تقرير (smc) العودة التي فاجأ بها السيد عبدالله المحجوب نجل مولانا السيد محمد عثمان الميرغني رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي وزعيم التجمع إلى البلاد مؤخراً بعد غياب دام قرابة ال(18) عاماً بالولايات المتحدةالأمريكية تزامنت مع خروج الوالد في رحلة (الاستشفاء) الشهيرة .. هذه العودة المفاجئة وضعت على بركة الساحة الاتحادية الكثير من علامات الاستفهام حول مغزى وتوقيت العودة في وقت تسربت فيه الكثير من المعلومات التي تفيد بأن طائرة (الأب) نفسها أصبحت قاب قوسين أو أدنى من الهبوط بصالة كبار الزوار بمطار الخرطوم. الانقسامات التي أنتجتها الخصومة السياسية والتباين الواضح بوجهات النظر داخل صفوف الحزب الاتحادي جعلت الكثير من قيادات الحزب توجه الاقتراح لمولانا الميرغني عقب إنتفاء كل ما يستبقيه بالخارج ان يعمل بالعودة إلى الداخل سيما وان الخلافات التي جعلت الحزب ممزقاً إلى كيانات لا تقوى على مقاومة رياح الاستقطاب والمواجهة. ويبدو ان أهم الاستنتاجات التي قاربت التأكيد إلى حد بعيد أو كادت ان تلامسه هي تلك التي ذهبت إلى ان عودة نجل الميرغني في هذا التوقيت تعد مؤشر مهم جداً لعودة رئيس التجمع ورئيس الحزب ، وفي هذا المنحى يجزم الشيخ حسن أبو سبيب القيادي الاتحادي البارز ورئيس كتلة التجمع بالمجلس الوطني ان عودة الابن هي التي تشكل في نظره ضربة البداية لوفد المقدمة لمولانا الميرغني وان عودة الأخيرة باتت (وشيكة). ويستبعد أبو سبيب الذي كان يتحدث ل(smc) ان تتسع فرص نجل الميرغني لنيل منصب المستشار برئاسة الجمهورية حسبما أعطي اتفاق القاهرة المنصب لمنظومة التجمع حيث يرى بأن ملء المنصب الشاغر رهين برأي مؤسسات التجمع وأضاف قائلاً ( لمولانا مؤسسات ومستشارين هم من سيضعوا المواصفات المطلوبة لمنصب المستشار) وزاد (مولانا وأبناؤه لا يتطلعون للمناصب ولو أرادوها لما منعهم منها أحد ولكنها الديمقراطية التي يجب ان تحكم الجميع). (اتفاق القاهرة لم يعد فيه ما لم ينفذ سوى ملء منصب المستشار) بهذه العبارة أعتبر مسؤول حكومي رفيع تحدث ل(smc) ان فرص ابن الميرغني هي الأوسع مقارنة بالكثيرين خاصة وان هناك بعض المقترحات التي طالبت رئيس التجمع مؤخراً بان يقوم بتسمية منصب المستشار برئاسة الجمهورية وحسب علمنا فإن المشاورات مازالت جارية داخل مؤسسات التجمع خاصة وان ما نفذ من اتفاق القاهرة حسب اللجان المكونة يشير وبوضوح إلى ان هناك مظاهر رضى تام بما تم إنجازه في الاتفاق ولم يتبقى إلا ما يلى التجمع. التأهيل العلمي والأكاديمي الذي اكتسبه نجل الميرغني بالولايات المتحدةالأمريكية قد تضيف إلى رصيده في المنافسة السياسية لمنصب مستشار برئاسة الجمهورية رأى يجد الكثير من القبول لدى الأستاذ عثمان عمر الشريف وزير العدل السابق إبان الديمقراطية الثالثة والعضو البرلماني عن الحزب الاتحادي ، ولكن الشريف أكد ل(smc) ان الحديث عن تولى نجل الميرغني للمنصب المشار إليه هو نفسه قد يكون إحدى المحاولات لسد الطريق أمام الجهود الاتحادية المبذولة لتوحيد الصف من الداخل ويعتبر الشريف ان مهمة توحيد الصف الاتحادي هي أقرب الاحتمالات تأكيداً وتعتبر من أهم الأجندة والملفات التي تحملها حقيبة (نجل الزعيم) والتي سيبدأ بها مهامه السياسية بالداخل. ويرى عثمان عمر الشريف ان المواقف التي بادر بتبنيها رئيس الحزب مثل رفضه للقوات الدولية وموقفه المعلن في رفض محاكمة السودانيين بالخارج تعطى استنتاجاً مؤكداً بان مولانا قد دفع ابنه للداخل للإسهام في قضايا وطنية ملحة مثل ملف دارفور والقوات الهجين والتنمية وأضاف قائلاً (يجب تدعيم شوكة الابن للإسهام في القضايا الوطنية بعيداً عن التهافت لمنصب المستشار الذي وان كان لابد منه فليس هناك أحق من الأخ الأصغر لرئيس الحزب مولانا أحمد الميرغني) ولكنه أضاف ( مؤسسات التجمع أو الاتحادي هي التي ستحسم هذا الأمر). وينظر بعض المراقبون إلى ان عودة نجل الميرغني ربما أراد بها الأخير إعطاء الشريك الأكبر في حكومة الوحدة الوطنية (إشارات) قابلة للالتقاط الفوري وبتوقيت يشير هو أيضاً إلى ان التيار الختمي بالعديد من المناطق يحتاج إلى ملء فراغ لا يقل أهمية عن فراغ منصب المستشار لحين عودة رئيس التجمع الوطني ورئيس الحزب الذي ما زال يؤكد الشيخ أبو سبيب بنبرة (الواثق) أنها باتت وشيكة بل ان الرجل ذهب إلى أبعد من ذلك عندما تحاشى حتى السقف الزمني لعودة رئيس الحزب قائلاً (مولانا قد يفاجئ الجميع في أي لحظة بقرار العودة بعد إنتفاء ظروف البقاء بالخروج).