في أمسية السبت الموافق: 2009/11/7 دشن منتدى الزهور الثقافي الطبي ديوان عالم عباس الموسم ب «في انتظار الكتابة» وهي عبارة مركزية نواتها كلمة «الكتابة» حيث منها يتولد الفعل الشعري مشعاً، يبدأ ويتطور ويتحول ويكتمل في نهاية المطاف ديواناً شعرياً متفرداً.. ---- يقع الديوان في 106صفحة من القطع المتوسط ومبوب بطريقة مبتكرة من تصميم وإخراج السويدية «كارينا ديزاين» فيما رسم لوحة الغلاف الفنان العراقي «عمران القبسي» وهي لوحة رمزية القسم الأول منها لرأس حصان والقسم الثاني لرأس وحيد القرن وخلفهم لوحة تشكيل بالحرف العربي وبينهم عين حمراء في كامل اتساعها؟ وأظن ان الفنان برسمه للحصان اراد ان يرمز لنجابة الخيول التي في نواصيها الخير وان يوحي بالقوة المطلقة التي يدل عليها وحيد القرن لكنه وشى كل ذلك بالكتابة والقراءة والمعرفة التي يدل عليها الحرف العربي وتحرسها العين المبصرة وصمت الغلاف اللبنانية «نورما نيتر» فيما طبعت الكتاب دار نلسن البيروتية فكان ديوان لين ر قيق الحواشي. بقراءتنا للديوان قصيدة بعد قصيرة يصبح الوجود الفني للاشياء هو الوجود الحقيقي عند المتلقي.. وتتسع الدائرة لتشمل حياتنا كلها.. وتصبح هذه الحياة موضوعاً لنظر ادق وتأمل اعمق ورؤية واضحة: .. في انتظار الكتابة جلست على خنجر صدى سممته الكآبة فإن شئت الا تهون على الموت فأمسك بحبل القصيد فإن هل، هلل وان قل، حوقل وان ثار، قب قائماً في المقام وردد علي خاتم المرسلين السلام هذه القصيدة هي المدخل إلى الديوان ومنها أخذ أسمه.. ? القصيدة الثانية: انعتاق.. انها نبوءة الشاعر .. براعم تختزن الغضب تستحر نارها حتى يحن وقتها فتمطر الشهب ? القصيدة الثالثة: عزف منفرد.. شفافة جداً بجناح رقيق أحمر كالعقيق الفراش الانيق دار حول المكان باحثاً عن رفيق ? أضغاث من احلام.. القصيدة الرابعة: ينزلق الشوق إليك كما ينزلق الزورق فوق جبين الماء ??? حلم يأتي حلم يذهب طيفك ضوء، طيفي غيهب تذهب آتي، تأتي اذهب حلم برضى، حلم يغضب هنا نلاحظ التثنية وهي تردد اسمين متقابلين مما اقام بناء القصيدة على صوتين صوت الباحث المعلن وصوت المبحوث الذي يتضح بالتدريج..! ? القصيدة الخامسة صلوات في ليل المعراج.. نسجت خيمة عشقي من حرير رؤى من موج الهوى الطامي .. وترتها بعظامي والحبال صوتي فتلتها بشراييني واحلامي استخدام جديد ومبتكر العظام التي تصبح أوتاداً والشرايين حبالاً.. ? القصيدة السادسة: أستمطر الشعر: لعل الجياد الشموسة والتي تركض الآن في الآفق حقاً جيادي وان البلاد بلادي وان اللهاث الذي هزني لم يكن شهقة الاحتضار انها صرخة الانتصار ? القصيدة السابعة: علمني العشق بأن العشاق مجانين فإذا رق لهم قلب المعشوق ارسلهم طيفاً فيناجيهم ويؤاخيهم .. ويصادقهم فيصدقهم ? القصيدة الثامنة: طالما سائلوا عما أروم وعما سلف عجبت لمن انت انفاسه أيسأل المراء انفاسه عن هدف ? القصيدة التاسعة: لكني أعرف انثى، ألغت كل الحواءات بذاكرتي واقامت في قلبي محرقة كبرى تهوى ان اعشقها حتى الموت وان اعشقها بعد الموت استخدم الشاعر المجاز في التعبير عن الرمز واتخذ من التجسيد والصور المحسوسة مفاتيح لرموز القصيدة متفادياً الوقع في شرك الاستغلاق وان بقى الغموض الفني ال Ambiguity معلماً من معالم القصيدة.. ? القصيدة العاشرة نمنات من حرير الدانتيلا.. كما اشتعل الوجد في القلب قبل ابتداء الخليقة فتيا عميقاً قوياً، عتيا يخاطب الشاعر كل مدن اسبانيا ويذكر الشاعر كل المبدعين في اسبانيا «لوركا» ونيرودا ودالي وبابلو وابن زيدون.. والخيل حسناء ترقص «ليست كخيل الطوارق» واعتقد ان الشاعر في هذه القصيدة يستدبر الاندلس ويستقبل الوطن وفيها شئ من رجع الصدى «الذكريات» او ال «Flash Back». ? القصيدة الحادية عشر: هناك حيث اكون ازائك: في سهرة من ضباب كما زورق في العباب كما فكرة لمعت في الغياب كما العطر فاح وغاب كما السطر مختبئاً في كتاب ? القصيدة الثانية عشرة: ها هو الصوان رق في متاهات الطرق أي عمق كان في يم هواك الهادر الموار كافٍ للفراق كل من سار على دربك للموت درج هل على عاشقك المجنون ان مات حرج ? القصيدة السابعة عشر: رحيل صامت: فكيف وانت الحبيب تنسل من باب قلبي كلص جرئ وتمضي تغيب وانت الحبيب ? القصيدة التاسعة عشر: الباء التي أغفلت: كتبتُ أف.. لام.. حاء ثم أغفلت الباد عمداً باء: هو باء البهاء وباء البهار وباء بعيد كما بحة الناي بعد الرحيل إلى بكه الشعر «مكة» باء البنين وباء البنات. وحاء: حاء الحنين وحاء الحنان وحاء التحنن حاء تسربل بالضم واعتنق الباء صار الحب سهلاً ومهلاً لشق الزحام.. وهكذا تكون رسالة هذا الديوان: فأن كنا لا نصدق الوطن فلنهتم بالبيوت وان كنا لا نصدق الرجال فلنهتم بالعيال وان كنا لان نصدق الحب النادر فلنهتم بالحب الشائع وان كنا لا نستطيع جعل الحلم واقع فلنجعل الواقع.. حلم وبهذا اخي عالم تكون الكتابة هي التي تنتظرك.