الطبع العربي يا رعاك الله تميزه الكثير من الخصال، والتي أهمها الكرم والشجاعة…..ومن الشيم راسخة الثبات في الطبع العربي ….المروءة والنجدة والشهامة…..ومنها أخذنا في بلاد السودان ما يضج به ادبنا الشعبي ….مقنع الكاشفات. ..إخوان البنات العلموا الجبل الثبات….دراج العاطلة. .ودراج الوليه المن شب ما جاب لي بلية…وهو ذاته (عند الملمات ) بيشبع الطير والحدية. .. وهذه الخصال جلية وواضحة في سلوك العربي الذي يحكيه التاريخ عن النجدة واغاثة الملهوف. ….إضافة إلي كيمياء الثارات المتأصلة في الدم العربي…..ومن تلك الحكايا…قصة عن المعتصم …وهو أبو اسحق محمد بن الرشيد بن المهدي بن المنصور …وهو ثامن الخلفاء العباسيين….وقد سير المعتصم جيشا حاصر به عمورية …وهي مسقط رأس والد الإمبراطور البيزنطي آنذاك وأهم مدينة في آسيا الصغرى ….حاصرها المعتصم ودك حصونها لإنقاذ امرأة قرشية صرخت (وامعتصماه…))…. والمعتصم ثامن الخلفاء العباسيين ، وكانت خلافته ثمان سنوات وثمانية عشرة شهرا وثمان ايام ، وهو ثامن أولاد هارون الرشيد ، ومات عن ثمانية بنين وثمان بنات ، وكان قد تولي الخلافة سنة ثمانية عشرة ومائتين ..وفتح ثمان فتوح …لذا سمي (المثمن. …)). الثانية كانت غضبة عمرو بن كلثوم الذي قتل الملك عمرو بن هند …حين صرخت أمه (ليلي بنت المهلهل )حينما كانت في ضيافة أم الملك (واااذلاه…..يا لتغلب. …))…في القصة المعروفة يا رعاك الله….والتي علي أثرها قام ابنها الي سيف معلق في صالون الملك فقتله به وقال قصيدته الشهيرة … (إلا هبي بصحنك فاصبحينا. …) ..والتي منها…. أبا هند فلا تعجل علينا….. وانظرنا نخبرك اليقينا. … بانا نورد الرايات بيضا. … ونصدرهن حمرا قد روينا. .. أما الغضبة الثالثة فكانت غضبة امرؤ القيس (الملك الضليل…) …والذي ثار حين قتل بنو أسد والده …وكان امرؤ القيس حينها يعيش حياة لهو وترف ومجون. ..فقال قولته الشهيرة ((ضيعني صغيرا ، وحملني دمه كبيرا ….لا صحو اليوم ….ولا سكر غدا ….اليوم خمر وغد أمر …..))…وخرج الي بني أسد فأعمل فيهم قتلا واثخن فيهم الجراح حتي فاحت رائحة الجثث….وتمكن من ذبح عمرو بن الأشقر سيد بني أسد … استدعينا هذه القصاصة يا رعاك والعرب والمسلمين أشد ما يكونون حاجة لاستحضار هذه القيم وهذه الروح والأمم من كل حدب وصوب قد استباحت حمي الأمة والإسلام. …… أما من معتصم يصحو فتصحو معه الأمة وتنتصر لكرامتها التي مرغت في الوحل … اللهم ردنا إليك ردا جميلا… عصام الدين مختار…