كَشَفَ الرئيس عمر البشير عقب إدائه اليمين الدستورية رئيساً مُنتخباً للسودان لخمس سنوات مُقبلة عن جملة من البرامج تستهدف النظر في كل التحديات الداخلية والخارجية للمرحلة المقبلة، وأوجز البشير برنامجه في استكمال الحكم الرشيد وآلياته عبر التطور الديمقراطي والنظام الفيدرالي، وحَثّ الأحزاب السياسية لتهيئة نفسها للانتخابات المقبلة، لافتاً إلى أنّ النظام الفيدرالي يهدف لصون وحدة البلاد، وتعهّد بتبني سياسات اقتصادية ومالية تجعل استقلال الولايات المالي أمراً واقعاً، وجدّد البشير التأكيد على قيام الاستفتاء في موعده المحدد، مُشدداً بقوله: «لن نحيد عنه»، لكنه طالب بأن يقول المواطن الجنوبي كلمته دون إملاء أو إكراه أو تزييف إرادة، لافتاً إلى أنّ الاستفتاء يجب أن يجرى في جو حر يشهده المراقبون من الداخل والخارج، ونوّه مُجدداً بعدم العودة للحرب، كما تعهد بالقبول عن رضاء للاختيار الحر لأبناء الجنوب. وقال إنّ هنالك خُطوات تسبق الاستفتاء يجب عملها بحكمةٍ وشجاعةٍ دون إبطاء، المتمثلة في ترتيبات ما بعد الاستفتاء، بجانب استكمال استحقاقات السلام بترسيم الحدود وتكوين المفوضيات، وأعْلن إشرافه شخصياً على إنفاذ المشروعات التنموية التي وعد بها مواطن الجنوب أثناء الحملة الانتخابية، وأكّد أنّ برنامج المرحلة المقبلة سيعطي الوضع في دارفور اعتباراً استثنائياً يوازي مُشاركة أهلها، بجانب تفعيل دور ممثليها المنتخبين، وأشار البشير إلى عزمه استكمال النماء في ربوع البلاد، وأن يظل شعار النهضة الزراعية فاعلاً، بجانب العمل على تقليص مُعدّلات الفقر وتحجيم مسبباته عبر مراقبة لصيقة وصارمة في القياس والرصد والمكافحة، ونوّه لزيادة الاهتمام بالصحة والتعليم من خلال إكمال مرافقها. وفيما يتعلّق بالخدمة المدنية أكّد البشير السعي لخلق خدمة مدنية طاهرة ومُعافاة، وذلك بإعلاء قيم المحاسبية وتعظيم دور السلطة التشريعية في الرقابة بخلق خدمة مدنية ذات كفاءة ونزاهة بعيدة عن الفساد، وأعْلن إلتزامه ببرامج لمعالجة خلل العلاقات الاجتماعية بإعلاء قيم التآخي والتسامح وإقرار المواطنة، ونبّه إلى أنّ المرأة ستشكل حضوراً فاعلاً في المرحلة المقبلة، بجَانب الاهتمام بالشباب والأطفال والمعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة، والاهتمام بالبرنامج الإسعافي للشرق، وفيما يتعلق بالعلاقات الخارجية أكد البشير أنه سيبذل الجهد لفتح صفحة جديدة في العلاقات مبنية على نَبذ العنف وتوطيد عرى التسامح وبَث روح الاحترام المتبادل، بجانب التركيز على توثيق التعاون مع أصدقاء السودان في المجتمع الدولي، خاصة الدول العربية، والإسلامية، والافريقية ودول عدم الانحياز، وتعهّد بإدارة حوار موضوعي مع الغرب يقوم على تنقية الأجواء وبَث روح الأمل لتحقيق السلم والرخاء الدوليين، بجانب العمل على إبقاء سِجل السودان الناصع في التعاون الدولي لمكافحة الإرهاب، الجريمة، المخدرات والسعي لإحداث إنفراج دولي يؤسس لنظام عالمي مصون بالعدل والمساواة، لكنّه نبّه إلى أن المصلحة الوطنية لا مُهادنة فيها. ووجّه البشير شكره وتقديره للرؤساء والزعماء والضيوف الكبار الذين شاركوا في مراسم أداء القَسَم وقطع في إشارة منه للرئيس التشادي إدريس ديبي بقوله: (إن يداً بيضاء امتدت إلينا لن نقابلها إلاّ بمزيد من الوفاء والإحسان). وشكر البشير المفوضية القومية للانتخابات لجهدها الوطني في قيام انتخابات مُعقدة، قال إنها لم تشهدها أعرق بلدان الديمقراطية، واعتبر ما انجز غير مسبوق، ونبّه النواب إلى أنّ المواطنين ينظرون بعين فاحصة للرقابة والمحاسبة لتعزيز أركان الحكم الرشيد الملتزم بالشفافية وكفالة الحريات، وحَث أهل الرأي والصحافة ومراكز البحوث بلعب دورهم كاملاً خلال المرحلة المقبلة، وقال إنَّ المشاورات تمضي حالياً لتشكيل جهاز تنفيذي قوي وفاعل مُنسجم ينهض بتبعات المرحلة المقبلة.