في كل الاوساط تعرف (الكنبة الاخيرة) بمصدر عكننة ومنطقة صراع وعصيان. والذين يختارون الجلوس على الكنبة الاخيرة تقدمهم مظاهرهم بشئ من (الفتونة)، وتبدو ملامحهم اقرب الى (الشفتنة)، بغض النظر عن مكان هذه الكنبة وموقعها. بعض الادباء كتبوا قصصاً كثيرة عن (المقاعد الخلفية) لارتباطها بأبعاد قد لا يراها ألا اصحاب الرؤى القصصية. في المدارس الكنبة الاخيرة دائما هى منطقة (الهرجلة) والفوضى واغلبية الراسبين والغائبين تجدهم من الجالسين في هذه الكنبة، لذا فإن اولياء الامور يشددون على ابنائهم بعدم الجلوس في هذه الكنبة. مع فوضوية طلاب هذه الكنبة نجد ان مظاهرهم تساعد على هذه الفوضى الصادرة منهم، فهم الاطول والاضخم جسماً بين طلاب المدارس. الذين يجلسون على الكنبة الاولى هم عكس الذين يجلسون على الكنبة الاخيرة في المدارس، وطلاب الصفوف الامامية يتميزون على غيرهم ويحجزون المقدمة في نتائج الامتحانات لتتماشى مع مقدمة جلوسهم، فهم يأتون في العشرة الاوائل. في الحافلات تعرف الكنبة الاخيرة، بمصطلح (خط النار) لأن ركابها من الطلاب الذين يدفعون نصف القيمة في تعريفة المواصلات، فيدخلهم ذلك في خلاف دائم مع كمسارى الحافلة وسواقها. قد يكون ارتباط الكنبة الاخيرة بالشغب والفوضى قل الآن عما كان عليه في الماضى، خاصة في المدارس الخاصة وذلك لان تلك المدارس الآن اصبحت تقبل في فصولها طلاباً من مستوى واحد او متقارب، لذلك زالت التفرقة العلمية بين الطلاب، وهذه محمدة في مساواة الطلاب من حيث المستوى العلمى. في المكاتب والمناسبات الذين يختارون المقاعد الخلفية دائما ما يكونون الاكثر حباً للابتعاد من الاضواء. لا نستبعد من بعد كل هذا تميز اهل هذه الكنبة الاخيرة، وهذا ما يجعلنا نبحث لاحقاً عن العبقريات التي خرجت من هذه الكنبة التي اقترنت (بالارهاب) باعتباره يبدأ في صورته البريئة.