رغم أن الكثير من المشاكل تحدث في الحياة بين الأصدقاء وحتى وسط الاخوة.. ولكن ظاهرة الانفعالات والتعصب التي تحدث بسبب أنت هلالابي أم مريخابي أصبحت في الآونة الأخيرة بعيدة عن الروح الرياضية التي تتصف بالتسامح، فالكثير من العلاقات تتفكك وتنتهي.. حتى داخل المؤسسة الزوجية.. وبين المخطوبين.. بينما القلة التي تنمو في محيط اللونين.. يقول محمد علي -طالب بجامعة النيلين- أنا أشجع المريخ.. ويضيف: ثم إنني لا أصادق أحداً من مشجعي الهلال ، وحكى قصته عندما كان فريقه ذات يوم مغلوب، فقال: كنت أسير في الطريق وأنا في حالة يُرثى لها من الحزن ولا أريد التحدث الى أحد وفجأة سمعت صوت «هلالابي شمتان» فإذا بي أتناول حجراً من الأرض وأرميه به فأصيب الرجل إصابة بالغة كادت تدخلني السجن، لولا تدخل بعض الأشخاص، أما «النذير سيد» -طالب ميكانيكا- قال: أنا أشجع فريق الهلال ولا أتقبل الهزيمة أبداً وعند هزيمة فريقي فإنني لا أذهب الى البيت ولا أقابل أحداً تفادياً لحدوث إشتباكات بيني وبين أي «مريخابي»، أما هاني - موظف- فقال لدي أصدقاء كثر ومعظمهم من مشجعي الهلال وبما أنني «مريخابي» فغالباً ما تحدث مناقشات بيننا ولكنني في النهاية أتقبل الهزيمة لأن الإنجراف وراء الإنفعالات قد يؤدي بك الى مكان لا ترغب في الذهاب اليه وأيضاً يبعد عنك الأصدقاء. بينما يقول د. أشرف أدهم - أستاذ علم الانثروبولوجي والاجتماع السياسي بجامعة السودان-: إن الناس تميل الى الارتباط بشيء يفتخرون به ويبدأ هذا الارتباط بالمكان الجغرافي والأسرة والقبيلة وتندرج إرتباطات كرة القدم ضمن هذه القائمة، باعتبار أن مشجعي كل فريق تحدث لهم عملية تقمص أو إندماج نفسي يقوي ارتباطهم بفريقهم حتى تصبح الشعارات والألوان التي يستخدمها الفريق مطبوعة في وجدان المشجعين، لذلك عندما ينتصر الفريق المعين أو ينهزم تكون وطأة الهزيمة أو النصر مضاعفة لدى المشجعين بينما لا تكون كذلك لدى اللاعبين أنفسهم، ونتيجة لذلك نجد ان المشجع في حال الهزيمة يشعر بنوع من الأشياء النفسية كأنها ليست هزيمة رياضية وإنما هزيمة إجتماعية لذلك تبدو منهم ظواهر العنف التي نشاهدها كثيراً أثناء أو بعد المباراة وأن هزيمة الفريق تشبه إنتهاك الحرمات بالنسبة لهم وقد يسلك المشجع سلوكاً لا إرادياً بسبب الغضب مما يؤدي الى إرتكاب جريمة قتل أو الأذى على الآخرين وكل ذلك نتيجة لتحول مفهوم النصر أو الهزيمة في عقول المشجعين.