عندما انعقدت أول قمة افريقية للتوقيع على ميثاق منظمة الوحدة الافريقية في مايو 3691م بأديس ابابا واختيرت كمقر للمنظمة حيث انتقل اليها من اكرا (غانا) ولاغوس (نيجيريا) بمجهود خارق من الخرطوم، اقرت اللجنة المختصة اللغة العربية، لغة التداول الأولى باعتبارها لغة غالبية سكان أفريقيا، وبعدها لغات الحكام السابقين، الإنجليزية والفرنسية، فليست في أفريقيا كلها لغة «أصلية»، غير العربية وما عداها لغات ولهجات محلية بحتة، وفي السودان وبوجود الإدارة البريطانية الحاكمة ظلت اللغة العربية لغة السكان والدولة والمدارس والدواوين الحكومية وبعدها الانجليزية، ورغم وجود «84» لغة ولهجة محلية في الجنوب، فان العربية أو عربي جوبا، ظل الغالب في التخاطب، اما الانجليزية فكانت تستخدم في المدارس التبشيرية ، واصبح خريجوها يتحدثون بها، أو يفضلونها في التخاطب، وبوجه خاص عندما يأتون للخرطوم، اتفاقية نيفاشا للسلام نصت على استخدام اللغتين العربية والانجليزية، ولكن اللغة الام هي العربية التي أصبحت لغة عالمية واسعة الانتشار يتحدث بها الصينيون واليابانيون، والاوروبيون، والروس وجانب من الافارقة، واصبحت تشكل ميزة للناطقين بها خاصة السفراء الذين يمثلون بلادهم في العواصم العربية، بما فيها السودان، أردت من وراء ذلك التذكير لابناء الوطن بوجه عام والجنوب بوجه خاص ان اللغة العربية هي الأصل في افريقيا وفي السودان، والكثيرون منهم يستخدمونها بطلاقة واتقان ويتعين عليهم في اتجاه السلاسة والشفافية والوحدة ان تكون لها وقعها المتقدم في التخاطب الداخلي والخارجي وبوجه اخص في الجامعة العربية والعالم العربي.