التي تخفف وقع الإجراءات القاسية بألاّ تقع في السلع المؤثرة التي تزيد من أوار التضخم والأزمة، وأن تكون القرارات متعادلة لا يتحملها الشعب الذي تحمل كثيراً، بل تتحمّلها معه الحكومة وتوقف الصرف غير المبرر وتقلص من حجمها وتوسعها، إذ أنه ومع أخبار رفع الدعم نطالع إعلانات عن بناء العديد من منازل معتمدين وبناء محليات بلغت إعلاناتها سبعة عشر إعلاناً أمس وأمس الأول في ولاية واحدة من ولايات السودان. هنالك صرف حكومي كبير لمواجهة التوسع في الحكم الولائي، وهنالك تعيينات سياسية يقع منها عبء مالي كبير. ولا تزال المنصرفات الحكومية كبيرة في الوقود والاتصالات وغيرها من أوجه الصرف التي يمكن أن تتم فيها معالجات حقيقية تخفف من الذي سيتحمّله الناس. الدعم له أثرٌ ضارٌ على الاقتصاد والموازنة وإزالته ضرورة وطنية، وأيضاً إحسان الإزالة ضرورة، أيضاً يحتاج الناس أن يقتنعوا لمزيد من الصبر بأن القرارات سليمة وحياة الناس سليمة نحتاج أن نجعلها تنمو سليمة ومن ذلك أن يتحوّل الحديث المكرر عن زيادة الإنتاج إلى فعل حقيقي، والأمطار اليوم يقال عنها إنها فوق المعدل وهذا يعني أن يكون الإنتاج فوق المعدل ومن يرفع الإنتاج الحكومة بقرارات سليمة تبدأ من إزالة الدعم إلى رفع الإنتاج وتحسين الأداء البرلماني في مراقبة الأداء المالي وليس تسجيل نقاط وهمية ضد الحكومة.