الخرطوم: سونا دعا د. صابر محمد الحسن محافظ بنك السودان المركزي الى ايجاد رابط قوي بين التمويل الاصغر والتمويل الاسلامي لاشتراكهما في المباديء التي تولي الجانب الاخلاقي والتنمية الاجتماعية اهتماما كبيرا. ويقول د. صابر في ورقة عن التمويل الاصغر من المقرر أن يقدمها غدا الاثنين أمام اجتماع خاص لمجلس الخدمات المالية الاسلامية ضمن الاعمال المصاحبة لاجتماعات صندوق النقد والبنك الدوليين المنعقدة حاليا باسطنبول ، أن الاشتراك في هذه المبادىء يؤكد ان الجمع بينهما -أي التمويل الاصغر والاسلامي - سيوفر أدوات تمويل ذات مرونة تلبي احتياجات مختلف الشرائح وتعتبر واحدة من الأدوات ذات التأثير الفاعل في التنمية الاقتصادية ومحاربة الفقر. ويشارك د. صابر محمد حسن محافظ بنك السودان المركزي وعدد من مسئولي البنك المركزي في الاجتماعات المشتركة لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي باسطنبول يومي السادس والسابع من اكتوبر الجاري ضمن الوفد الحكومي المشارك. وتشتمل الورقة على ستة محاور يتناول محورها الاول معلومات عن القطاع المصرفي في السودان باعتباره العمود الفقري للنظام المالي في البلاد وتحوله الى النظام الاسلامي منذ ثمانينيات القرن الماضي عندما تبنت الدولة مباديء العمل المصرفي الاسلامي. وفي تناولها لتجربة التمويل الاصغر ذكرت الورقة انه ظهر منذ سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي مع ظهور عدد من البنوك المتخصصة قامت بهيكلة منتجات التمويل الأصغر حتى تتوافق مع الشريعة الاسلامية لمقابلة طلبات التمويل من ذوي الدخل المنخفض والقطاعات الأقل نموا، وشملت تلك المنتجات السلم والمشاركة والمضاربة والمقاولة والمرابحة. وتتحدث الورقة في محورها الثالث عن استراتيجية بنك السودان المركزي في تطوير التمويل الأصغر وتتمثل في وضع اطار مؤسسي شامل وفعال للتمويل الأصغر، وقد أنشأ بنك السودان وحدة متخصصة لهذا الغرض منذ العام 2007. ويؤكد المحور الرابع نجاح هذه الاستراتيجية الى حد كبير بتحقيقها لانجازات بارزة تمثلت في تقوية الاطار المؤسسي للتمويل الاصغر في المصارف والمؤسسات المالية ووضع الأسس التنظيمية والرقابية لهذا النشاط في مؤسسات التمويل الأصغر المصرفية وغير المصرفية، اضافة الى التسهيلات المالية التي يقدمها البنك المركزي والمساهمات الرأسمالية لتلك المؤسسات. ونتيجة لذلك قام عدد مقدر من المؤسسات المالية المعنية بالتمويل الأصغر التي بدأت في تمويل المشروعات الصغيرة. واشارت الورقة الى انه وبعد عامين من التجربة فان النتائج مبشرة وتبعث على الرضا. وتتحدث الورقة في المحور الخامس عن التحديات التي تواجه تجربة التمويل الأصغر في السودان وحددتها في عدم وجود منتجات التمويل المناسبة وقلة تنوعها، اضافة الى عقبات في جذب المدخرات وعدم وجود الضمانات وغياب انظمة ضمان القروض الصغيرة. وفي المحور الاخير تدعو الورقة إلى ايجاد رابط قوي بين التمويل الاصغر والتمويل الاسلامي لاشتراكهما في المباديء التي تولي الجانب الاخلاقي والتنمية الاجتماعية اهتماما كبيرا. ولتحقيق ذلك لا بد من توفير متطلبات البنية الأساسية عن طريق دعم مجلس الخدمات المالية الاسلامية (IFSB) وهيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية الاسلامية للتمويل الأصغر الاسلامي بوضع المعايير التحوطية والموجهات التي تتلائم مع مؤسسات التمويل الأصغر. اضافة الى الدعم الحكومي المحلي وقيام المؤسسات المانحة بلعب دور رئيسي في توسيع نطاق التمويل من مختلف البلدان.