مدخل: طالبت القوى الجنوبية بعدة مطلوبات أمام الحركة الشعبية فيما يختص بمستقبل جنوب السودان وترتيبات ما بعد الاستفتاء من المقرر أن تضع هذه القوى مطلوباتها أمام مؤتمر الحوار الجنوبي الجنوبي المقرر له الاسبوع القادم، وسوف تتم مناقشة عدد من أوراق العمل على طاولة المؤتمر، و من أبرز المقترحات المطروحة من القوى الجنوبيه ضرورة إعادة النظر في قسمة عائدات البترول وممارسة الشفافية في أوجه صرفها ومن هنا برزت عدة أسئلة في الأذهان حول مدى التزام الحركة الشعبية بمخرجات المؤتمر ، وإلى أي مدى يمكن ان يخرج هذا المؤتمر بنتائج يمكن أن تغير نظرة الحركة وسيطرتها.... وفى محاولة لايجاد ردود على هذه التساؤلات التقى المركز السوداني للخدمات لاصحفية بعدد من القيادات الجنوبية وخرج بالحصيلة التالية : الاهتمام الان ينصب على الاستفتاء بدءا التقينا الأستاذ منجور داو بول عضو المكتب السياسى لحزب يوساب وطرحنا عليه تلك التساؤلات فاجاب بالقول : انه يرى أن الحديث سابق لأوانه في الوقت الراهن لأن كل اهتمام العالم والساحة السياسية الآن تصب حول قضية الاستفتاء لتقرير مصير الجنوب أما وحدة أو انفصال، لكنه عاد وقال إن الحوار والنقاش بين القوى السياسية سيأتي عقب الاستفتاء وأشار إلى أن أي تصريحات أو إفادات بشأن تقسيم البترول بين قبائل الجنوب يعتبر إثارة للرأي العام ... وكما ذكرت فأن الأولوية في الوقت الراهن لاستفتاء جنوب السودان وبعد ذلك تأتي الترتيبات لما بعد الاستفتاء هذا هو موضع اهتمامنا الان فى حزب يوساب الذي يعتبر عضوا أصيلا في الحراك السياسى فى الجنوب ، ويمكننا حينذاك أن نسحب البساط من تحت اقدام الحركة الشعبية أما الآن نقف كمراقبين للساحة السياسية . وفيما يخص الحوار الجنوبي الجنوبي يمكننا القول (الشهر الماعندك فيه نفقة ما تعد أيامه). الحركة الشعبيه تتهرب من اشراك القوى الجنوبيه فى السلطة . أما فاسكو الا أوتوبل القيادي بالحركة الشعبيه التغيير الديمقراطي فقد تحدث إلينا قائلاً: في اعتقادنا أن الحوار الجنوبي الجنوبي أتى بعد فترة أقل ما توصف به أنها عسيرة وقد اتى هذا الحوار بعد نقاش طويل مع العلم بأن تحالف الأحزاب الجنوبيه طرح هذه الفكرة في ملتقى كنانة لكن الحركة الشعبية كانت دائماً ما تتهرب من إشراك القوى الجنوبية في سلطة الجنوب ولكن بعد الانتخابات في الجنوب فإن الأمور هنالك أزدادت تعقيدا، بازدياد التدخل الدولي في أمر الجنوب لذلك أصبح من الضروري إجراء حوار جنوبي جنوبي حتى نتمكن من الخروج بالنتائج التي نرجوها ومنها وحدة السودان ، وأضاف فاسكو ... من جانبنا نتوقع أن يخرج هذا المؤتمر بنتائج تغير من نظرة الحركة الشعبية سيما أن نظرتها بدأت تختلف ، فمجرد موافقة الحركة الشعبية على إقامة المؤتمر الجنوبي الجنوبي فإن هذا يعتبر تحّول في موقف الحركة منذ توقيعها على اتفاقية السلام الشامل وحتى الآن، لذلك نتوقع ان تتمخض عن هذا المؤتمر نتائج طيبة ومرضية لجميع الأحزاب الجنوبية ، واختتم فاسكو حديثه بالقول : إن ما يثار حول تقسيم البترول بين القبائل أمر غير ممكن من الناحية العامة فقد توافق الحركة على تقسيمه بين الولاياتالجنوبية، وعن مدى التزام الحركة الشعبية بمخرجات الاجتماع أجاب فاسكو .. لا أريد أن أستبق الحوادث فبعد الاجتماع يمكننا ان نحكم ولكل حادثة حديث. الحركة اخفقت فى حكم الجنوب . أما ديفيد ديل جاك الأمين العام لحزب جبهة الإنقاذ المتحدة فقد تحدث إلينا قائلاً: إن الحوار الجنوبي الجنوبي إذا تم انعقاده فإنه سيفرز قيام الاستفتاء في مواعيده، باعتبار أنها أحزاب داخلية يهمها قيام الاستفتاء إلى جانب أنها تمثل ضامناً لكي يعبّر المواطن الجنوبي عن حقه في الاستفتاء وأضاف جال أن الحركة الشعبية اخفقت اخفاقاً كبيراً في السيطرة على الأوضاع الأمنية المتوترة في الجنوب واشار إلى إزدياد معدلات الفقر والمجاعة بين المواطنين بالإضافة إلى انفراد الحركة الشعبية بالسلطة السياسية مضيفاً أن سيطرة الجيش الشعبي بالجنوب زادت من حالات التوتر والصراع لذلك لابد من قيام الحوار الجنوبي – الجنوبي ليكون داعماً للاستفتاء ويسهم في إدارة الجنوب سياسياً واقتصادياً وأمنياً. الحوار سيدفع للتعاون مع الحركة والمشاركة فى الحكم . أما تريزا سريسو القيادية بالحركة الشعبية فقد كان رأيها أن نتائج هذا الحوار ستكون إيجابية وستدفع بمزيد من التعاون مع الحركة بشأن المشاركة في الحكم، ومن المتوقع ان تغير الحركة الشعبية نظرتها تجاه الأحزاب الأخرى . وعن مدى التزام الحركة الشعبية بتوصيات المؤتمر، قالت تريزا .. إلى الآن لم تظهر الأجندة لذلك لا نستطيع أن نحكم الآ بعد ظهور الأجندة. الحركة باتت مضطرة لتغيّير نظرتها للامور . أما محمد إسماعيل مقرر حزب جبهة الإنقاذ فقد قال : أن هذا المؤتمر من المفترض أن يقام منذ زمن ، وأن يطرح من خلاله كل ما يخص إدارة الجنوب، سيما وأن الاستفتاء على الأبواب الآن وحتى تكون الرؤى موحدة كان لابد من إقامة هذا المؤتمر لنضمن بذلك وحدة السودان ، وفي رأيي أن يكون هذا الحوار مع كل الأحزاب السياسية وأضاف أن الحركة الشعبية باتت مضطرة لتغيير نظرتها طالما أن الديمقراطية ديدن الشعوب لذا يجب عليها ذلك وأضاف إسماعيل أن مثل هذا الحوار يتطلب أن يكون هنالك المزيد من الحرية حتى يتم طرح الرأي والرأي الآخر ويثمر هذا الحوار بالحرية والديمقراطية.