(حانبنيهو البنحلم بيهو يوماتي وطن شاسع وطن حر ديمقراطي ) كانت مدخل يترنح في أدائه سالم عند كل ركن سياسي في الجامعة لم يكمل عامه الأول في الجامعة إلتحق بالمطارحات الفكرية التي يبتدرها المثقون وسط الطلاب والتي ربما توحي بالمنطق في بعض الأحيان ، كان كل همه أن يتخرج من الجامعة قبل أن ينخرط في سلك النشاط السياسي للأحزاب ، تحولت أفكاره وأصبح كل همه أن يجعل من الجامعة منطلق تثقيفي يعكس فيه واقع المشكلات الإجتماعية والسياسية ، تغيرت افكاره وتبدلت طموحاته ، خرج في أكثر من مظاهرة ولم يدري بعد أن والده الذي أصيب مؤخرا بالجلطه كان يحلم أن يرى على يده شهادة الهندسة قبل أن يموت ، لم تصبح الجامعة في دواخله سوى معترك سياسي يجب أن يجيد فيه الخطابة ، إبتعد زملاؤه عنه بحجة أن لديهم رساله أكاديمية يجب ان ينتبهو لها ، لم يبدي أي إهتمام بنصائحهم المتكرره ، خرج غاضبا ولم يره أحد إلا بعد وجوده على بعض اللوحات الإعلانية التي مفادها أن الشهيد سالم كان جاهدا في تحقيق الغاية العامة إستشهد مناضلا عن قضايا الوطن ومدافعا عن حق المواطن الأعزل ، ولم يعلم زملاؤه حينها أن زميلهم كان جزء من حزب سياسي معارض لقى حتفه في أعمال عنف بين الطلاب الموالين للنظام . من واقع قاعدة (لكل فعل رد فعل ) ينبع أساس الجدل السياسي الذي يبتدره الطلاب في كل المناسبات السياسية التي تلقي بظلالها على مظلة الطلاب خصوصا ، كما أن عرض المشكلة وطرح البدائل سياسة يفلح الطلاب في تجسيدها على منابرهم السياسية ، إختلاط الأوراق وربط العام بالخاص معترك لايمكن عكسه من خلال ركن طلابي كما أن مناقشة الأمور العامة في حرم جامعي أساس المشكلة ، لذلك نجد الأحزاب بعد فشلها في وضع منابر عامة جعلت الحرم الجامعي ساحة خصبة في تمرير أوراقها السياسية . الربط بين الأكاديمي والنشاط مشكلة لاتنفك من عقلية الطلاب الجامعيين كما أن الخروج من دوامة الصراع السياسي هو أساس المشكلة على حسب حديث الطالب بجامعة السودان عابد عثمان ، كما يرى أن البعض يفلح في تصييد بعض الاخطاء التي يقع فيها المسؤولوون ليجعلوها مسخرة يمكن توظيفها في الرصيد السياسي لصالح الأحزاب الأخرى ، ويرى أن أولوية النشاط تتعدى مشكلة الجامعة لمشكلات شخصية تأسس لبذرة الإنتقام والقتل دفاعاً عن المبدأ الذي يناضل من أجله . توظيف الجامعة لأغراض سياسية بداية لتحوير المفهوم الحقيقي لمقصدها كما أنها بداية لجعل الطلاب واجهات حزبية على حد تعبير الأستاذ الجامعي (محمود) كما نهى أن تكون الجامعة ساحة لاستقطاب الطلاب أو أن يكونوا بوقا لاتجاهات معينة كما تمنى أن لا يكون الطالب أرضا خصبة لزرع أفكار معينة في رأسه خاصة وأن الانفتاح الفكري والسياسي أدي إلي انفلاتات أخلاقية تتنافي مع واقع الطالب الباحث . ان كانت الأركان ونقاشاتها تشمل شتي المجالات الاقتصادية والاجتماعية وغيرها والتطرق للافكار الواسعه فهذا أساس الفائده كما أنها بداية لتثقيف الطالب وربطه بالواقع على حسب حديث الطالب( بدري للرأي العام ) كما يرى أن الأركان إن كانت مقصورة على نشاط بعينه فهذا جرم في حق الطلاب لابد من محاربته فهو لايقدم سوى النزاع والصراع السياسي بجوانبه المختلفة . بالرغم من أن للأركان بعدها السلبي إلا أن لكل ظاهر جوانب إيجابية يعكسها البعض في فتح أذهان الطلاب سياسياً وجعلهم أكثر وعياً للقضايا الوطنية رغم أنها في بعض الأحيان تخرج عن السيطرة وتطغى عليها العصبية والعنصرية كما أن العنف المصاحب للأركان يجعل بعض الطلاب متخوفين من إبداء الآراء، والبعض الآخر لا يحب أن يصنف لأي حزب لذلك يرى البعض أن البعد عن ذلك الصراع واللجوء للمشاهدة والإستماع هو أساس تجنب المشكلات بالرغم من أنها مرحلة مهمة في تكوين شخصية الطالب سواء كان شاباً أو شابة، لتعلم الإنسان المواجهة والنقاش المباشر .