التاريخ يكتب على صفحاته سيرة العظماء فقط!! وقد دوّن بحروفٍ من نورٍ للراحل محمد يوسف محمد أحد المؤسسين لحركة التحرير الإسلامي في السودان، الذي كان أمينها في العام 1949م ومن الذين وضعوا اللبنات الأولى للنظام المصرفي الإسلامي في السودان ومن الرعيل الأول في حقبتي تأسيس الحركة الإسلامية في «49 - 58م» تحت مسمى الإخوان المسلمين، وحقبة العمل السياسي تحت جبهة الميثاق الإسلامي في الفترة ما بين أكتوبر «65 - 69م» هكذا أرخ له د. الطيب زين العابدين. وفاء الراحل الذي ينحدر من ولاية نهر النيل بمدينة الباوقة قرية «الجول» جعل قاعة الصداقة أمس الأول تهتز لمواقفه النادرة في حفل تَأبينه الذي حضره رفقاء دربه وتلاميذه وأهله وعشيرته وحتى خصومه السياسيين الذين شهدوا له طيب المعشر وحُسن الخُلق والسعي للوفاق بين الناس، وإن اختلفت الرؤى والأفكار. وقال الإمام الصادق المهدي زعيم حزب الأمة في وصف الراحل بأنه (جنتل مان) ويتصف بالأخلاق الرفيعة والتسامح والتواضع، وقال: كانت نظرته الإسلامية خالية من العصبية، ووصفه بالودود الذي يبذل الصداقة ويتبادلها مع غيره، ومن الموطئين أكنافاً الذين يألفون ويؤلفون. وسجل المهدي موقفاً ذكر فيه أن الفقيد عندما انتخب رئيساً للجمعية التأسيسية إبان الديمقراطية الثالثة مارس عمله بكفاءة وعدالة جعلتني أطلب منه أن يواصل رئاسته للجمعية بعد ان انسحب حزبه من الائتلاف معنا، وقال إن الفقيد من أفضل الذين تولوا رئاسة مجالس السودان التشريعية، لأن مزاجه كان حقانياً، قضائياً وقادراً على الفصل بين وظيفته الحيادية ورأيه السياسي، ووصف المهدي الفقيد بأنه رجل وفاقي، وقال: حيثما تناقشنا في قضايا خلافية ظهرت وفاقيته هذه. وكان رفيق دربه محفوظ عزام ممثل الوفود العربية في التأبين قال إنّ الراحل عرفنا السودان منه ورأيناه من خلاله، وإذا أردتم حفل تأبين للراحل فتجردوا من «الأنا» واذكروا السودان. فيما وصفه إسحق شداد زميل الراحل بأنه مثال للرجل المسلم الحق الذي قال: تعلمنا منه الوسطية، وأشار إلى أن الراحل وَفّر الدعم المالي والقانوني لقادة الحركة الإسلامية إبان انقلاب مايو، ووصف مكتبه بالمنتدى لقادة الحركة، لكنه لا يحب الظهور والمناصب. يُذكر أن الراحل محمد يوسف كان مفاوضاً بارعاً في مفاوضات أديس أبابا، وأبوجا، ونيروبي «نيفاشا»، وحضر حفل تأبين الراحل لفيفٌ من قادة الحركة الإسلامية والسياسيين وزعماء الأحزاب وزملائه. تفاصيل أوفى غدا