الحديث عن إحتماء جماعات بوكو حرام وداعش بالولاية شائعات مغرضة معدلات العودة الطوعية والتلقائية للنازحين واللاجئين فى تزايد مستمر قمنا بإبعاد جميع المنظمات الاجنبية ذات الاجندة الهدامة حوار / هيام حسن (smc) شمال دارفور واحدة من ولايات دارفور الكبرى التى شهدت بواكير التمرد المسلح وتضررت منه كثيراً معظم محلياتها وتاثرت منه بنياتها الاساسية ولحق الدمار بأهم مؤسساتها واصبح معظم مواطنيها إما نازحين داخل معسكرات او لاجئين بدول الجوار، ولكن بعد كسر شوكة التمرد على يد القوات المسلحة وانتهاء وجود الحركات المسلحة بدات الولاية تتعافى وتستشرف آفاق التنمية والاستقرار وإنتعشت بها المشاريع التنوية الكبيرة. وللحديث حول هذا الموضوع باستفاضة التقى المركز السودانى للخدمات الصحفية بالاستاذ محمد بريمة نائب والى شمال دارفور وزير الزراعة والثروة الحيوانية بالولاية فالى مضابط الحوار:- كيف تبدو الاوضاع الامنية بولاية شمال دارفور ؟ الاوضاع بدارفور بصفة عامة مستقرة وهذا لا يعنى الاستقرار النهائى المطلوب لابد من تقاطعات وبعض التفلتات ولكن ليست بالحجم المخيف سواء كان من ناحية الاحتكاك بين القبائل او حتى فلول الحركات المسلحة، الامن بالولاية مستقر بصورة ممتازة والحركات المسلحة انتهت تماما وماتبقى من جيوب لديه تواصل مع حكومة الولاية من اجل الانضمام للسلام وتأمين وضعه للانخراط فى الترتيبات الامنية لانه لا جدوى من العمل المسلح، وحتى المواطن العادى يئس من الحركات لانها كانت وبالاً عليه، والولاية اصبحت لديها الحاكمية والسيطرة على الامور، ومن آثار الاستقرار تزايد اعداد العودة الطوعية، ونستطيع ان نقول الوضع بشمال دارفور مطمئن ولكن يحتاج لحراسة ومتابعة ليستمر ويتطور نحو الافضل. ماذا عن الحدود والمشاكل التي تزعج الولاية في هذا الصدد؟ أكثر ما يزعج فيما يتعلق بالمساحة الشاسعة للولاية مشاكل تهريب البشر خاصة على الحدود مع ليبيا والوضع الهش وهذا شكل لنا عبئاً اخر على الاجهزة الامنية وفى هذا الجانب تتكامل جهود المركز مع الولاية، وقد شكل التهريب ازعاج للولاية وهو ممارسة غير حميدة وفيه ابتزاز كبير من ناحية تعريض الدولة واقتصادها ووضعها الاجتماعى لكثير من الاشكالات ويشكل عبء اضافى على الولاية لحراسة الحدود بدوريات للحد من الاتجار بالبشر او بعض المجموعات التى تهرب المواطنين، وهذا امر يتعلق بالقوات المسلحة وقوات الدعم السريع، فليبيا معبر للبحر الابيض المتوسط ودول الاتحاد الاوروبى لذلك هى مسلك سهل وميسر للذين يتاجرون بالبشر المهربين منطقة شرق افريقيا. سرت مؤخراً حديث عن جماعات متطرفة موجوده فى الولاية ؟ أى حديث عن جماعات متطرفة غير صحيح، لا بوكو حرام ولا داعش ولاغيره، والولاية حريصة وتعمل قصارى جهدها لسد هذه الثغرات حتى لا يمر عابر ليشكل تطرف او خلافه، وعموما انتشار القوات المشتركة بيننا وتشاد ساعد على استقرار الامن وتحجيم نشاط الحركات والمعارضات، لكن المساحة الشاسعة فى الحدود مع تشاد حتى مصر وليبيا تشكل ازعاج وتطلب مزيد من الجهد لاحكام السيطرة عليها. هل هناك اختراقات للحركات للحدود ؟ لايوجد حركات تستطيع اختراق الحدود وكلها موجوده فى ليبيا واذا حاولت التسلل للولايه هذا امر صعب جدا عليها لان الحدود محروسة بالقوات المسلحة والدعم السريع التى تجوب الصحراء ذهابا وايابا وترصد كل التحركات، وبالتالى هناك حركات استقرت فى ليبيا وانضمت للمليشيات الموجودة هناك وصنفت نفسها منهم، لكن العودة للسودان عن طريق شمال دارفور بهدف تشكيل قوة جديدة لاتستطيع واذا حدث سيواجه بحزم شديد. المناطق التى عادت لسيطرة الحكومة كيف يتم التعامل معها؟ لا توجد حركات بشكل منتظم ولكن هناك بقايا او فلول فى الجبل بيننا ووسط دارفور توجد بها بقايا من الحركات، وهذه البقايا اصبحت تشكل قطاع طرق وهذا يشكل ازعاج، ولكن لاتوجد حركات لها اثر او وجود ابداً، حتى هذه الفلول تعيش فى خلافات وانشقاقات خاصة التى تتبع لعبد الواحد وهم حاليا بصدد الخروج عنه والانضمام للسلام. ماذا عن عمليات العودة الطوعية ؟ مناطق كثيرة بالولاية شهدت عودة، كمنطقة زمزم وكاجو وابوشوك، كلها حدث فيها استقرار واتجه الجميع للزراعة ومارسوا نشاطهم وقامت حكومة الولاية بتوفير الخدمات الاساسية لتحفيزهم على البقاء فى مناطقهم وكذلك تم تخييرهم مابين البقاء فى معسكراتهم أو العودة لان الولاية بصدد تخطيط المعسكرات وحاليا نسبة العودة الطوعيه كبيرة جدا لان الاستقرار الامنى المحقق شكل لهم قناعة بعدم فائدة البقاء فى المعسكرات ونتوقع المزيد من العودة لان جميع عوامل الاستقرار قد توفرت من خدمات اساسية. هل أصبحت المعسكرات تشكل مهدداً امنياً ؟ أبداً جميع المعسكرات امنة تماما ولايوجد بداخلها اى خلايا نائمة، لان جميع المنظمات الاجنبية ذات الاجندة قد تم ابعادها واغلب المنظمات الموجودة منظمات وطنيه واقليمية ذات علاقة انسانية فقط. ماذا عن تنمية المحليات الحدودية ؟ بالتاكيد الولاية تولى اهتماماً بجميع محلياتها، ولكن الحدودية منها كالطينه والمالحة وامبرو وكرنوى الاهتمام بالنسبة بها زائد من حيث الوضع الامنى وتوفير الخدمات للعائدين خاصة محلية الطينة التى شهدت عودة طوعيه كبيرة وقدمت لهم خدمات مميزة وعون من رئاسة الجمهورية التى اولتهم اهتمام خاص خاصة فيما يتعلق بالمعينات الزراعية ووسائل الانتاج وهذا ماشجعهم على الاستقرار، وهذا دفع اخرين فى الرغبة فى العودة ويمكن القول ان اواصر التواصل بين الولاية والمحليات الحدوديه التشاديه ممتاز في ظل الإستقرار الحالي أين وصلتم في عمليات التنمية ؟ فى ظل الاستقرار الامنى شهدت شمال دارفور نهضة تنموية كبيرة، فقد تم حل مشاكل المياه والكهرباء، والان الولاية قطعت شوطا كبيرا فى مجال توصيل الكهرباء للمحليات والقرى والمدينة، وتمت برمجة الكهرباء بطريقة مريحة للمواطن، وهناك عمل يجرى حاليا لانارة الشوارع الرئيسية لمدينة الفاشر وتم التعاقد مع شركات، ووصلت اخر دفعة للولاية من الآليات المطلوبة، وقبل نهاية العام سيكتمل انارة المدينة باكملها بالطاقة الشمسية، وهناك عدد من الطرق الداخليه التى اكتملت وكذلك الطرق الرئيسية منها طريق الفاشر كتم قطع العمل فيه شوطا بعيدا، وكذلك طريق الفاشرنيالا تم تسليمه لشركة، وفى الجانب الصحى الولايه ركزت على انشاء مستشفى صحى حديث للاطفال سيكتمل بنهاية العام وسيشكل اكبر مستشفى للاطفال بدارفور وعلى مستوى السودان، اضافة الى صيانة مرافق صحية اخرى، وفيما يتعلق بالمشروعات الزراعية هناك خطط طموحة فى هذا الجانب، والخطوة الثانية بعد ان حققننا الاستقرار الامنى سنستمر في التنمية وفتح ابواب جديدة للاستثمار. ماذا عن الاكتشافات النفطية والتعدينية الجديدة ؟ الولاية ذاخرة بخيرات باطن الارض، لكن حاليا لم تقم اى دراسات جيلوجية جديدة. والتعدين يسير بشكل جيد بمنطقة جبل عامر ولكنه يحتاج الى تطوير بدخول شركات ومؤسسات كبيرة، وهذا سيعبر بالولاية الى مصاف الولايات المنتجة للذهب، ولربما توجد بهذه المنطقة معادن غيره ، والوضع فى جبل عامر مستقر والجميع يعمل بانسجام والخدمات متوفرة. أين وصلت جهود رتق النسيج الاجتماعى والعلاقات بين القبائل ؟ حقيقة العلاقات بين القبائل جيدة، ولكن الوضع يحتاج لمجهود لازالة آثار الحرب وماعلق فى الصدور منها، والادارات الاهلية والحكماء هم من يتولون امر رتق النسيج الاجتماعى بالولاية ووحققوا نجاحاً كبيراً فى هذا الجانب وذلك من خلال تكوين اللجان المجتمعية بين المزارعين والرعاة وهذا سيقود الى تحقيق السلم الاجتماعى بين هاتين الشريحتين. مامدى تفاعل المواطنين بالولاية مع جهود الحوار ؟ نعم.. المواطنون لديهم دراية كافية بالحوار الوطنى من خلال الحوار المجتمعى الذى شارك فيه اعداد كبيرة من دارفور على مستوى المحليات وتلمسوا مايدور داخل قاعات الحوار وشاركوا فى محاوره الست والوثيقة التي خرج بها ووقع عليها جميع المشاركين وهذا بمثابة استفتاء بطريقة غير مباشرة.. واهل دارفور يعولونعلى الحوار كثيرا حتى ينعموا بالامن والاستقرار.