قطعاً آخرون كثر مثلي شد انتباهم تقدم طفلتين جميلتين تحملان باقة ورد نحو ضيف البلاد الكبير القادم تشقان الصفوف برفقة أحد موظفي المراسم غير متهيبات من هالة الموقف المترع بالإجراءات المراسمية و الأمنية و التى يبدو طابعها منذ الوهلة الأولى للكبار خلافاً للصغار هو الحذر و الترقب و أخذ الحيطة لكل الاحتمالات التي قد تطرأ. تتقدم الطفلتان اللتان تقفان خلف الرئيس مباشرة و بالقرب من سلم الطائرة الرئاسية لتسليم أصحاب الفخامة من الملوك و الرؤساء الزائرين للسودان باقات من الورد الطبيعي عقب مصافحتهم رئيس البلاد مباشرة كدليل جميل على الترحاب و الاستبشار بزيارة الضيف الكريم لأرض الوطن . و قد درجت جمهورية السودان على اتباع هذا التقليد المراسمي الجميل منذ زمن طويل و خلال كل حقب الحكم التى مرت على البلاد ديمقراطية و عسكرية بل و تعد أحد أهم الفقرات في برنامج الزيارة الرسمي التي تعدها مراسم لضيوف البلاد من الرؤساء و الزعماء . يقول الأستاذ أحمد عبد القادر مدير مراسم رئاسة الجمهورية بالإنابة ل(الرأي العام ) ان تسليم باقة ورد لضيوف البلاد الزائرين يعتبر تقليدا مراسميا جميلاً ظلت رئاسة الجمهورية تتبعه منذ زمن طويل وهو يعد إحدى الفقرات الرئيسة في برامج الزيارة لأي رئيس قادم للبلاد باعتبار ان تقديم باقة الورد دليل ترحاب و بشر بالزائر الكريم لأرض الوطن و يقول مدير المراسم ان الزهور التي تقدم للضيوف طبيعية و تختار بعناية و تنسيق تام، كما ان الطفلات اللائي يقع عيلهن الاختيار لتقديم باقات الورد يتم اختيارهن أيضا بعناية فائقة من حيث الأحجام و الأعمار، حيث يفترض ان لاتزيد أعمار الطفلتين عن ست سنوات و ذلك تجنبا لانحاءة كبيرة للضيف القادم حينما ينحني لتلسم باقة الورد من الطفلة ورد التحية بطبع قبلة أبوية حنونة على جبينها .و كشف الأستاذ احمد عن معاناة حقيقية تواجهها مراسم الرئاسة في العثور على الطفلات بالمواصفات المحددة و في التوقيت المحدد لوصول الزعماء، مضيفا ان المراسم كثيرا ما تستعين بأطفال زملائهم و أبناء الموظفين برئاسة الجمهورية تجنباً للحرج و ذلك بسبب التعارض الكبير في كثير من الأحيان بين زمن وصول الضيوف ووجود الأطفال برياضهم ومدارسهم أثناء اليوم الدراسي .وقال ان مراسم الدولة بصدد الاتجاه نحو الاستعانة ببعض المدارس و رياض الأطفال التي تهتم كثيرا بتعليم الأطفال فن الإجراءات المراسمية و البرتكولية و الأتكيت للاستعانة بهم في مثل هذه الظروف، بجانب الاستفادة من الفلكور و التراث و التقاليد المتبعة التى تعمل على تعميق العلاقات و إذابة الجليد للعلاقات بين البلدين (إن وجدت)، و هى بمثابة رسالة محبة وسلام. و معلوم ان تقليد تقديم باقات الورود عن طريق الأيادي البريئة وهو تقليد موجود فى السودان حتى خارج نطاق زيارات الرؤساء الأجانب للسودان ،اي بمعنى أن زيارات المسئولين المحلية يتبع فيها ذات التقليد الجميل و تبقى ذكريات الحدث عالقة فى ذاكرة من يقدمن باقة الورد (الرئاسية) باعتبارها قد نالت شرفا في الزخم الرئاسي للزيارة . تقول الدكتورة مروة عز الدين الخبيرة في الزهور و الورود ل (الرأي العام )ان الورود التى يتم استعمالها لتنسيق باقة الورد هي الورود المقطوفة و تحديدا السارا ،الروز ، الورد الانجليزي ،النخيليات بجانب الفل و الياسمين ذات الروائح الطيبة و تشير الى ان الزهور تقطف و تنسق و تحفظ داخل تربة طيبة فى أكياس. وتضيف ان بوكيه الورد يعد عادة عند قرب وقوع الحدث و ذلك تفاديا لذبول الورود باعتبار ان الورود تحتفظ برطوبتها ورونقها حسب درجات الحفظ لكنها فى الغالب لاتتجاوز ساعة من زمن قطفها. و تشير الى ان أسعار الورود تتفاوت ما بين 10 150 جنيها حسب النوعية المطلوبة ،وترى ان الزهور فى الأصل مبعث للهدوء و الحيوية و تعبيرا عن الاهتمام بالآخر إضافة الى انها تعد مؤشرا للمحبة و التقدير و تعظيم الضيف .