خبراء يقلبون أوجه القوة الدولية فى السودان..والمخارجات! لا احد يستطيع التكهن بالأحداث بتاتا بعد الأشهر الستة المضروبة موعدا للانتقال.. وهى المدة التي حددها مجلس السلم والأمن الإفريقي باعتبار إنها كافية لإحداث التحول فى مسار المفاوضات التي يفترض أن يستشعر طرفاها الخطر المحدق على السودان لو تماديا فى هدر الوقت دون فائدة تذكر.. وهو الوقت الذي توحدت فيه كلمة (الداخل) و(الخارج) فى ان نقل مهمة الإتحاد الإفريقي فى دارفور إلى الأممالمتحدة ستكون من ورائه عواقب وخيمة على الأطراف جميعا دون استثناء.. مركز الخدمات الصحفية مضى لاستطلاع آراء الخبراء الذين قلبوا أوجه القوة الدولية فى هذا التقرير وبحثوا "مخارجات" المرحلة المقبلة.. تقرير( smc) نقيب المحاميين السودانيين ,,الأستاذ فتحي خليل فند فى حديثه عدم وجود اى سند قانوني دولي للتدخل في دارفور بعد مضى الأشهر الستة المذكورة وشدد ان القتال في دارفور أسبابه معروفة وواضحة وقال: (هذا الصراع بدأ محليا وغذته طبيعة المنطقة والتكالب على الموارد بين الرعاة والمزارعين) وأضاف: (استفحلت الأزمة بين الطرفين نتاج الجفاف والتصحر ومن ثم تفاقم الأمر بسبب الأجندة السياسية لبعض الجهات ) ووصف الأخيرة بأنها (تصطاد في الماء العكر) مشيرا الى بعض المحاولات لتحوير هذه الصراعات خدمة لمصالحها الخاصة غض النظر عن مأزق الحرب فى الوطن. وعاد خليل بالقول : في كل الأحوال,التعريف الدولي يصنف الأحداث بأنها نزاع داخلي لا يجوز لأي جهة أجنبية أو حتى منظمة الأممالمتحدة التدخل فيه وذلك لان مجلس الأمن الدولي مهمته تنحصر في حل المنازعات بين الدول وهذا واضح في ميثاق الأممالمتحدة ودون ورود أي لبس فى هذه الناحية.ودعا خليل القوى الوطنية الى تفهم دقة الموقف والعمل يدا واحدة من اجل السودان ولمقاومة الاستعمار الجديد. فشل الإتحاد وأضاف نقيب المحاميين السودانيين : ليس لمجلس الأمن والسلم الأفريقي أي سلطة أو حق في الحديث عن تدخل قوات تابعة للأمم المتحدة في دارفور لان وجود بعثة الاتحاد الأفريقي تم بناء على موافقة الحكومة السودانية وبالتالي فان الاتحاد الأفريقي إذا فشل في مهمته بموجب ذلك الاتفاق عليه الانسحاب وليس من حقه تحويل مهمته إلى أي جهة أخرى. وقال السودان يدافع عن حقه في السيادة والاستقلال وعدم السماح لأي جهة خارجية التدخل في شئونه الداخلية وتساءل أليست هذه المبادئ هي جوهر ما تضمنه ميثاق الأممالمتحدة..آم ماذا؟!. فقدان شجاعة وطالب خليل المسئولين قيادة قوات الاتحاد الأفريقي بالشجاعة فى توضيح أسباب فشل القوات الإفريقية في مهمتها وهو ما يراه عائد الى المتمردين انفسهم مؤكدا- فى غضب- أنهم (يسرحون ويمرحون.. يقتلون المواطنين الأبرياء حال رفضهم دفع الإتاوات..ويقومون بتدمير القرى وموارد المياه ..والاقتتال في ما بينهم مع الاستمرار فى خرق اتفاقيات إطلاق النار..!) ، مؤكدا ان القرار- قرار مجلس السلم- لا يعني شيئا بالنسبة للقوى الشعبية لان الرأي واضح ولا لبس فيه وهو رفض مبدأ القوات الأجنبية في منطقة دارفور ، افريقية كانت أو غيرها سواء بعد ستة اشهر أو قبلها ..مشيرا الى ما صاحب إدخال القوات الإفريقية سابقا وما ينتظم الساحة حاليا من غضب شعبي جراء فشلها الذريع وإعادة المحاولة لتعويضها بقوات دولية ،وحسب نقيب المحامين انه من المستحيلات ! وقال النقيب الولاياتالمتحدةالأمريكية تستغل أجهزة الأممالمتحدة لتحقيق أهداف لم تعد خافية على احد ومخططاتها أصبحت معلنة ومعروفة للعالم اجمع وهي إخضاع كل الدول والشعوب تحت هيمنتها ولخدمة مصالحها والاستفادة من موارد تلك البلاد بأي سبل. كمائن وحفر وأما اللواء ميرغنى سليمان فانه يعتبر ان أجهزة الإعلام السوداني والعربي باعتبارها الأكثر فعالية تعد من اقوي الأسباب وراء الفهم المغلوط والضرر الذي لحق بدارفور. وواصل سليمان بلهجة عسكرية : الواقع فى السودان لا يخلو من حفر وكمائن. والسيناريو في حالة الرفض ان نقع في إحدى هذه الكماين المعدة جيدا..!. مؤكدا التحامل الواضح من قبل الأممالمتحدة والإعلام الغربي فى تصوير وتشويه معظم الحقائق القائمة وتضخيم الأحداث .. وعن الأممالمتحدة يعتبر ان عليها ان تتحمل كل ما يترتب على مغبة إرسال قوات دولية إلى دارفور سواء قبل او بعد التوصل الى اتفاق سلام. الحل داخليا ويرى اللواء ميرغنى ان مشكلة دارفور ومهما اتخذت من ابعاد فهي مشكلة داخلية ومن الممكن أن تحل داخليا عن طريق أبناء دارفور انفسهم وفي دارفور وليس في اى مكان آخر مطالبا بقفل الباب أمام أي نوع من التدخل الخارجي. وأضاف سعادته إن القوات الدولية موجودة الآن فى كل العالم ولم تحقق الشيء المرتجى فى الملفات التي أوكلت إليها ونبه الى ضرورة الوعي بالأحادية القطبية الموجودة في العالم وأنها تجرؤ دوما الى التدخل في شؤوننا. مشيرا الى ان السودانيين وافقوا على مضض بدخول القوات الإفريقية وان سكان الإقليم ابدوا تذمرا لم ينته حتى الآن فما بالك بقوات دولية من جنسيات جديدة لم يألفها المواطنون أصلا. التحرك دبلوماسيا ويعول الخبير الأمني على الدبلوماسية السودانية والتحرك السياسي تجاه دول العالم لشرح الأبعاد بوضوح جراء الخطوة الدولية غير المحسوبة فى السودان ، وتوضيح مدى المخاطر المترتبة عليها داعيا المجتمع الدولي الى العدول وأن يلجأ إلى العقل والقانون في مثل الحالة الراهنة مؤكدا على القدرة السودانية فى إقناع العالم بعد التحرك خارجيا.. متخوفا من ان تتصور الحركات المسلحة ان لها مصلحة فى ذلك وقال :حينها أتوقع ان تبدأ التعقيدات بابوجا بدلا عن الحل! مطالب الحركات من جهته قال العميد امن (م) حسن بيومي ان القرار الإفريقي سيضفى المزيد من التعقيد على صعيد المفاوضات بابوجا ، مؤكدا ان الحركات المسلحة ستسعى لزيادة سقف مطالبها وتحقيق اكبر قدر ممكن من التطلعات باعتبار ان الحكومة ستستبق قوات حفظ السلام الدولى فى المنطقة وهى القوات التي ترفضها الحكومة ووفدها المفاوض وستنجز الكثير للحيلولة دونه. وحذر حسن بيومى من ان ترضخ الحكومة لتحقيق كل مطالب الحركات وأضاف ان هذا حل غير معقول ويرى بيومي ان فترة الستة اشهر التي منحت لقوات الاتحاد الأفريقي هي مخطط لفترة انتقالية لتسليم المهمة لقوات أجنبية بإقليم دارفور بالوجه العديل!! وذهب العميد بيومى الى انه من الصعب على حكومة السودان رفض وجود هذه القوات ب"الوجه العديل" لان ميثاق الأممالمتحدة الذي وقعت عليه الدولة وبموجبه أصبحت جزءا من المنظومة الدولية يحتم عليها التعامل معه بالعقل وأضاف . وأما بشان المساس بالسيادة الوطنية فقد قال: بمجرد توقيع أي دولة على ميثاق الأممالمتحدة فهي تنازلت طواعية عن جزء من سيادتها. ولكن الخبير الأمني المعروف لم يستبعد ان تدفع بها أمريكا لتأمين مصالحها في البترول السوداني واليورانيوم في دارفور اللذان يمثلان دعامة للأمن القومي الأمريكي اقتصاديا وعلميا ويرى لهذه الأسباب ان أمريكا ستبذل قصارى جهدها لهذه الغاية حتى لو تطلب الأمر تجييش الجيوش حسب النظرية الأمنية. مخارجات ودعا بيومي الى إيجاد مخارجات لأنه ليس من مصلحة الحكومة السودانية أو السودان تحدى الشرعية الدولية "جهارا نهارا" حتى لا يوصم بعدم احترام القوانين الدولية وهو ما سيترتب عليه إيجاد التبريرات فى سن قوانين جديدة لمعاقبته عن طريق فرض حظر الطيران وغيره من العقوبات المنصوص عليها في القوانين الدولية. مشيرا الى إمكانية الاتفاق على مهمة محددة للقوات الدولية وفق القانون نفسه وهي تتمثل فقط فى حماية المدنيين.. قوات جنوب السودان وأما احمد عبد الله سبيل(المستشار الفني للبرنامج الانتقالي لنزع السلاح والتسريح وإعادة الدمج ) فقد قال: منذ (بعثة التقييم الدولية) والتي بدأت أعمالها في نوفمبر 2005م كانت العملية عبارة عن "تمهيد" وقد قدمت البعثة مبادرة للتأسيس عليها فى دخول القوات الدولية مشيرا الى أنها موجودة أصلا بجنوب السودان وأضاف سبيل ان المقترح الرئيسي في هذا المجال هو توسيع نطاق ولاية القوات الدولية الموجودة داخل السودان وقال هذا الحشد الإعلامي والاستدعاء ليس جديدا ولا وليد الأحداث في دارفور وفي الوقت الراهن..وإنما هو أمر مدروس منذ عدة أعوام!! تدرج الملف وينتقل مباشرة الى الدور الإفريقي فى مقابل الحماسة الأمريكية لمجلس الأمن الدولى من البداية ، قائلا: بعد عدة تقارير استبقتها فى كل مرة إفادات إعلامية وحملات للمسئولين هناك عن ضعف حلقة الاتحاد الأفريقي فى السيطرة على المنطقة وتتصدر فى هذا تصريحات يان برونك مسئول البعثة الموجود بالخرطوم وعليه أصبح الأمر متدرجا الى ان كلف مجلس الأمن "الأمين العام" بتقديم تقرير عن الاتحاد الأفريقي إلى "المتحدة" وقد امن ابتداء على الإبقاء على القوات الأفريقية تحت مظلة الأممالمتحدة. وقال سبيل هذا يشير بصورة سافرة إلى ان قرارات مجلس الأمن والاتحاد الأفريقي جاءت متدرجة ومتخطية الحكومة السودانية بشكل تام إلا من إشارة المجلس الإفريقي أخيرا بضرورة مشورة وموافقة الحكومة السودانية قبل اى تحرك..واضاف الشاهد انه أينما وجدت القوات الدولية كانت هناك آثار سالبة على المجتمعات بوجه عام وعلى الأمن بوجه خاص! وعن المطلوب أشار الى ضرورة التبصر فى المسألة والموازنة للتحديد على وجه كيفية التعامل مع هذا المشكل. شبح الحرب وحسب الأستاذ احمد سبيل فان الشعب السوداني هو المتضرر الأكبر من إرسال قوات تطبيقا للبند السابع او من تغيير واجبات تلك القوات الموجودة حاليا في جنوب السودان وشدد انه ليس من المصلحة بتاتا تحوير دورها المرسوم وفق اتفاق السلام لأنها فى الأصل قوات مراقبة فقط. وحذر سبيل القوى الغربية من شبح الحرب وأعدائها المتمركزين سرا فى القرن الأفريقي وقال من الواضح ان الصراع الخفي الدائر في منطقة القرن الأفريقي و بوادر السباق داخل المنظومة الغربية نفسها على اللوجستيات والمواقع الإستراتيجية ، مرتبط بصورة قوية بصراع الشرق المتوسط المرتبط بإيران وفلسطين والعراق وهو هنا نسخة أخرى وان كانت مغايرة نوعا ما.. وفى النهاية هو شبح الحرب!