السؤال الذي تفرضه الساحة اليوم.. يختزل حيرة ماثلة: من يقود من..؟! هل الإعلام يقود الدولة.. أم هي الدولة التي تقود الإعلام..؟.. وما بين السؤالين.. جسر من المفارقات.. بعد انتخاب المشير عمر البشير، وفي الاحتفال الذي أقامته اللجنة الداعمة لترشيحه، أصدر سيادته قراراً يقضي بتحويل اللجنة المعنية إلى لجنة قومية من أجل الوحدة.. كان القرار واضحاً جداً.. لجنة لدعم الوحدة، وكان الفريق أول سلفاكير ميارديت نائب الأول لرئيس الجمهورية قال في كلمته بعد أداء القسم رئيساً لحكومة الجنوب، ان الحركة الشعبية بذلت جهداً مقدراً في جعل الوحدة جاذبة.. وفرضت هذه الرهانات العليا.. تساؤلات عدة.. أترى هي وحدة بمعيار سياسي، أم إعلامي؟ ومن يقود من..؟ لنرجع إلى المربع الأول في جدلية الاعلامي والسياسي..! اليوم ومع دخول الاستفتاء «المربع الذهبي، بتوقيت مباراة الزمن «ستة أشهر»، أشهر المؤتمر الوطني «الكرت الأحمر» في وجه أية دعوة تنادي بالانفصال.. وأطلق بموجب هذا التوجيه «الجديد» حملة قومية من أجل الوحدة، بمشاركة الجميع.. مع انه ومنذ توقيع اتفاقية نيفاشا أعلن الطرفان دعم الوحدة.. لكن يظل السؤال ماذا حدث «اعلامياً» بعد هذا..؟ ظل اعلامنا ومنذها، ينتظر «التوجيه السياسي» وترك مبدأ المبادرة التي هي من أولوياته الأساسية، فقد انتظرت وسائل الاعلام طوال هذه الفترة دعم الخيار الأوحد.. الوحدة.. الآن الحملة بدأت باختيارها للدكتور كمال عبيد وزيراً للاعلام، تناصره في ذات الاطار الأستاذة سناء حمد العوض وزيرة الدولة بالوزارة. وما يدعو للفت النظر في هذا التشكيل الاعلامي الجديد اختياره للشباب الاعلامي، والذي يبدو أن الاختيار تم لاعتبارات تنبئ بأن الحكومة عزمت أمرها على التعاطي مع الشباب الإعلامي الذي يعتبر السلطة الرابعة، والذي يحتاج إلى مبادرات جديدة، وشكل من أشكال التنظيم الذي يجعل من هذا السلاح الاعلامي قنطرة فاعلة تجاه قضايا الوطن اليوم.. د. كمال عبيد غني عن التعريف ومنجزاته الاعلامية سودت الصحف حقائقها، والوزيرة الجديدة -سناء حمد- يقول دفتر أحوالها بأنها أصغر وزيرة في الحكومة الجديدة، وهي تحمل عدداً مقدراً من الشهادات والخبرات ينوء به كاهل غيرها، لكنها تبدو واثقة وهي وتتأبط نشاطاً كبيراً وتبدأ زياراتها الميدانية لعدد من المراكز، وتشدد على اتساع رقعة البث الاعلامي لدعم الوحدة الجاذبة والتأمين عليها.. إذن نرى الآن أن الدولة أطلقت حملتها القومية «الصادقة» لدعم خيار الوحدة بتنقيح مسار بعض الصحف، وتوجيه القنوات الفضائية والاذاعية بدعم الوحدة، وعلى رأس ذلك يأتي تعيين الشباب في أهم مؤثر على الوحدة، وهو الإعلام.. يأتي الشباب النشط الآن وهو ما عرف عنه النفاذ إلى أخمص التنفيذين، وتبدأ وسائل الإعلام ومراكز البحوث والندوات والمؤتمرات، والحملات ترفع الوحدة شعاراً لها.. تُرى.. هل سيقود الإعلام الدولة هذه المرة..؟!.. نأمل ذلك..!!