تَعهّد الرئيس عمر البشير بالمضي قدماً فى إنفاذ مشاريع النهضة الزراعية والصناعية التي انتظمت البلاد، قاطعاً في الوقت ذاته بعد التراجع عن تطبيق الشريعة الإسلامية. وقال البشير لدى مخاطبته أهل البشارة ومشايخ الطرق الصوفية في تدشين حلمته الانتخابية بشرق النيل أمس، إن مسؤوليتي تجاه الشعب تتعاظم يوماً بعد يوم، وان الفوز برئاسة الجمهورية يلقي عليّ عبئاً ثقيلاً، وأضاف: (أنا أشعر بالخوف أمام هذا الحشد الذي جاء ليلقي عليّ هذا العبء وسأكون حريصاً على إعطاء الناس حقوقهم، وسأعمل على رد المظالم).وقال البشير: إنني لم آتِ من أجل تحقيق مكاسب دنيوية زائلة بل نوزن خطانا بميزان الدين. وأشار البشير الى ان الغرب لا يزال يقاتل عبر الترهيب والترغيب من أجل مسح الدين الإسلامي واستبداله بثقافة الرذيلة والشذوذ وتعطيل قدرات شبابنا، وأشاد البشير بجهود الرئيس السابق جعفر محمد نميري في ترسيخ قيم الشريعة الإسلامية والمبادئ الدينية والعمل على اغلاق البارات، فضلاً عن محاربته للخمرة وإغلاق بيوت الدعارة.واتهم البشير، الغرب باستهداف السودان، مُشيراً إلى أن مصطلحات العدالة الدولية، والشفافية وحقوق الإنسان ما هي إلاّ شعارات لتنفيذ أجندته، وأضاف: العراق خير شاهد لديمقراطية وشفافية الغرب، وقال: (الغرب يحتاجنا ولا نحتاجه، وما يحدث في فلسطين والعراق ما هي إلاّ محاولة للقضاء عَلى الإسلام، وأكد البشير انّه لا تراجع عن الشريعة الاسلامية، وتعهد بمحاربة الغرب بتشييد الخلاوي والمدارس القرآنية لنشر القيم الفاضلة واستخدام الوسائط الإعلامية المتقدمة فى نشر ذلك)، وعزا البشير أسباب الأزمة الاقتصادية العالمية في أوروبا للتعاملات الربوية. وأكد البشير في لقاء منفصل مع العلماء ومشايخ الطرق الصوفية بحديقة عبود ببحري، تمسكهم بقيم الدين والفضيلة، وقال: برنامجنا يرتبط بقيم الدين الإسلامي باعتباره المبدأ الذي سنعمل عليه في التمسك بنهج الله، واشار إلى ان السودان في حرب موجهة تستهدف أخلاق الشباب من خلال الإنترنت والأفلام والمخدرات، الى جانب حمل بعضهم للتطرف الديني. وقال: نحن أمة متوسطة ومعروفة بالتسامح نرفض التطرف، وقال: الحكم بالنسبة لنا ليس غاية، بل وسيلة لقيام دولة ومجتمع الفضيلة والأخلاق، وهاجم بشدة المرشحين الذين يدعون لدولة مدنية، وقال: نريدهم أكثر شجاعة وان يدعون الى دولة علمانية، وتابع: هم ايضاً يتحدثون عن إلغاء قانون النظام العام الذي يحفظ للشعب سمعته، ويريدونها بلداً فوضى، ونحن نقول إننا جئنا لتثبيت الدين في هذا البلد.وأشاد الرئيس بدور رجالات الطرق الصوفية المنتشرين في السودان، وتعهّد بالسعي والاجتهاد لكل ما يرضي الله، ووصف العالم بأنه يعيش في جاهلية، وقال ان «80%» من الأوروبيين لا دينيين، وقال: نحن لا نحتاجهم، هم الآن يحتاجوننا لنشر قيم الدين والفضيلة وسطهم.من جهته اكد الحبر يوسف نور الدائم ممثل رئيس الهيئة القومية لانتخابات البشير، أن راية الشريعة ستظل مرفوعة ولن تسقط بإذن الله تعالى، وانتقد البعض الذي يتحدّث عن إلغائها بحجة وحدة الشمال والجنوب، وقال ان تقديمنا للرئيس البشير لتظل هذه الراية مرفوعة. وفي السياق أكد رجالات الطرق الصوفية والمشايخ والعلماء الذين احتشدوا لمبايعة الرئيس البشير أمس، مساندتهم ودعمهم لترشح البشير لرئاسة الجمهورية وذلك للاهتمام الذي أولته الإنقاذ للطرق الصوفية والمشايخ، وقالوا إنهم خلف البشير ويعملون على مناصرته في حملته الانتخابية.