العبد لله يقترح أن تتم كتابة التحذير التالى فى مكان بارز على رأس الصفحة الأولى من كل صحيفة والتحذير يقول : هذه الصحيفة تحتوى على تصريحات مسئولين لذلك ننصح مرضى القلب بتفادى قرائتها .. فلقد لاحظت أن حالتى الصحية بدأت مؤخراً فى التدهور بعد أن كانت عال العال منذ أن قمت بعمل دعامات فى (الشريان التاجى) قبل عام ونيف .. أنا لا أشك لحظة بأن بعض التصريحات (الغريبة) التى يطلقها المسئولون من وقت لآخر هى السبب الرئيسى فى غلبى (ووجع قلبى) وقد ضبطتنى زوجتى مؤخراً متلبساً بمخاطبة نفسى قائلاً : والله الناس ديل بالطريقة دي يوم بيكتلوا ليهم زول !! وكمثال لهذه التصريحات والتى كتبنا عنها مؤخراً ذلك التصريح للسيدة وزيرة الرعاية الإجتماعية الذى ورد فى التقرير الذى قدمته لمجلس الوزراء والذى أفادت فيه بأن نسبة الفقر فى السودان هى 4,3% أى (مليون ونص ) مواطن !!ألا تتفق معى أيها القارئ الكريم أن مثل هكذا تصريح عاوز ليهو زول نصيح وشديد لا تستجيب خلايا مخه أو عضلات قلبه أو جدران شرايينه لأى نوع من أنواع (الإستفزاز المفاجئ) حتى لا (يروح فيها) !! وكيفن ما يروح فيها إذا كان عدد النازحين بالمعسكرات (يعنى ما عندهم ولا مليم) في ولايات درافور الثلاث ما بين 2 مليون إلى 2.5 مليون نازح (خليكم من الفقراء التانين) !! بالأمس القريب وأنا أطالع بعض الصحف قرأت تصريحاً أدلى به الأخ الأستاذ عبدالباسط سبدرات وزير العدل ل «صحيفة الراية القطرية» يؤكد فيه ان نسبة الفساد لا تتعدى (1%) من جملة الناتج القومي ، بالطبع عزيزى القارئ- لابد إذا أردنا الوصول لهذه النسبة من معرفة (إجمالى حجم الفساد) ثم قسمته على (إجمالى الناتج القومى) % ولكن المشكلة أن (الحجم الكلى للفساد) لا يعلمه حتى السيد المراجع العام نفسه إذ يقول فى تقريره : أن هنالك 70 وحدة لا تزال تحت المراجعة و34 وحدة لم تقدّم حساباتها للمراجعة من بينها 4 وحدات رفضت الاستجابة (يعنى ما عاوزة تتراجع وكده!) إذن السؤال الذى يطرح نفسه (طيب ال 1% دى جات كيف؟) أنا شخصياً لولا أننى أعرف بأن الأخ الوزير هو رجل قانونى ضليع وشاعر رقيق لإتهمته بالتبحر فى علوم الفلك ومعرفة (المستخبى) ! ولم يكتف السيد الوزير بإيراد تلك النسبة بل أضاف: (ليس الأمر في قضية مكافحة الفساد ان تجرى محاكمة الشخص الذي يقع في الجريمة، بل المهم حماية الشخص النظيف أكثر من مكافحة المفسد ) إنتهت عبارة السيد الوزير والتى أعترف بأننى قد أنفقت يومين كاملين فى محاولة فهمها ولم أوفق لذا فأنا ارشحها لتكون ضمن (فوازير رمضان) للعام القادم . وأضاف السيد الوزير أخيراً : (نحن في السودان نعول كثيراً على الوازع الديني، وأوضح ان الوازع الديني حمى الكثيرين من الوقوع في الفساد، وأشار إلى أنه يعد أكبر وسيلة لمكافحة الفساد).. إنتهى تصريح السيد الوزير والذى معناتو إنو : لولا الوازع الدينى لكان حجم الفساد أقل !! وهنا تحضرنى طرفة للعم (الزيبق) رحمه الله وأحسن إليه صاحب القهوة المعروفه (بالسوق العربى) فى خمسينات القرن الماضى فبعد أن قام مبكراً بفتح القهوة وجلس امامها على كرسيه وبدأ الرواد فى الوصول إكتشف أن (العامل) الذى يقوم بسحن (البن) لم يحضر وفى تلك اللحظة وقف أمامه أحد (الفلاته) وقد كان مفتول العضلات ضخم الجثة وقام بسؤال الزيبق : عندكم شغل ! أيوه أمشى جيب (الفندق) داك وأسحن لينا البن الفيهو قام (الفلاتى) بسحب الفندق الخشبى الضخم المصنوع من أحد جزوع الأشجار الكبيرة ثم أمسك بيد الفندق ومع أول خبطة إنشطر الفندق إلى نصفين وسط ذهول الجميع إلا عمنا الزيبق الذى نادى (الفلاتى) وسأله قائلاً : إنتا فطرتا ؟ وعندما أجابه بالنفى أدخل عمنا الزيبق يده فى جيب الجلابيه وأخرج منها (ريال) أعطاه له قائلاً: - أمشى أفطر وتعال كسر لينا القهوة دى فى راسنا !! كسرة : حقو الناس (الإعتدوا على المال العام ديل) و(شالوا المليارات دى) يعملو ليهم كورسات مكثفة فى (الوازع الدينى) .. يعنى يمشوا يفطرو ويجو !!