?جاء فى اخبار (ميدل ايست اونلاين) آن الشاعر السودانى الكبير محمد الفيتورى قد فاز بجائزة الكتاب المنبثقة من جائزة نجيب محفوظ وذلك ابان افتتاح مؤتمراتحاد الكتاب العربى. إن القيمة الشعرية الحقيقية لهذا الشاعر السودانى(العربى) هى قيمة ضخمة، وهذه القيمة تأتى إلى جانب موهبتة الشعرية الفذة وقوة ديباجة نصه الشعري حيث كتب قصيدة التفعيلة مع موجتها العربية الثانية بصحبة زملائه الشعراءالكبارمن السودان (تاج السرالحسن وجيلى عبدالرحمن ومحي الدين فارس) فقد شارك هؤلاءالشعراء مشاركة حقيقة في تأكيد موقف الشعرالعربى الحديث الذى إتخذ (قصيدة التفعيلة) والتى اسستها موجتها العربية الاولى عند السياب ونازك الملائكة ثم البيات. ?إلا أن الفيتورى استطاع آن يعطى قصيدة التفعلية بعداً جديداً جعله رغم قدرتها التعبيرية الجمالية والمضمونية التى تعتمد اللغة العربية اداة فى التعبير الاأنها اعطتها مضموناً آفريقياً ثورياً فى ظرف سياسى وحضارى دقيق .وبذا أنضمت قصيدةالفيتورى إلي قصيدة سنغور وايمى سيزار فيما يسمى بحركة (الشعر الاسود) . ?وذلك حينما كانت الاوطان العربية تعانى من الإستعمار الثقافى والاستلاب السياسى. وهو ذات الشئ الذى كانت تقاسية الاوطان فى إفريقيا. ?أن اهمية قصيدة الفيتورى هى أنها اعطت للشعر العربى عمقاً جديداً..حينما أوصلتة ببعده الانسانى الكونى فى إفريقيا إذا لايمكن آن نفصل بين القضايا الافريقية والقضايا العربية حيث تتحاور الثقافتان فى كثير من البلدان الافريقية فى السو دان والصومال وتشادواريترياونجيريا وهكذا.. تتشابك الابعاد الثقافية العربية والافريقية ? إن موقف الفيتوري هنا هو موقف حقيقي يعبر عن تجربته الفنية والوجودية بشكل حميمي . وهنا تكمن إضافته الابداعية جمالياً ومضمونياً. ? أن نيل الفيتوري لجائزة نجيب محفوظ للكتاب تؤكد على هذا المعني ثم تتجاوز ما يقال عن تراجع الشعر العربي الحديث أمام التيارات الابداعية والجمالية الاخرى. فحياتنا الثقافية تستطيع ان تستوعب كل التيارات الجمالية والمضمونية في المسافة ما بين الحداثه وما بعد الحداثة حتى تلك المسافات التي تجئ ما بعد البعد؟ وما قبل القبل؟ وذلك عندما ننظر الى الابداع ودوره الاجتماعي والسياسي مع اعتبار دوره الجمالي الذي لا يمكن فصله عن هذا الدور الحضاري.ان شعر الفيتوري استطاع ان يؤثر على فترة كاملة هي فترة نضال الشعوب الافريقية والآسيوية حينما أسس هذا التيار الوجداني او ما يسمى بالحياد الايجابي مجدداً موقف هذه الشعوب ما بين الاتحاد السوفيتي والولايات الامريكيةالمتحدة إبان الحرب الباردة حيث انعقد مؤتمر باندونق بزعامة الزعيم الهندي «نهرو» و«عبد الناصر» والأندونيسي «سوكارنو» وفي مثل هذه الاجواء تضامن كتاب اسيا وافريقيا وكانت مجلة لوتس الادبية التي تعبر عن هذا التضامن.