المحاولات التي تقوم بها هيئة دعم الوحدة وقطاع الجنوب بشأن منع وقوع الإنفصال يصفها البعض بأنها محاولة شبه مستحيلة كانت الهيئة الشعبية لدعم الوحدة اطلقت في مؤتمر صحفي بوكالة السودان للانباء امس مشروعاً لتشجيع الوحدة بين الشمال والجنوب من خلال (الدبلوماسية الشعبية وتشجيع التعايش السلمي وتبادل الثقافات الى جانب مخاطبة الجنوبيين لاختيار الوحدة بدلاً عن الإنفصال فيما تبقى من زمن) اعترفت الهيئة بضيق الوقت لكنها قالت (ليس هناك مستحيل). ..... استهلت الهيئة حديثها عن مشروعها بتعريف نفسها التي قالت إنه لا علاقة لها بأي تنظيم سياسي، واضافت على لسان مهند عوض امين العلاقات الخارجية للهيئة أنها مبادرة من منظمات مجتمع مدني وشخصيات قومية تهدف الى إنقاذ البلاد من مخاطر الإنفصال وآثاره السالبة على الشمال والجنوب. ولفت الى ان الهيئة تضم شخصيات وطنية كبيرة ممثلة في الفريق اول ركن فاروق علي رئيساً للهيئة واعضاء من الجنوب والشمال امثال عبدالحكم طيفور، والفريق خليل محمد الصادق، والسون مناني مقايا، ورياك قاي، ومارتن ملوال. وتراهن الهيئة في مبادرتها على العادات والتقاليد التي تربط الثقافات المشتركة والتداخل بين الشماليين والجنوبيين بغض النظر عن الاختلاف الديني، وتسعى الهيئة من خلال برنامجها الذي ينطلق منتصف يونيو بقاعدة الصداقة بتظاهرة شعبية كبرى تضم الجنوبيين المقيمين في العاصمة وذلك في محاولة لاقناعهم قبل التبشير بالوحدة في الجنوب. وكشف احمد عبدالعزيز المدير التنفيذي للهيئة الذي تحدث في المؤتمر نفسه عن جهود كبيرة تقوم بها الهيئة لاحتواء اكبر قدر من صناع القرار وسط الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني، وذلك باعتبار ان الامر اصبح بيد السياسيين أكثر من القطاعات الشعبية. وابدى عبد العزيز تفاؤلاً كبيراً مراهناً على ان عدداً كبيراً من الجنوبيين يشجعون الوحدة ولكن السياسيين يرفضون ذلك مشيراً الى أنهم في حاجة الى ضمانات سياسية وتنازلات كبيرة لاقناع الجنوبيين بذلك. ولكن ثمة تساؤلات حاصر بها الصحافيون أعضاء الهيئة داخل المؤتمر أبرزها تأخير الفكرة حيث وصفوها بأنها جاءت في الوقت بدل الضائع بحكم ان ما تبقى من زمن لايحقق التعادل لفريق مهزوم ناهيك عن تحقيق انتصار مستشهدين بتصريحات باقان اموم القائلة (قطار الوحدة قد ولى ولم تتبق ذرة أمل واحدة) بينما يصف أتيم قرنق اعلان الرئيس البشير لنفرة الوحدة بأنها (بكاء على اللبن المسكوب) اذاً تصريحات قيادات الحركة الشعبية وامثالهم الدالة على استحالة الوحدة بين الشمال والجنوب كانت بمثابة إجابة ضمنية للاسئلة التى طرحت. ولم ينس ممثلو الهيئة وهم يتحدثون فى المؤتمر الصحفى(أن الجنوب الآن اصبح لغماً يصطاد كل من يبشر بالوحدة حتى وان كان من الجنوبيين انفسهم الذين اصبحت تطالهم اعتقالات وتعذيب سلطات الجيش الشعبي) ويقول باقان اموم في حديث سابق له (إن أنكر الاصوات لدى الجنوبيين هو صوت الوحدة ) إذاً كيف ستواجه الهيئة تلك التحديات خاصة وان عملها في الجنوب محل الاستفتاء وليس الشمال. وترى الهيئة (أن ارتفاع اصوات انفصاليي الشمال في الفترة الاخيرة يمثل، هاجساً كبيراً يؤرق عمل الهيئة ويمثل اكثر خطورة من اصوات انفصاليي الجنوب انفسهم)، ونصح الاعلاميون الحاضرون في هذا السياق الهيئة باحتواء تيار الشماليين الإنفصاليين كخطوة اولى تستبق عمل الهيئة حتى يكون الحديث سالكا مع الجنوبيين، وطالبت الهيئة بدورها وسائل الاعلام بصفة عامة بالتحلي بالمسؤولية الوطنية في المرحلة المقبلة والعمل على التنبيه بمخاطر الإنفصال وإزكاء روح الوحدة الوطنية بين الشمال والجنوب، وقالت ان الاعلام يمثل الضلع الاكبر في امكانية نجاح المبادرة او فشلها. اخيراً اتفقت الهيئة والاعلاميون على ان الامر اصبح بيد القيادات السياسية بالرغم من ان تقرير المصير ملك لشعب الجنوب و اقرته الاتفاقية، وبدا أن الهيئة ستعول على (رئيس حكومة الجنوب الفريق سلفاكير ميارديت باعتباره قادرا على تحريك مؤشر التصويت نحو الوحدة او الإنفصال وذلك لما يتمتع به من شعبية وسط الجنوبيين بحكمه خليفة الدكتور جون قرنق مؤسس الحركة). ومهما يكن من امر فإن قضية الوحدة تتطلب التحرك السريع ليس من قبل الهيئة فحسب وإنما من قبل احزاب حكومة ومعارضة ومنظمات وقيادات تأخذ بيد الخلافات العالقة بين الشريكين وتنفيذ ما تبقى من بنود، والعمل على بناء الثقة بين الطرفين فما تبقى من وقت واطلاق مشروع تنموي ضخم لإعمار الجنوب يعيد لسكانه الأمل في التعايش مع الشمال.