الخرطوم (smc) أعلن مستشار رئيس الجمهورية د. غازي صلاح الدين أن الأجهزة السودانية المعنية ستدرس جيداً الاستراتيجية الأمريكية التي أعلنت اليوم تجاه السودان لتقول فيها كلمتها النهائية. وقال د. غازي إن هذه استراتيجية تفاعل وليست استراتيجية عزل وقال انه بالمقارنة بالسياسات السابقة فان بها نقاط ايجابية. لكنه أسف من أن إدارة الرئيس اوباما لا تزال تستخدم تعبير الابادة الجماعية فيما يتصل بدارفور، حيث أنه لا يعبر عن الحقائق هناك. وأبدى خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده اليوم بديوان الحكم الاتحادي عدة ملاحظات حول الاستراتيجية الأمريكيةالجديدة تجاه السودان أهمها أنها خلت من الحديث عن بعض الأفكار المتطرفة التي كان يروج لها البعض مثل التدخل العسكري وفرض مناطق حظر طيران الجدير بالذكر أن الاستراتيجية الجديدة التي أعلنتها وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون، تقدم حوافزاً مرهونة باستكمال عملية السلام التي تشهدها البلاد. وقال د. غازي ان عدم وجود تهديدات بتدخل عسكري في الاستراتيجية كان "مهما" ويشكل روحا جديدة عند أوباما. وأضاف أنه تلاحظ أيضا أن الاستراتيجية تأخر إعلانها مما يدل على أنها حظيت بتأييد كل الفريق العامل في الشأن السوداني. وتمنى أن ينهى ذلك التنازع داخل مؤسسات الإدارة الأمريكية تجاه السودان وأن يفكر المسؤولون الأمريكيون بعقل واحد ويتكلمون بلسان واحد. واشار الي خلو الإستراتيجية من أية خطوات ملموسة تلتزم بها الإدارة الأمريكية التي افترضت أن الأفعال تأتي فقط من جانب السودان وأن دورها هو فقط تقييم الأفعال وأبدى د. غازي أسفه من إصرار الإدارة الأمريكية على استخدام وصف الإبادة الجماعية مؤكدا أن هذا شأن يخصها ولا يعبر عن الحقائق وقال إن الإدارة الأمريكية ستجد نفسها منعزلة أمام جميع دول العالم وشعوبه حول وصفها للحقائق عن دارفور. وأوضح دكتور غازي أن مشاكل السودان يحلها السودانيون أنفسهم مؤكدا أن السودان سيعمل وفق هذا المبدأ وسيقبل أي مساهمات نزيهة للمساعدة في معالجة تلك المشاكل وأن التعامل مع الإدارة الأمريكية سيكون وفقا لذلك مع التقيد التام بمباديء السودان ومصالحه الوطنية وأضاف أن السودان يدرك تماماً الفرق بين الأقوال والأفعال آملا أن يكون التطبيق التفصيلي للإستراتيجية الأمريكية أفضل من مضمونها النظري مبينا أن السودان سيتابع التطبيق بمنهج تفاعلي يهتم بالنتائج العملية. وقال إن ورود لفظ الإرهاب بالإستراتيجية الأمريكية يعبر عن تنازعات داخل الإدارة الأمريكية وإدخال اللفظ في الإستراتيجية جاء لإرضاء عناصر معينة داخل الإدارة الأمريكية وجدد دكتور غازي رفض السودان لسياسة الضغوط مبيناً ان تصريحات وزير الخارجية الأمريكية عن التعامل الحيادي مع كل الأطراف السودانية حديث إيجابي.ودعا اوباما اليوم الاثنين إلى انهاء الصراع في ولايات دارفور مع التطبيق المتزامن لاتفاق السلام الشامل الموقع في 2005.