عمر سعدان الخرطوم تحتفل البلاد هذه الأيام بأعياد الاستقلال والسلام وسط تفاؤل ورجاءات من جماهير الشعب السوداني وقياداته الوطنية بإيقاف نزيف الدم بالبلاد وبخاصة في إقليم دار فور الجريح وتجاوز أسباب الفرقة والشتات بين أبناء الوطن الواحد بإعلاء قيم الوحدة والتكاتف وبسط العدل والاستقرار والتنمية في ربوع الوطن. المشير عمر البشير رئيس الجمهورية لدى مخاطبته صباح أمس بالساحة الخضراء بالخرطوم الأمة السودانية عبر الاحتفال بالذكرى الثانية والخمسين لاستقلال البلاد دعا إلى ضرورة جعل تمتين الوحدة الوطنية التي نادى بها الزعيم إسماعيل الأزهري شعارا وسبيلا خلال المرحلة القادمة وقال أنهم يفتحون صفحة جديدة للعمل من أجل وطن خالٍ من التآمر، وطن موحد آمن متحضر يكون فيه تبادل السلطة سلماً والمعارضة حواراً واختلاف الرأي لا يفسد للود قضية. وتعهد سيادته بالعمل سويا مع الحركة الشعبية لتنفيذ اتفاقية السلام الشامل مبينا أن شريكا اتفاق السلام الشامل بعد أن تجاوزا نقاط الخلاف بينهما بالاتفاق علي (المصفوفة) عادا اليوم أكثر قوة وصلابة مما مضى وأشد عزماً على التمسك بالاتفاقية، شركاء في المسؤولية والتنفيذ والتشريع والرقابة ومجابهة تحديات السلام ليعم كل أرجاء البلاد. من جانبها كانت الحركة الشعبية قد تعهدت علي لسان الأمين العام للحركة السيد باقان اموم وزير رئاسة مجلس الوزراء بالسير قدما في تنفيذ اتفاقية السلام الشامل ودعم الجهود الرامية لتحقيق السلام في دارفور والعمل مع المؤتمر الوطني من اجل تعزيز التحول الديمقراطي وبناء دولة عصرية قوية مستقرة. وقال في تصريحات صحفية إن قرار إعادة تشكيلة وزراء الحركة الشعبية والمستشارين قصد منه الدفع بفريق عمل يسهم بشكل عملي وكبير في تنفيذ اتفاقية السلام بالتنسيق والتعاون مع المؤتمر الوطني مشيرا إلى أن وزراء الحركة الشعبية يدخلون حكومة الوحدة الوطنية بروح جديدة وبمعنويات عالية. من جانبه أكد الدكتور منصور خالد مستشار رئيس الجمهورية القيادي البارز بالحركة الشعبية في تصريح حرص الحركة علي دعم الاستقرار والسلام في البلاد مشيرا إلي أهمية التمسك باتفاقية السلام والتي تعتبر نقلة تاريخية وهامة للسودانيين وهذا هو السبب الذي جعل المشير عمر البشير رئيس الجمهورية يسمي توقيع الاتفاقية بأنها الاستقلال الثاني وجعل الراحل الدكتور جون قرنق زعيم الحركة الشعبية يسميها ميلاد الجمهورية الثانية. وتشير المتابعات إلى أن ذكرى الاحتفال بالاستقلال هذا العام تأتي وقد تم قطع شوط مقدرا في تنفيذ اتفاقية سلام الشرق واتفاقية أبوجا حيث تسلمت قيادات الحركات الموقعة علي اتفاقيات أسمرة وابوجا الحقائب الوزارية المتفق عليها بالمركز والولايات وتمتعت بممارسة الصلاحيات الممنوحة لها وجاري العمل السياسي والدبلوماسي المكثف من اجل إلحاق رافضي أبوجا بالاتفاقية ويبذل شريكا نيفاشا والدول الصديقة سعيا حثيثا في هذا الاتجاه. وفي جانب الدعم الدولي لاتفاقية السلام بالسودان ودعم الاستقرار فيه يري محللون سياسيون أن الولاياتالمتحدةالأمريكية التي تنفرد بقيادة العالم لا ترغب حاليا في تأزيم الوضع السياسي بالسودان وجعله يتجه إلى اندلاع الحرب مرة أخري بين الشمال والجنوب مدللين علي ذلك بما رشح من تصريحات صحافية من نافذين في الإدارة الأمريكية إبان زيارة النائب الأول لرئيس الجمهورية رئيس حكومة الجنوب الفريق سلفاكير ميارديت لأمريكا مؤخرا والتي تضمنت بحث سبل تنفيذ اتفاقية السلام حيث أوضحت الإدارة الأمريكية بحسب وكالات الأنباء رأيها بضرورة معالجة الخلاف بين الشريكين عبر آليات نيفاشا دون العودة لمربع الحرب. وعزا المحللون ذلك لان الإدارة الأمريكية تدعم خيار السلام في السودان وتنفيذ اتفاقية السلام الشامل ليس حبا في السودانيين بل بغرض تحقيق نجاحات في هذا الجانب (أفريقيا) سياسيا وإعلاميا لتغطية فشلها في تحقيق أهداف احتلال العراق (مشروع الشرق الأوسط ) وغزو أفغانستان وتلقي خسائر مادية وبشرية علي صعيد هذا الجبهات وبذلك تريد الإدارة الأمريكية تجميل وجهها وكسب الرأي العام المحلي والدولي بدعمها لسلام السودان وقد عززت الإدارة ذلك بتجاهل الرئيس الأمريكي جورج بوش مؤخرا بحسب مصادر صحافية التوقيع علي مشروع قانون محاسبة السودان الذي أجازه مجلس النواب الأسبوع الماضي والخاص بحظر التعامل مع الشركات العاملة في حقل النفط بالسودان مما يعني سقوط القانون. المهم في كل كما ذكر أن الاحتفال بالاستقلال هذا العام تزامن مع عدة أحداث وقضايا هامة داخلية وأخرى خارجية لها ظلالها علي الوضع الداخلي والأمر من قبل وبعد يحتاج للتصالح بين جميع القوى الوطنية السودانية والدراسة والعمل بشكل متحد من اجل دعم الاستقلال الوطني لتحقيق السلام المستدام والأمن والاستقرار والوحدة والتنمية المنشودة بالبلاد. سونا