عطل في الخط الناقل مروي عطبرة تسبب بانقطاع التيار الكهربائي بولايتين    ميسي: لا أريد أن أكون عبئا على الأرجنتين.. وأشتاق للعودة إلى برشلونة    رئيس مجلس السيادة يؤكد عمق العلاقات السودانية المصرية    رونالدو: أنا سعودي وأحب وجودي هنا    مسؤول مصري يحط رحاله في بورتسودان    (25) دولة تدين بشدة الفظائع وانتهاكات القانون الإنساني الدولي في السودان على يد ميليشيا الدعم السريع    "فينيسيوس جونيور خط أحمر".. ريال مدريد يُحذر تشابي ألونسو    الهلال يدشن انطلاقته المؤجلة في الدوري الرواندي أمام أي سي كيغالي    كُتّاب في "الشارقة للكتاب": الطيب صالح يحتاج إلى قراءة جديدة    مستشار رئيس الوزراء السوداني يفجّر المفاجأة الكبرى    عثمان ميرغني يكتب: إيقاف الحرب.. الآن..    مان سيتي يجتاز ليفربول    التحرير الشنداوي يواصل إعداده المكثف للموسم الجديد    دار العوضة والكفاح يتعادلان سلبيا في دوري الاولي بارقو    كلهم حلا و أبولولو..!!    السودان لا يركع .. والعدالة قادمة    شاهد.. إبراهيم الميرغني ينشر صورة لزوجته تسابيح خاطر من زيارتها للفاشر ويتغزل فيها:(إمرأة قوية وصادقة ومصادمة ولوحدها هزمت كل جيوشهم)    لقاء بين البرهان والمراجع العام والكشف عن مراجعة 18 بنكا    شاهد بالفيديو.. لدى لقاء جمعهما بالجنود.. "مناوي" يلقب ياسر العطا بزعيم "البلابسة" والأخير يرد على اللقب بهتاف: (بل بس)    السودان الافتراضي ... كلنا بيادق .. وعبد الوهاب وردي    شاهد بالصورة والفيديو.. ضابطة الدعم السريع "شيراز" تعبر عن إنبهارها بمقابلة المذيعة تسابيح خاطر بالفاشر وتخاطبها (منورة بلدنا) والأخيرة ترد عليها: (بلدنا نحنا ذاتنا معاكم)    جمهور مواقع التواصل بالسودان يسخر من المذيعة تسابيح خاطر بعد زيارتها للفاشر ويلقبها بأنجلينا جولي المليشيا.. تعرف على أشهر التعليقات الساخرة    وزير الطاقة يتفقد المستودعات الاستراتيجية الجديدة بشركة النيل للبترول    المالية توقع عقد خدمة إيصالي مع مصرف التنمية الصناعية    أردوغان: لا يمكننا الاكتفاء بمتابعة ما يجري في السودان    أردوغان يفجرّها داوية بشأن السودان    وزير سوداني يكشف عن مؤشر خطير    شاهد بالصورة والفيديو.. "البرهان" يظهر متأثراً ويحبس دموعه لحظة مواساته سيدة بأحد معسكرات النازحين بالشمالية والجمهور: (لقطة تجسّد هيبة القائد وحنوّ الأب، وصلابة الجندي ودمعة الوطن التي تأبى السقوط)    إحباط محاولة تهريب عدد 200 قطعة سلاح في مدينة عطبرة    السعودية : ضبط أكثر من 21 ألف مخالف خلال أسبوع.. و26 متهماً في جرائم التستر والإيواء    الترتيب الجديد لأفضل 10 هدافين للدوري السعودي    محمد رمضان يودع والده لمثواه الأخير وسط أجواء من الحزن والانكسار    وفي بدايات توافد المتظاهرين، هتف ثلاثة قحاتة ضد المظاهرة وتبنوا خطابات "لا للحرب"    مركزي السودان يصدر ورقة نقدية جديدة    "واتساب" يطلق تطبيقه المنتظر لساعات "أبل"    بقرار من رئيس الوزراء: السودان يؤسس ثلاث هيئات وطنية للتحول الرقمي والأمن السيبراني وحوكمة البيانات    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    غبَاء (الذكاء الاصطناعي)    مخبأة في باطن الأرض..حادثة غريبة في الخرطوم    صفعة البرهان    حرب الأكاذيب في الفاشر: حين فضح التحقيق أكاذيب الكيزان    دائرة مرور ولاية الخرطوم تدشن برنامج الدفع الإلكتروني للمعاملات المرورية بمركز ترخيص شهداء معركة الكرامة    السودان.. افتتاح غرفة النجدة بشرطة ولاية الخرطوم    5 مليارات دولار.. فساد في صادر الذهب    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    السجن 15 عام لمستنفر مع التمرد بالكلاكلة    عملية دقيقة تقود السلطات في السودان للقبض على متّهمة خطيرة    وزير الصحة يوجه بتفعيل غرفة طوارئ دارفور بصورة عاجلة    الجنيه السوداني يتعثر مع تضرر صادرات الذهب بفعل حظر طيران الإمارات    تركيا.. اكتشاف خبز عمره 1300 عام منقوش عليه صورة يسوع وهو يزرع الحبوب    (مبروك النجاح لرونق كريمة الاعلامي الراحل دأود)    المباحث الجنائية المركزية بولاية نهر النيل تنهي مغامرات شبكة إجرامية متخصصة في تزوير الأختام والمستندات الرسمية    حسين خوجلي يكتب: التنقيب عن المدهشات في أزمنة الرتابة    دراسة تربط مياه العبوات البلاستيكية بزيادة خطر السرطان    والي البحر الأحمر ووزير الصحة يتفقدان مستشفى إيلا لعلاج أمراض القلب والقسطرة    شكوك حول استخدام مواد كيميائية في هجوم بمسيّرات على مناطق مدنية بالفاشر    السجائر الإلكترونية قد تزيد خطر الإصابة بالسكري    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مع رئيس المجلس الوطني قبل الوداع..الطاهر سأكون سعيداً لو غادرت بأية صيغة

بدا لي هذا الحوار مع مولانا أحمد إبراهيم الطاهر رئيس المجلس الوطني، أشبه ما يكون بحوار الوداع رغم انه مازال هناك نحو شهر من عمر المجلس.. فقد ترحم مولانا فيه على روح الشراكة التي قتلها بعض قادة الحركة على حد قوله. وتحسر على فقدان الثقة تماماً بين الشريكين، وافرغ رشاشه المحشو غضباً وانتقاداً في وجه الحركة الشعبية التي أتهمها بالسعي لتكريس الانفصال بكافة الوسائل، وفي وجه الاحزاب التي قال انها تريد الثأر من المؤتمر الوطني. ولم يتردد الطاهر في هذا الحوار الذي اجرته معه (الرأي العام) بمكتبه ظهيرة الخميس الماضي، في الكشف عن رغبته في انهاء هذه الدورة البرلمانية بما تيسّر، وإعترف بأنه كان مكرهاً على رئاسة المجلس وسيكون سعيداً إن غادر بأية صيغة، وقدم مولانا مرافعة ربما تكون اخيرة، عن اجراء وقف امتيازات نواب الحركة المقاطعين للجلسات، ومرافعة اخرى عن الطريقة التي يدير بها البرلمان، وأقسم بأنه لم يرتد يوماً قميصه - وإن شئت الدقة - جلبابه الحزبي وهو يترأس المجلس، فإلى مضابط الحوار الذي احتفظ فيه الطاهر بهدوئه المعتاد حتى أمام الاسئلة الاتهامية المباشرة: ----- * كيف تمضي الأمور في البرلمان هذه الايام؟ - البرلمان الآن في ختام دورته النهائية، وكما ترى فإن الاستعداد للانتخابات يجري على قدم وساق، وربما كانت هذه الدورة تختلف عن الدورات الثماني السابقة، حيث كان البرلمان يسوده التفاهم بين كافة القوى السياسية وعملنا عملاً كبيراً جداً في ذلك وأجزنا عدداً من المشروعات المهمة التي اثرت على مسيرة الحياة خاصة فيما يتصل بتنفيذ متطلبات السلام، وتنفيذ ما جاء في الدستور وهذا كله تم بروح الوفاق بين القوى السياسية. * هذا في السابق، الآن كيف هي الاحوال في البرلمان مع اقتراب موعد الانتخابات؟ - اقتراب الانتخابات اثر على كثير من القوى السياسية التي ربما رأى بعضها بعين المستقبل بأن لا أمل لها في الاستمرار في الحياة السياسية التي تنبني على الاقتراع وأصوات الشعب، ولذلك كل الحراك السياسي الذي يتم هذه الايام يتم وفق هذه الاعتبارات من القوى داخل تشكيلة حكومة الوحدة الوطنية أو حتى خارجها، وأنت ترى الحياة كلها تموج بكثير من المماحكات والاضطرابات السياسية التي ربما قصد منها في النهاية تعطيل العملية الانتخابية، ولذلك نحن في البرلمان نسعى الى اختتام دورتنا هذه بما تيسّر حتى نفرغ لعملية الانتخابات ونسلم الأمانة لاصحابها إن شاء الله. * هل يمكن ان تمضوا دون الحركة الى آخر الشوط؟ - اعتقد ان غياب الحركة مربوط باعتبارات خارج المجلس وأهم هذه الاعتبارات ما يسمى بمؤتمر جوبا الذي عُقد اخيراً وشكل سنداً للحركة للمضي في مشروع الانفصال. * مقاطعة: * لكن الحركة تقول بإن مؤتمر جوبا شكل لها سنداً للمضي في مشروع الوحدة؟ - لا، بالعكس، فهو اعطاها الضوء الاخضر للمضي في عملية برنامجها لانها الآن تسعى الى تكريس الانفصال وبوسائل مختلفة. * إذا سلمنا بأن للحركة مصلحة في الانفصال فما الذي يجعل الاحزاب الشمالية تدعمها في هذا التوجه؟ - الاحزاب التي شاركت في المؤتمر، خاصة الشعبي والشيوعي والأمة كانت مشاركتها من باب الثأر من المؤتمر الوطني أكثر من أي شيء آخر أو من باب تعطيل العملية الانتخابية، وأقول ان مؤتمر جوبا شكل في النهاية رؤية جديدة للحركة وربما رأت عدم الاستمرار في الشراكة مع المؤتمر الوطني والانضمام الى المعارضة بالرغم من انها تسعى للامتيازات التي بنتها بموجب هذه الشراكة، ولكن كل الاستراتيجية السياسية بنتها على المواجهة وكان من ضمن هذه المواجهة المقاطعة داخل المجلس فقرار مقاطعة الجلسات بدأ قبل افتتاح الدورة، حيث اعلنت الحركة مقاطعتها في مؤتمر صحفي ونفذت هذه المقاطعة من أول جلسة للبرلمان. * لكن الحركة ذكرت أسباباً عديدة جعلتها تتخذ قرار المقاطعة؟ - الاسباب التي ذكرتها غير معقولة وواهية جداً ولا ترقي ان تصل بالحركة الى ان تقاطع جلسات المجلس. * عفواً مولانا، فأنت رغم ما ذكرته إلاّ انك لم تعطني جواباً محدداً بعد.. الى اين ستمضون من غير الحركة الشعبية؟ - في المجلس هنا، نحن علينا مسؤوليات ولدينا مهام تتعلق باجازة بعض القوانين التي تم الاتفاق عليها، اجازتها باصوات المجلس التي تتطلب وجود النصاب القانوني الذي نص عليه في اللائحة والدستور ورؤى في هذا النصاب ان يكون نصف المجلس على الاقل موجوداً، ولم ينص في اي بند من الدستور أو من اللائحة أو من الاتفاقات الجارية ان يتعطل المجلس إذا غابت قوة سياسية. * هذا فيما يلي النصوص، لكن عندما يجيء ذكر الدستور او الاتفاقية فإن الناس يتحدثون عن الروح كذلك - نعم، روح الاتفاقية هي المهمة، والاتفاقية بُنيت كلها على بناء الثقة، ولكن طبعاً كما ترى فان سلوكيات بعض قادة الحركة الشعبية قتلت هذه الروح، فما بالك مع حركة سياسية تتفق معها على كل شيء ثم تنقض كل الاتفاق في مرحلة من المراحل، وهذا في أعلى المستويات على مستوى النائب الأول ونائب رئيس الحركة وأمينها العام وعلى مستوى المجلس، ولذلك فان الثقة التي تشكل قاعدة اساسية للعمل وتجعل الشريكين يمضيان الى الامام فقدت تماماً بهذه التصرفات. * البعض يعتقد ان خلفيتك القانونية جعلتك أكثر تقيداً فيما يبدو بنصوص اللوائح والقوانين دونما اعتبار لروح الشراكة؟ - صحيح الروح القانونية مهمة جداً لا استبعد من ذلك الشراكة، ولكن الشراكة لديها طرق اخرى للعمل، وانا قد اتحت هذه الطرق للعمل من خلال اللقاءات التي تتم بين الهيئة النيابية للمؤتمر الوطني والحركة الشعبية وبقية القوى السياسية، وهذه متاحة فأي اتفاق يتم بين هذه القوى يجد مني القبول التام والإلتزام به تماماً، ولكن في غياب هذا الاتفاق ماذا تتوقع مني ان اعمل وانا رئيس للمجلس ولدى مسؤوليات في ادارة هذا المجلس. * من القوانين المهمة التي يجري الحديث حولها هذه الايام قانونا الأمن والاستفتاء، هل يمكن اجازتهما في غياب الحركة اذا استمر الحال على ما هو عليه؟. - أنت الآن تجبرني على ان اتحدث باللوائح لأنها هي التي تحكمني «يضحك» فالقانون اذا وضع على منضدة المجلس، فليس هناك من سبيل، إلاّ بثلاث وسائل، إما ان يسحب بواسطة مجلس الوزراء، وإما ان يهمله المجلس، وسيكون هذا ادانة للمجلس الذي اهمل القانون، وأما ان يمضي فيه إلى نهايته، إما قبولاً أو رفضاً. * بالنظر الى مجريات الامور ما هو الخيار الراجح الآن؟ - هو ان نمضي في اجازة القانون. * ما تبقى من عمر الدورة الاخيرة يبدو قليلاً جداً، هل من الممكن ان تمدد الدورة من أجل المزيد من التشاور والتوافق على قانون الاستفتاء؟ - لدينا مدة كافية جداً منذ الآن وحتى ديسمبر لأن يدخل قانون الاستفتاء المجلس ويجاز، فليس بعد فتح باب الترشيح الذي سيتم في أول يناير مجال لإستمرار المجلس. * ألا ترى ان سير الأمور في المجلس يمضي في اتجاه تشجيع الانفصال؟ - المزاودة على عملية الانفصال بأساليب وطرق مختلفة لا تجد مني القبول، فكلما ضاقت الحركة بشيء قالت الوحدة غير جاذبة ورأت ان المؤتمر الوطني هو السبب في عدم جاذبية الوحدة، ولذلك أنا لا اضع هذا الاعتبار، واعتقد ان المواطنين في الجنوب لهم مطلق الحرية الآن في ان يصوتوا للوحدة لاسباب موضوعية، او للانفصال بقناعاتهم وكلا الخيارين ملتزمون بها، وارجو ان لا تزيد المزايدة في هذه القضية. * هناك من يتحدث عن ان الحركة كانت تُبيت منذ البداية توجهها الانفصالي حتى تتمكن من الرضاعة من ثدى الشمال طوال الفترة الماضية ثم تكشف عن ذلك التوجه في حينه كما فعلت أخيراً؟ - انا اعتقد ان الحركة ليست جسماً واحداً، فهي عدة فرق واتجاهات ولا استطيع ان اجزم الآن ان كل عضوية الحركة مقتنعة بالانفصال، ولكن النافذين فيها هم الذين يسعون الآن ويجرون الجنوب جراً الى الانفصال وبطريقة اصبح واضحاً الآن انها تتجاوز الاتفاقية. * ماذا بعد تصريحات سلفا كير الاخيرة الداعية للانفصال؟ - هو كان يتحدث بضميره الحقيقي في هذا الاتجاه، وانا عندما سألتني صحيفة اجنبية، ما هو اتجاه قادة الحركة في الجنوب؟ ذكرت لهم ان الاتجاه هو للانفصال، وأن كل الدلائل تشير الى ذلك، وكل الترتيبات التي تقوم بها الحركة الآن تكرس لعملية الانفصال وليس الوحدة. * إذا كانت كل الدلائل تشير الى الانفصال فهل تحسبتم له؟ - الانفصال عملية منصوص عليها في الاتفاقية والدستور، وينبغي ان يتوقع الناس خيار الانفصال أو خيار الوحدة. * ألم تتجاوزوا مرحلة التوقع الى ترتيب حالكم على الانفصال الذي تقول إن كل الدلائل باتت تشير إليه؟ - هناك عدة جهات ترتب لذلك، ويمكن المجلس الوطني هو اقل هذه الجهات، والآن نحن نعمل لخيار الوحدة جهد المستطاع لنتجنب الانفصال. * على ضوء التصعيد الاخير للخطاب الانفصالي هل شرع المؤتمر الوطني في ترتيب حاله للانفصال؟ - والله طبعاً الدولة كلها وليس المؤتمر الوطني، ما دامت وقعت في الاتفاقية على انه يمكن ان يكون هناك خيار للانفصال ينبغي ان تتوقع عملية الانفصال. * من ناحية نظرية يبدو ان دعوة سلفا كير للانفصال، مناقضة للدستور والاتفاقية التي نصت على العمل لجعل الوحدة جاذبة، هل يمكن ان تستدعوا النائب الأول من باب المحاسبة أو حتى الاستماع لمعرفة لماذا قال ما قال؟ - سبق ان قدمنا عدة دعوات للاخ النائب الأول لمخاطبة المجلس، كما خاطبه الرئيس ونائب الرئيس عدة مرات وهذا من حقه كقائد اساسي في السودان وشريك في عملية تنفيذ الاتفاقية، وحتى الآن لا ادري ما هي الظروف التي حالت دون ان يخاطب المجلس. * ما الذي تنص عليه اللائحة هنا؟ - في اللائحة ليس المجلس هو الذي يدعو رئيس الجمهورية ونائبيه للمخاطبة وإنما هم الذين يبدون رغبتهم في مخاطبة المجلس. * إذن انتم لا تستطيعون بموجب اللوائح استدعاء سلفا كير؟ - نعم. * حديثك الاخير عن ايقاف مخصصات نواب الحركة الشعبية المقاطعين، ألا تعتقد انه يزيد الطين بلة، كما يقولون دون ان يحقق هدفاً سياسياً؟ - ها هو رأيك في شخص أوتمن على منصب في الدولة واصبح رئيساً للجنة وهو في نفس موقع ومخصصات الوزير الاتحادي يصرفها من اموال الشعب السوداني، أو أصبح نائباً لرئيس لجنة وهو ما يعادل موقع ومخصصات وزير دولة، ثم يقوم برغبة منه وبإنفراد ان يتخلى عن ذلك ويضرب عن العمل ويبعد نفسه عن مسؤولياته ويريد ايضاً ان يستمتع ايضاً بهذه الميزات، فما رأيك انت كمواطن سوداني؟. * من أجل الحفاظ على ما تبقى من روح ألم يكن من الأوفق تأجيل هكذا اجراء الآن من أجل المصلحة؟ - طبعاً اذا تم التوصل لأية صيغة لأن يستمر هؤلاء الاخوة في عضويتهم في المجلس ويؤدوا واجبهم، فأنا لن اصر على شيء وليس لدى مصلحة شخصية في ان احرم شخصاً من ميزاته او مخصصاته وهذه مسألة ليست فيها مساومة اصلاً اذا استمرت المقاطعة وقد سبق ان طبقناها على عدة اشخاص. * ألا ترى في هذا الاجراء نوعاً من لي الذراع؟ - لا، ابداً، فانا بالعكس لم ابادر بهذا الأمر، وإنما الذين بادروا واخلوا هذه المواقع واخلوا بالقسم الغليظ الذي قسموه ودخلوا به المجلس واستحقوا به هذه المكانة العالية، ودائماً الشعوب المتحضرة تنظر الى النائب البرلماني، انه الشخص الأمين على مصلحة الأمة وهو الذي يحاسب المقصرين ولا يقصر هو. * نائبك أتيم قرنق هل تنسق معه في مثل هذه المسائل؟ - طبعاً، والى ان وصل مرحلة الاضراب كنت انسق مع اتيم وأتمنه على الكثير من مهام المجلس. * كأنك تريد ان تقول انك لم تنسق معه في المسألة الاخيرة لأنه كان مضرباً؟ - صحيح، هو جاءني هنا، وانا قلت له انت تشغل منصباً رفيعاً ولا ينبغي ان تضرب، ولكنه اصرّ على ان يلتزم بقرارات حزبه ليس في الاجتماعات العامة في المجلس وإنما حتى في حضور جلسات لجنة شؤون المجلس وهي اللجنة التي تدير أعمال المجلس. * على ذكرك للمنصب الرفيع، هناك سؤال ماسخ، البعض يرى ان شكل المشادات بينك والعضو ياسر عرمان تبدو فيها اقرب الى نائب من شخص يتقلد منصباً رفيعاً كمنصبك؟ - الآن تلاحظ انني لم اهاجم شخصاً اسمه ياسر عرمان مطلقاً. * في احاديث صحفية سابقة لديك تصريحات متشددة بشأنه؟ - أنا ماسك لساني من الاشخاص تماماً ولم اقل لك إلاّ شخصاً انت ذكرته لي بالاسم، انا اتعامل فقط مع الممارسة الخاطئة اينما كانت، وأنا ليست لدى مشكلة مع ياسر عرمان اصلاً. * هل تعتقد ان لياسر مشكلة معك؟ - والله هذا سؤال
يوجه الى ياسر عرمان. * بطاقية المؤتمر الوطني أما زلت تثق في صلاحية الحركة الشعبية كشريك وحليف في المرحلة المقبلة؟ - كحركة، اثق في صلاحيتها، ولكن كافراد فلدى تحفظات على الكثير من افرادها، فهناك من لا امل في اصلاحه اصلاً إذا ساروا بهذه الطريقة التي يسيرون بها. * ألا ترى ان الأمور باتت تسير نحو الفوضى؟ - انا لا احسب ذلك، وان شاء الله لن تحدث فوضى في البلاد، فالبلد محفوظة بأمر ربها وعنايته وبالشعب السوداني الذي لا يحب الفوضى ولا يسعى وراءها. * ما هو اقصى ما يمكن ان تفعلوه لنواب الحركة الشعبية المقاطعين؟ - ليس لدينا شيء يمكن ان نفعله غير ان نتركهم لنظم المجلس. * وأنت تجلس على كرسي رئاسة المجلس، ألم تحس في لحظة ما، إنك تتصرف كمؤتمر وطني في اي من المواقف التي مرت بك؟ - كلا والله، فهذا يحسب علىّ، وإذا تقمصت القميص الحزبي وادرت به المجلس أكون قد خنت الله ورسوله، وأنا في هذا المجلس اعطي الفرصة المتساوية لكل الناس. * لكن هناك اتهاماً صريحاً لك بمحاباة منسوبي الوطني؟ - انا احب في هذا المجلس ان اكون لكل الناس، بل واظلم احياناً المؤتمر الوطني في الفرص لاعطاء كل القوى السياسية حتى ذات الوزن الخفيف فرصاً على حساب المؤتمر الوطني، بل واسعى دائماً لسماع رأي الآخرين تغليباً لرأيهم على رأي المؤتمر الوطني، وكل ذلك لأني احسب ان هذه الفترة لبناء الثقة بين الشعب السوداني، واعتقد ان هذا المنهج الذي سرت به آتى أكله إلاّ فيما يختص ببعض قيادات الحركة الشعبية، فأنا الآن أكثر من (90%) من عضوية الحركة بالمجلس أكن لهم ويكنون لي كل احترام. * هل شعرت بأن هناك من نواب الحركة من ليس مع المقاطعة؟ - والله اعتقد ان (90%) من اعضاء الحركة بالمجلس مكرهون على هذه المقاطعة وقد اسرّ لى بعضهم بذلك. * البعض ينظر إليك بوصفك أكثر تشدداً في بعض القضايا من رئيس كتلة المؤتمر الوطني النيابية في المجلس د. غازي صلاح الدين؟ - صحيح ان غازي يتسم بعقل كبير جداً وبمرونة وبسعة صدر، وهذه صفات مهمة جداً للشخص الذي يقود حزبه مع الآخرين، واعتقد ان هذه المرونة التي يدير بها غازي العمل مع الاحزاب الاخرى، هي التي ولدت هذا الجو الذي استطعنا ان نستثمره في النهاية في تمرير الكثير من القوانين، ولكن لا اعتقد بأني ضيق الصدر، بالعكس انا صدري واسع جداً، بل كثير من الناس ينتقدون صبري. * مع سعة صدرك كما تقول، فإن آخرين يقولون بعكس ذلك، وضاقوا بما يعتقد انه ضيق صدر منك حتى انهم لوحوا بسحب الثقة عنك كرئيس للمجلس الوطني؟ - انت لا تستطيع ان ترضي كل الناس لان الناس لم يرضوا حتى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وانا والله لست حريصاً على هذا المنصب اصلاً، فأنا مكره عليه، حقيقة وقد عبرت عدة مرات لاخواني في المؤتمر الوطني عن ذلك، وأكون سعيداً لو غادرت بأية صيغة وانا الآن سعيد بأن هذه الدورة ستنتهي وسينتهي المجلس ورئاستي له.

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.