نحن والخليج في مركب واحد للدفاع عن الأمن القومي لدينا إتفاقيات ثنائية مع الإتحاد الأوروبي للتعامل مع قضايا الهجرة نحتاج لمزيد من العون لمواجهة تدفقات الهجرة إلى السودان السودان يتقدم للعالم بمشروع جديد لمكافحة الإرهاب عبر الحوار إيواء جوبا للمتمردين أمر ثابت ولايحتاج إلى دليل حوار / وداد محمد على (smc) شهدت علاقات السودان الخارجية في الآونة الأخيرة إنفتاحاً كبيراً على مختلف الاصعدة، ومؤخراً أجرى السودان جولة من الحوار مع بريطانيا بجانب إستمرار ذات النهج مع الولاياتالمتحدة وصولاً لعلاقات طبيعية . السفير عبد الغني النعيم وكيل وزارة الخارجية في حوار للمركز السوداني للخدمات الصحفية قال إن منهج السودان في التعامل مع الإدارة الأمريكية الجديدة هو نفسه (الحوار). كما أوضح إن العلاقات بين السودان ومصر إستراتيجية وهي علاقة اشقاء وجوار ومصالح وروابط وتحظى برعاية رئيسي البلدين ، وتناول الحوارالعلاقات المشتركة مع دول الخليج في ظل التحديات الامنية التي تشهدها المنطقة وغيرها من القضايا فإلي مضابط الحوار . في البدء حدثنا عن نتائج الحوار الإستراتيجي مع بريطانيا الذي إنعقد بلندن ؟ كما هو معلوم بأن بريطانيا دولة مهمة وهي عضو في مجلس الأمن ولها صلات وعلاقات تاريخية ممتدة مع السودان وعلاقات ثقافية، وكانت لوقت قريب هي الشريك التجاري الأول بالنسبة للسودان ، ولذلك يكتسب الحوارمع بريطانيا أهمية خاصة ونحن نحرص حرصاً شديداً علي الحوار مع بريطانيا ومع الدول الأخري ، وكانت هذه هي الجولة الثانية للحوار الإستراتيجي والتي إنعقدت الأولي منه بالخرطوم وهذه هي الدورة الثانية وتم ترفيع رئاسة هذا الحوار لتكون علي مستوي الوكيل ورصيفه البريطاني. وما تحقق من هذا الحوار هو زيادة التفاهم بين البلدين الصديقين، كما حدث تقدم بالوعي بالقضايا المطروحة وذلك فيما يتعلق بقضايا السودان الداخلية التي تهتم بها بريطانيا. وماهي القضايا الأخرى التي تناولها الحوار الإستراتيجي؟ تم فيه إطلاع الجانب البريطاني نتائج الحوار الوطني الذي تابعته عن قرب والتقدم الذي حدث في الإنفتاح السياسي والحريات الإعلامية الظاهرة والدور الذي أصبح معلوماً للجميع والذي أصبح محوراً أساسياً في إستقرار وأمن المنطقة ، من ضمن فعاليات الحوار مع بريطانيا كانت هناك لقاءات بوزير الدولة المسؤول من إفريقيا والوكيل الاول للخارجية البريطانية وعدد من أعضاء مجلس اللوردات البريطاني ،وعقدنا اكثر من ثلاث حوارارت مع هيئة الإذاعة البريطانية والتلفزيون والبريطاني وكانت هذه بالنسبة لنا وسيلة لتوسيع الفهم للقضايا السودانية وتم تناول القضايا الإقليمية منها الهجرة والإرهاب والتطرف وإستقرار بعض الدول التي تعاني نزاعات في المنطقة . ونتوقع تبادل الزيارات علي مستوي رفيع قريباً إذن متي ستكون الدورة القادمة وأين ستقام وما هي أهم اجندتها ؟ الدورة القادمة ستكون هي الثالثة وستقام بالخرطوم ونتوقع قيامها في العام المقبل، وأهم الاجندة بالطبع نحن خرجنا بنتائج عملية تحتاج إلي المتابعة والتطبيق ونعتقد إنه كان حواراً ناجحاً بين اطراف متكافئة ونتوقع أن تكون هناك خطوات عملية في المجالات التي تم فيها التفاوض أو المباحثات . العلاقات مع جنوب السودان تشهد في الآونة الأخيرة شداً وجذباً إلى أين تسير هذه العلاقات؟ طبعاً هناك إتفاق بين حكومة السودان وحكومة جنوب السودان علي إجراءات ذات طابع عسكري وأمني وهذه تتابعها تفصيلاً وزارة الدفاع والأجهزة المختصة الامنية وغيرها، وهناك إستعداد من قبل الجانب السوداني للتأكد من أي إتهامات تثار ضده ، ونحن من مصلحتنا الكبري أن يكون لدينا جوار مسالم متعاون ونحن لم نقبل بالإنفصال من اجل ان ندير حرب جديدة وليس من المنطقي والمعقول بان نقبل بالإنفصال ونخسر 80%من موارد العملة الصعبة بالنسبة للسودان وفي نفس الوقت نلجأ إلي ما يعكر صفو العلاقات بين البلدين. هذا من جانبكم.. لكن جوبا متهمة دوماً بالسعي لتعكير الامن بالسودان؟ الثابت والذي لايحتاج إلي دليل هو وجود قوات سودانية المتمردة في جنوب السودان سواء كان من منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق او مناطق دارفور. ووجود هذه الحركات بجوبا أكده بيان الخارجية الأمريكية والذي صدر مؤخراً والذي دعا بوضوح جوبا لتجريد هؤلاء المتمردين من السلاح وان يختاروا الدخول في معسكرات اللجوء أو الخروج بعيدا عن الجنوب، ونحن ليس لدينا أي مصلحة أن تكون هذه الإتهامات مستمرة ومستعدون للعمل مع جنوب السودان للتحقق من أي إتهام يثار. وماهو دور الآليات المتفق عليها في هذا الشان ؟ بالطبع هناك آليات متفق عليها بين وزارة الدفاع السودانية ورصيفتها في جوبا لكيفية التعامل مع هذه الإتهامات بالوسائل المعروفة لهذه الوزارات، وهي متخصصة في ذلك وتعرف كيفية التعامل . ماذا بشان الحدود بين البلدين ؟ الثابت أن السودان إنسحب من المنطقة المعزولة بحوالي 10 كيلو مترات، وهذه قضايا كلها مرتبطة مع بعضها البعض ولكن الموضوع الذي لنا فيه رؤية واضحة جداً هو أنه ليس لدينا مصلحة في ان نكون في حالة حرب مع أحد، والحمد لله جوارنا كله امن ، بل لدينا برنامج طموح في أن تكون هناك معابر لتبادل السلع وتسيير حركة المواطنين بل أكثر من ذلك بل نريد أن تكون هذه الحدود للتعاون والإنتاج، ويمكن أن نقيم فيها مشروعات مشتركة، ونحن واعون بحجم التداخل التاريخي والإثني والعرقي الموجود بيننا وبين أشقائنا في جنوب السودان، والحمد لله الآن جوار السودان وحدوده كله آمن ومسالم ولانريد أن يكون الجنوب خارج إطار هذه الروح الإيجابية . مؤخراً وعدت دولة الجنوب بطرد الحركات ولكن لم يتم تنفيذ الوعد ما رأيكم؟ نتمني ونرجو ان يتم تنفيذ هذا الإلتزام وهو سيريحنا من كثير من القضايا وحالة الإتهام، لأنه إذا كنت تحتفظ بمجموعات مسلحة عندك حتماً ستنثير الإتهام ونحن نفتكر أنه ليس من مصلحة الجنوب أن تشارك قوات عسكرية سودانية متمردة في القتال بجنوب السودان، وليس من المصلحة أن تكون أطراف سودانية ضمن الحرب في جنوب السودان ،وكان المأمول بأن يتم تنفيذ الإلتزام بطرد الحركات حتي ننتقل إلى مرحلة اخري من التعاون للوصول إلي سلام في كل الجوانب، ونحن نؤكد علي مستوي رئيس الجمهورية ووزارة الخارجية أن سلامنا وسلام الجنوب مرتبطان برباط وثيق . عملية الخرطوم للتعامل مع الهجرة هل بها تطورات ؟ عملية الخرطوم للتعامل مع الهجرة هي مبادرة سودانية كما هو معلوم وسميت بإسم الخرطوم إعترافأ بالدور السوداني المهم وتقديراً للموقع الإستراتيجي للسودان ولإلتزام حكومة السودان بأجهزتها المختلفة بأن تتعاون مع عملية الهجرة بشكل واعي، ولذلك الآن لدينا إتفاقيات ثنائية وإتفاق مع الإتحاد الأوروبي حتي نتعامل مع هذه القضية بالوعي اللازم ، نحن حتي الآن نعتقد أن التعاون مستمر بصورة جيدة وعشمنا أن يتطور هذا التعاون بما يسهم في معالجة النزاعات الداخلية لان مصادر الهجرة إما نزاع داخلي أو أحوال إقتصادية تقتضي هجرة الناس إلي مواقع أخري. هل كل الأطراف راضية عنها وعن تنفيذها ؟ الأمورمن ناحية التنفيذ تسير بصورة جيدة وطيبة ولكن نأمل اكثر، ولكن بلد كالسودان مثلاُ يستضيف الآن ملايين من الناس الذين قدموا من دول أخري هذا بالطبع يترك تأثيراً كبيراً جداً علي كافة أنواع الخدمات سواء كانت صحة وتعليم أو أمن وكل ذلك يتحمله السودان ، ولكن من الضروري أن يعان السودان من أجل تحمل هذه المسؤولية ، ومن ذلك العون مثلاً رفع الحصار عن السودان ومعالجة قضية الديون وإزالة إسم السودان من القائمة الدول الراعية للإرهاب ونيل السودان لحقوقه المستحقة الموجودة في بعض التكوينات مثل تكوين الهيئة الأوروبية الباسيفيكية، فلدينا مستحقات موجودة هناك وكل هذه أشياء لايمكن ان يكون السودان مفتوحاً ويستقبل الآخرين ويضيق عليه. إذن ما المطلوب ؟ المطلوب ان يعان السودان لأن ثقافتنا في السودان لا تتحدث عن كم نصرف وكم نبذل للضيف، من أبسط الناس إلي أغناهم وأستقبلنا هذه الأعداد الكبيرة جداً من الدول التي بها نزاعات والتي بها توترات ولكن أقول بأن المجتمعات التي تستضيف هؤلاء الناس أيضاً تحتاج إلي تعاون ،فهناك بعض الدول بدأت تتفهم ان المجتمعات المحلية التي تقوم بإستضافة هؤلاء تحتاج للدعم سواء كان دعماُ في مجال الزراعة أو في مجال التعليم والتعليم الحرفي وهذا يمكن السودان من أن يقوم برفع مقدرات القوات السودانية خاصة البوليس وغير ذلك ،وهناك تعاون موجود ولكن نتطلع إلي المذيد من التعاون في هذا المجال. درجة التعاون الاقتصادي مع مصر ؟ العلاقات بين السودان ومصر إستراتيجية وهي علاقة اشقاء وعلاقة جوار ومصالح وروابط وهناك رعاية لهذه العلاقات من فخامة رئيسي البلدين وقطعنا شوطاً في مجال المعابر حيث تم مؤخراً إفتتاح معبرين (أشكيت وقسطل ومعبرأرقين) وهذا الأخير تم إفتتاحه تجريبياً وبدأت الآن حركة السلع والبضائع وكذلك حركة المسافرين، والآن نحن نعكف علي معالجة القضايا المتعلقة بالمعابر كقضايا النقل وتسهيل حركة المسافرين ، وفي القريب العاقل سيكون هناك إجتماع للجنة النقل سينعقد في الخرطوم وسيكون هناك إجتماع للجنة المعابر الحدودية برئاسة وكيل الخارجية من الجانب السوداني ووكيل وزارة التعاون الدولي من الجانب المصري، وهذه اللجنة دأبت على الإجتماع سنوياً لمراجعة ما تم تنفيذه بجانب القضايا العالقة وكيفية إزالة العوائق ، وفي إعتقادي أننا نسير بطريقة جيدة، وهذه المعابر تمكن السودان من الوصول إلي شمال إفريقيا وأوروبا عبر الإسكندرية كما أنها تتيح الفرصة بالنسبة لمصر بان تصل إلي داخل أفريقيا حتي جنوب أفريقيا ولذلك هو ليس معبراً فقط بل حياة بها الإنتاج والتبادل السلعي وكذلك التواصل . هل تجد الإتفاقات بين البلدين الإهتمام اللازم في تنفيذها؟ بمجرد إنتهاء الإجتماعات الرئاسية شرعت الاطراف المختصة في إنفاذ ما تم التوصل إليه في كل المجالات سواء التجاري أو الإقتصادي و السياسي، وهي ستة مجالات أساسية ونحن في الخارجية سيكون لنا إجتماع هذا الأسبوع لكافة رؤساء القطاعات في الجانب السوداني لنري كيفية سير التنفيذ في هذه المجالات المختلفة وإزالة كافة العقبات، ولدينا إدارة معنية لمتابعة هذا الموضوع. وهناك إجتماعات رئاسية كل عامين وهناك لجنة فنية تجتمع كل عام لمناقشة حصيلة ما هو متفق عليه . بالنسبة للعلاقات مع دول الخليج.. هل تعتقد أن المهددات الأمنية كانت دافع لتطورها ؟ علاقاتنا مع الخليج تشهد تحسناً متطرداً وقد تابعتم قرار السيد رئيس الجمهورية بإعفاء مواطني دولة الكويت من تاشيرة الدخول في السودان ، وسنعقد في الشهر المقبل لجنة التشاور السياسي والمتابعة وذلك في الرياض برئاسة وكيلي وزارة الخارجية في البلدين ، وهناك حركة وفود متصلة خاصة في مجال الإستثمار ومجالات اخري، ونهيئ أنفسنا إلي المزيد من تحسن العلاقات بين البدلدين ولدينا جالية مقدرة تحظي بالإحترام والتعامل الطيب في دول الخليج وتساهم مع إشقائهم في الحركة الإقتصادية والتعليم وغيره من المجالات ومعاملة طيبة ونحن والخليج في مركب واحد للدفاع عن الأمن قومي وعن السيادة والعمل من اجل تطوير مصالحنا في كافة المجالات ولدينا أيضاً إجتماعات لجان وزارية سوف تنعقد قريباً بعدد من الدول . بعد إنتخاب ترامب للرئاسة الأمريكية ماهي توقعاتكم للعلاقة مع واشنطن ؟ ما نريد ان نقوله أن السودان حريص علي علاقتة مع الولاياتالمتحدةالأمريكية في أن تكون طبيعية من أجل مصلحة البلدين والعمل لمعاجة القضايا ذات الإهتمام المشترك سواء كانت إقليمية أو دولية، وحوارنا مع الولاياتالمتحدة متصل وعلاقتنا علاقة ليس جديدة بل هي قديمة ونحن في حالة حوار ومنهجنا للتعامل مع الإدارة الجديدة هو نفسه (الحوار)، وأصبح معلوماً للجميع ما يتميز به السودان من موقع إستراتيجي وماله من إمكانيات بشرية ومادية ودور أفريقي ودور عربي وكذلك مجتمع العالم الإسلامي وعدم الإنحياز وكذلك مجموعة دول الجنوب، لذلك نحن نقدم علي هذه العلاقة ونحن معنا شيئاً لسنا فقط في موقع الذي يقدم له وليست يد السودان هي اليد السفلي ولدينا ما يمكن أن يجعل الآخرين يهتمون بالسودان ويتفاعلون ويتعاملون معه . رغم هذا الحوار إلا أن السودان مازال إسمه ضمن الدول الراعية للإرهاب؟ لاحظتم إن الأجهزة الأمريكية ظلت تتحدث بإستمرار عن تعاون السودان في مكافحة الإرهاب، بل السودان الآن يتقدم بمشروع جديد لمكافحة الإرهاب يقوم علي الحوار ويقوم علي الحوار السلمي والفكري وهذه هدية جديدة يقدمها السودان للعالم، والمعالجة للقضية لاتكون فقط امنية، و في زيارتي إلي رومانيا كنا نجد تساؤلات وترحاب كبير جداً بهذه الوسيلة الجديدة في التعامل مع أصحاب الرأي المختلف وكذلك الذين يميلون للتطرف والآن هناك دعوة للدكتور عصام احمد البشير لزيارة بريطانياورومانيا في هذا الشأن. الديون الخارجية من القضايا التي ظلت تؤرق السودان..أين وصلت جهودكم في هذا الجانب؟ بالنسبة للديون هنالك إلتزام دولي وأخلاقي لان السودان قبل ان يتولي مسؤولية الديون نيابة عنه وعن جنوب السودان، وموضوع الديون متفق عليه بان يتحمل السودان قضية الديون بالتعاون مع جنوب السودان حتي تحل القضية "ومن حقنا ان نتوقف ونقول أنه آن الأوان بان نقسم هذه الديون بيننا واخوتنا في الجنوب"، ولكن جميعنا يعلم ما هي الظروف التي تعيشها الدولة الوليدة ومنتظرين أن يتم التوقيع من جانب حكومة الجنوب حتي نجدد هذا الإتفاق لعامين قادمين من أجل كيفية التوصل لوضع الحلول. الإنسحابات المتتالية من الجنائية ماذا تمثل بالنسبة لكم؟ المحكمة تحال إليها الإتهامات من مجلس الامن والآن هناك ثلاثة أعضاء اساسين دائمين لم يعودوا اعضاء في هذه الجنائية، وروسيا تحدثت بوضوح عن خيبة امل، مما يعني انه كان هناك أمل في ان تقيم الجنائية بالعدل ولكن فارقت العدل شكلاً ومضموناً، لانه لايمكن ان يكون من يحيل القضايا للمحكمة هو نفسه غير خاضع لها . ونحن نخشي علي كلمة العدل نفسها من سوء إستخدامهم لها، وبخروج تلك الدول إتضح بما لا يدع مجالاً للشك للقادة الأفارقة أن هذه المحكمة تستهدفهم وهي سياسية ليس له علاقة بالقانون وإن وضعوا سيدة إفريقية كمدعي عام، ولكن الجنائية مكانها أوروبا وكذلك أصبحت اوروبية خالصة وكذلك تمويلها وتوجهها فليحتكم الاوربيون إن أرادوا أن يحتكموا بها وليقيموا عدلهم فيما بينهم ، ولكن لا يمكن ان يكون المتهمون رؤساء أفارقة علي سدة الحكم هذا إستخفاف وغير مقبول فالمحكمة عنصرية وأهدافها إستعمارية.