? ما هو موقف الأخوة الجنوبيين ازاء النزاع القاتم حول مياه النيل بين دول المنبع السبع ودول المصب- مصر والسودان؟ حتى الآن لم تعلن حكومة الجنوب رأياً رسمياً قاطعاً يعول عليه في هذا الشأن، ولكن لعل بعض الآراء التي ترد في الصحف الجنوبية تعكس وجهة نظر حكومة جوبا. ? صحيفة «سيتزن» ابرز صحف الجنوب واوسعها انتشاراً طالبت في افتتاحيتها يوم الجمعة حكومة السودان باتخاذ موقف واضح وحذرت ضمنياً من مغبة الانجراف للموقف المصري. «اننا لسنا مهتمين بموقف مصر تجاه الاتفاقية الجديدة «المزمع توقيعها في الشهر القادم بواسطة دول المنبع رغم اعتراض القاهرة الشديد وتهديدها في حالة التوقيع». بقدر اهتمامنا بموقف السودان الذي يبدو أنه ضد مصالحه الاقتصادية والسياسية مع الأقطار الافريقية». ولذلك فإن على الخرطوم ان تتبنى موقفاً واضحاً في هذا الشأن وإلا فإنه سوف يضعف ليصبح «مجرد» تابع لمصر في كل مواقفها». افتتاحية الصحيفة الجنوبية دافعت عن موقف دول المنبع «كينيا ويوغندة وتنزانيا وجمهورية الكنغو الديمقراطية واثيوبيا ورواندى وبروندي». وقالت: «ان بعض دول المنبع لا تتحصل على انصبة متساوية ولا حتى على القدر المعقول الكافي من الماء... الأقطار الافريقية تعتبر ان مصر والسودان يحصلان على نصيب الأسد ويحرمان دول المنبع الاستثمار من هذه الموارد المائية الهائلة». ? «أنه على السودان ان يمنح أولوية لمصالحه السياسية والاقتصادية وخاصة فيما يتعلق بنصيبه من مياه النيل». ? في افتتاحيتها في الاسبوع الماضي كانت نفس الصحيفة قد حاولت تحليل الموقف برمته في حالة انفصال الاقليم: «إذا قرر الجنوب الانفصال فإن ذلك سوف يؤثر على اتفاقية مياه النيل لان الانفصال سوف يلزم أطراف النزاع على اعادة تقسيم المياه بحيث يخصص نصيب جديد لدولة جنوب السودان وبالتالي فإن نصيبي مصر «5،55 مليار متر مكعب سنوياً» والسودان «5،81 مليار م.م» سوف يتأثران». ? وكانت دول المصب السبع قد قررت في اعقاب فشل مؤتمر شرم الشيخ توقيع اتفاقية جديدة لتقسيم مياه النيل ولكن القاهرةوالخرطوم رفضتا الفكرة من أساسها وهددت مصر التي تعتبر النيل شريان حياتها باللجوء إلى وسائل أخرى لم تفصح القاهرة عنها للحيلولة دون الاتفاقية التي تزمع دول المصب توقيعها في اديس أبابا.