هجوم غادر.. ورد حاسم في البدء تحدث إلينا الخبير العسكري اللواء (م) معز عتباني قائلاً: ينبغي على الحركة الشعبية في البدء أن تحترم نفسها وتحترم الدولة التي تعيش على اكتافها لأن الشمال هو الذي يقدم للجنوب الغذاء ويعتمد عليه بصورة كبيرة ، لذلك من المفترض أن تبني الحركة الشعبية علاقات اقتصادية وسياسية مع الدولة التي تعينها. وإذا نظرنا إلى الاعتداء الذي شنته قوات الحركة على القوات المسلحة في منطقة أبيي فهو اعتداء غادر وليس فيه نوع من تقدير الموقف لأنهم غدروا بالجيش السوداني في كمين بعد أن تم الاتفاق على المغادرة من أبيي شمالا وجنوبا، لكن في تقديري أن القوات المسلحة كان ردها حاسما ، والآن من المفترض أن تسترجع القوات المسلحة كل الحوادث الخطأ التي قامت بها الحركة الشعبية منذ توقيع الاتفاقية ، وتضع الخطة اللازمة للرد عليها جميعاً ، لأن القوات المسلحة الآن لديها فرصة للرد على جميع ما سبق من خروقات من قبل الحركة سيما وأن يد القوات المسلحة طويلة ولديها مقدرات لا يمكن الاستهانة بها ومن الممكن أن تصل إلى نمولي وكما يقول المثل (إذا بيتك من زجاج لا ترمي الناس بالحجارة) والحركة الشعبية بيتها من زجاج ، وما يسمى بجيشها الشعبي لا يرقى إلى مستوى كتيبة واحدة من الجيش السوداني لذلك فإن القوات المسلحة يفترض عليها تصحيح هذا الموقف والرد بما تستحقه الحركة الشعبية ، ونحن كخبراء عسكريون من واجبنا أن ننوه القوات المسلحة بأن الصبر له حدود وهذه الحدود قد انتهت لذلك عليها طرد كل الحركة الشعبية من أبيي وأن تمنع كل جيش الحركة من الدخول للمنطقة وتضع الأمور في نصابها بأن تتعامل مع أبيي كقطعة سودانية لا علاقة لأحد بها فنحن ننادي بالحكمة ولكن لا ننادي بالضعف مما يعني أن القوات المسلحة عليها أن تقدر الموقف. وأضاف عتباني دعوا الأمور السياسية في أبيي تذهب كما تشاء مع أننا لا نعول على الموقف السياسي كثيراً ، لكن مع ذلك فإن القوات المسلحة هي المدافعة عن الوطن وهذا من واجبها الدفاع عن أبيي كقطعة سودانية خالصة. لامصداقية لتعامل امريكا وعن الموقف الأمريكي تجاه ما حدث ذكر عتباني أن السودان لديه تجارب لا تحصى مع أمريكا واتضح أخيراً أنها دولة لا مصداقية لها في التعامل مع شمال السودان والناظر إلى جميع الاتفاقات السابقة يرى أن أمريكا تعد بتقدم حوافز إذا قام الشمال بكذا وكذا ومع ذلك يفعل الشمال ما اتفق عليه ويحصل على مزيد من الضغوط. الحركة تسعى للمزيد من الانفصال د. عبد الرحيم عبد الله القيادي بالحزب الاتحادي لم يذهب بعيداً في الرأي عن اللواء(م) معز عتباني ، حيث قال أن ما يحدث الآن في أبيي ما هو إلا تنفيذ لمخطط غربي وسيناريو لوجود إسرائيل في أفريقيا عن طريق الجنوب لكن مما يولد الأسى أننا سنظل في حالة حرب واستهلاك للموارد المادية والبشرية للسودان ، وفي تقديري أن هذه الحرب التي بدأت ربما لا تنتهي وأن هذه التحرشات ستظل قائمة باستمرار. وأضاف بأن هذا الامر يعد فشل لاتفاقية نيفاشا وبالتالي فإن هذه الحرب ستكون أفظع مما سبق وفي تقديري أن الحركة الشعبية تلعب لصالح ورقها وأنا شخصياً لا ثقة لي في قادتها البتة ، وفي رأيي أن هذه الحرب تخوض فيها الحركة الشعبية بالوكالة والمحرك الرئيسي لها جهات أجنبية وتسعى الحركة الشعبية لخلق مثل هذه المشاكل مع أنها لا زالت شريكة في الحكم فهي تسعى إلى تفتيت السودان وخلق مزيد من الانفصال وأن تضم أبيي إلى الجنوب أو أن تكون تحت رقابة دولية وفي تقديري أنه من المفترض أن لا ينسحب الجيش من أبيي فنحن كسودانيين غير مستعدين لدفع ثمن غالي كما دفعنا من قبل. واضافً بأن الولاياتالمتحدة تعمل لمصالحها وهذا الموقف في أبيي إسرائيل ليست بعيدة عنه لكن هذا لا ينفي حقيقة أن يقوم النظام الحاكم في الشمال بإصلاح الأمور داخلياً حتى تتماسك جميع الأطراف لتواجه الكيد الخارجي ولابد للقوى السياسية أن تتجلى وتبدي رأيها حول ما يحدث في أبيي لأن الوطن ليس لأحد بل هو وطن الجميع وقضاياه تهم جميع القوى السياسية. هناك ضعف فى الجانب الحكومى أما الخبير الأمني عبد الرحمن فرح فقد كان رأيه أن الحركة الشعبية انتهزت فرصة المشاكل الداخلية ومشكلة دارفور ووفقاً لتجربتها مع الحكومة التي اعطتها الكثير ولم تأخذ منها حتى القليل لذلك رأت الحركة الشعبية أن هنالك ضعف في الجانب الحكومي وفي تقديري أن هذه مرحلة مؤقتة ستنتهي بانتهاء تثبيت الحركة الشعبية لوجودها فى ابيى ، وفي حالة تحقيق تثبيت وجودها ، سوف تطالب بحماية دولية وتطالب بضم ابيى إلى الجنوب ،كما ستطالب بتطبيق الفصل السابع وافتكر أن الحكومة سترد اعتبارها لكن التخوف من أن هذا سيفتح باب آخر في المحطة المتزاحمة بين أولاد سليم والشلك. وأضاف فرح أن الحركة الشعبية ومنذ الاتفاقية كان الاتفاق للعمل من أجل الوحدة الجاذبة ، لكنها عملت من أجل أن تكون الوحدة غير جاذبة فالحركة الشعبية ليست شريك في الحكم بل هي تقوم بعمل عدائي بعيدا عن خطط وبرامج الشراكة ، وتسعى لتنفيذ الأجندة الدولية القائمة على فصل الجنوب والغرب وانضمام شمال السودان لمصر لإراحة أمريكا من الصرف على مصر التي أجابت على كل ما طلب منها.