باعتبار اننى متعاطف مع الأقليات.. ومع المهمشين.. أعلن تعاطفي مع الساسة في السودان زعماء كبار وصغار.. انني اشفق على الساسة من الشعب السوداني.. فقد ابتلاهم الله بشعب يهري السياسة وينتقد من قول «تبت» ولا يثق في الساسة والوزراء والنواب ويعتبرهم لا يرجى منهم، شعارهم ذات شعار «عبدالقادر الكتيابى» على كيفي.. مع التقرير: «ما بايعت غير محمد أحداً» وشعارهم الشعبي «كبير الجمل» ومن لافتاتهم المغرورة «الرهيفة التنقد» والزارعنا غير الله الليجى يقلعنا.. انه شعب يفرح بما يريد وليس بالحقيقة.. يغني: يا الباشا العظيم قول لي جدادك كر.. مع ان الواقع لم يبدو فيه جنود الباشا «جداداً» بل «ديوك رومية» تنتفش غروراً وفظاظة وقساوة قلب.. ويغني للمعركة الشهيرة «ما لان فرسان لنا.. بل فر جمع الطاغية».. وجمع الطاغية لم يفر منا.. بل سقطنا في ساحة الوغى زرافات ووحدانا.. صحيح بذلنا بسالة ورغبة في الاستشهاد فالأوفق أن نتغنى بحقيقتنا بأننا لم نستسلم واستشهدنا حتى آخر رجل.. فذلك أدعى للاعتزاز ولا يزيف الحقائق.. أشفق على الساسة والزعماء في بلادي.. فهم ان تحدثوا ببساطة ورفعوا الكلفة مع الجماهير وتحدثوا بلغتهم.. قالوا كلاماً بسيطاً لا يرقى الى مستوى الزعيم والزعماء.. وان استخدم المحسنات البلاغية وجود اللغة.. ودعم كلامه بالمصطلحات الفكرية والسياسية قالوا: أبوكلام وخطابه متعال.. وان تحدث بصراحة وأراد أن يلجم خيال المواطن الجامح بحلمه بتحقيق العدل والمساواة والأمن والديمقراطية والحرية الاجتماعية بضربة لازم وبمجرد جلوس الوزير على كرسي الوزارة حسبوه زعيماً متراجعاً ومحبطاً للنفوس ومخيباً للآمال.. ومن الطرائف السياسية في دولة عربية «شمولية» ان أحد المواطنين هناك وبعد ان لعب الخمر برأسه - ناسنا في السودان لا تلعب الخمر برأسهم حين يشربون.. بل هم الذين يلعبون برأس الخمر - تقول الطرفة ان هذا المخمور خرج من الملهى الليلى وهو يهتف: يا حكومة يا بنت الحمار.. ولما ردد ذلك تم ايقافه والقوا القبض عليه.. ولما افاق صبيحة اليوم التالي حققوا معه وسألوه: أتسيء للحكومة الرشيدة يا رجل؟.. فقال لهم: «نعم قلت الحكومة بت الحمار وأنا أقصد الحكومة الفرنسية.. قالوا له: ده علينا نحنه فليس هنالك حكومة بنت حمار سوى حكومتنا..!! وعن الزعيم عبدالناصر. - تحية لذكرى ثورته التي تمر هذه الأيام - قالوا ان الرقابة الفنية على السينما أوقفت فيلماً يتحدث عن عمدة ظالم.. فأحتج منتجو الفيلم حتى وصل الخبر الى الزعيم.. فشاهد الفيلم وسألهم: لماذا منعتم الفيلم؟ قالوا: انه يقصدك وحكمك بشخصية العمدة الظالم.. فقال ساخراً: هو لا يقصدني بل انتم الذين ترونني ظالماً فاسقطتم وجهة نظركم على الفيلم.. ألا يدعو كل هذا الى الشفقة على الساسة والزعماء.. خاصة مع شعب لا يعجبه العجب ولا هيثم مصطفى..!!