الخرطوم: أجرت قناة الجزيرة لقاء خاصا مع المشير عمر البشير رئيس الجمهورية تناول فيه سيادته العديد من القضايا المحلية والإقليمية والعالمية وفيما يلي نص اللقاء: س سيادة الرئيس السودان معروف بموارده البشرية الكبيرة لكنه يعيش أزمات متواصلة منذ الاستقلال هل عجز الفكر والعقل السوداني عن إيجاد الحلول لهذا البلد ؟ ج نحن نرحب بكم أولا وسعيدين بوجودكم معنا.. حقيقة كما ذكرت السودان والحمد لله يزخر بإمكانيات بشرية ومادية ضخمة نعم السودان ظل يعيش ازمات طوال فترة الحكم الماضية منذ الاستقلال والي الان حقيقة نحن لا نستطيع ان نقول عجزت الارادة السودانية او القوة السودانية ولكن ان حجم التآمر للسودان كبير وضخم وبدليل ان الحرب بدأت في جنوب السودان قبل اعلان الاستقلال وقبل ان تكتمل سيادة الدولة للسودان بدأت الحرب ونحن نحمد للقيادات السودانية المختلفة انها حقيقة اجتهدت وسعت لصد هذا الكيد والعدوان ويكفي ان السودان لازال صامدا وباقبا رغم هذا الكيد. س قلتم سيد الرئيس ان حركة العدل والمساواة التي هاجمت ام درمان قلتم بالحرف الواحد انها خارج المعادلة السياسية ولاتفاوض معها الا تعتقد ان هذه الحركة المسلحة تعرقل السلام وحتي وان توصلتم اليه مع آخرين ؟ ج طبعا الحركة نحن منذ البداية نعرفها ونعرف قادتها لانه كانوا جزء مننا ونعرف اهدافهم وهي السلطة علي الخرطوم وليست قضية دارفور وعندما استغلوا قضية دار فور لماّرب اخري وواضح انه من خلال جولات التفاوض التي جرت كان موقفهم واضح جدا وهو عدم الوصول الي سلام هذه الحركة لاتريد سلام لا في دار فور ولافي السودان ادبها واحد هو الوصول الي السلطة وتغير النظام والحكم في الخرطوم. س ولكن السيد الرئيس انتم أعلنتم وبإصرار علي حل هذه الأزمة ما هي خطتكم للحل حل أزمة دارفور ؟ ج هي طبعا نحن منذ البداية يمكن حريصين علي الحل السلمي والا كان نحن بمقدورنا نفرض بالوضع العسكري الامن والاستقرار في دارفور وفرضناه فعلا قبل التفاوض اصرارنا علي وجود حل سلمي يستوعب كل الناس ويوصل البلد الي استقرار فهدفنا هو الاستقرار ونحن نستطيع ان نقول ان نجلب ناس كثيرين للسلام نحقق سلام بنسبة كبيرة جدا في دارفور في برنامج للسلام وهو التفاوض مع الحركات التي ترغب للوصول الي سلام من خلال التفاوض ودي يمكن بدعم من الاممالمتحدة والاتحاد الافريقي وبعض الدول في الاقليم الخيار الثاني هو تحقيق الامن في دارفور لانه هنالك في دارفور غير الحركات المسلحة هنالك عصابات النهب المسلح الاستفادوا من الوضع الامني في دارفور دي يجب تعامل معاملة اخري من خلال الاجهزة الامنية والشرطية لفرض الامن والاستقرار الحاجة الثانية هي تأمين مناطق عودة النازحين ومعسكرات النازحين هي اكبر مظاهر الأزمة في دارفور ودي قطعنا فيها شوط وبرنامجنا ماشي فيها والمحور السياسي من خلال التفاوض في حوار عسكري لفرض الأمن ومن خلال التعامل مع الخارجين عن القانون والرافضين للسلام وإعادة النازحين ومن ثم عندنا برنامج تنموي من خلال صندوق إعمار دارفور ونفتكر أن تأمين الوضع يجب أن يتم من خلال تنمية واسعة تنمية يمكن أن تؤدي الي الاستقرار. المحور الأخير هو المصالحات القبلية لربط النسيج الاجتماعي الذي تأثر بالإجراءات الأمنية. س طالما نتحدث عن المصالحات نعود الى قضية العدل والمساواة هل انتم مستعدون لتجاوز ما حدث من قبل حركة العدل والمساواة من اجل السلام ومصلحة السودان ؟ ج والله نحن نفتكر السلام ومصلحة السودان انه من يخطئ يعاقب الجرم الذي ارتكب في إعداد كبيرة جدا من الناس فقدوا ارواحهم مواطنين ابرياء في ممتلكات تدمرت في مواطنين روعوا في جرائم ارتكبت لايمكن انه من ارتكب الجريمة يفقد جريمته من خلال المصالحة انه في جريمة ارتكبت نفتكر ان تحقيق السلام والأمن والاستقرار هي بمعاقبة المجرم الحقيقي. س/ لو تطرقنا الي قوات اليوناميد الآن يقال ان هناك ثمة عقبات أمام نشر قوات اليوناميد اتهامات متبادلة للأمم المتحدة بعجز التمويل واتهامات أيضا لكم بالعرقلة اين الحقيقة ؟ ج هي الحقيقة نحن قبلنا القرار الذي يتحدث عن نشر قوات اليوناميد والقرار بحدد حجم هذه القوة والقرار بحدد طبيعة هذه القوة وهي طبيعة افريقية نحن المطلوب مثلا لقوات المشاة بالإضافة للقوات الموجودة في دارفور مطلوب ثمانية كتائب الأممالمتحدة طلبت من الدول أنها تقدم مساهماتها في موعد أقصاه 31 أغسطس التي قدمت من أفريقيا 16 كتيبة والمطلوب 8 كتائب نحن من خلال التشاور مع الاممالمتحدة موقفنا انه تشكل اللجان المشتركة عشان ما تمشي وتنظر في مدي جاهزية الكتائب ومطابقاتها لمتطلبات الاممالمتحدة فوجئنا بان الاممالمتحدة قررت تجيب كتبية من تايلاند أولا تايلاند ما قدمت في الزمن المحدد وتايلاند ماتم التشاور معنا كحكومة السودان والحاجة الثالثة ان القرار بتحدث عن الطبيعة الافريقية وتفاهمنا كان مع الامين العام السابق وهو صاحب المبادرة للخطة ان تعطي الاولوية لافريقيا حينما تفشل افريقيا في توفير اي قوات يتم التشاور بين الاممالمتحدة والاتحاد الافريقي وحكومة السودان من اين تأتي القوات لتكمل هذا النقص من خارج أفريقيا قبل النظر في أفريقيا وقبل التشاور معنا تم تعطيل هذه العملية بسبب الكتيبة التايلاندية رغم وجود 16 كتيبة افريقية جاهزة لدارفور نحن قبلناها الأمريكان عرضوا نقل هذه القوات رغم موقفنا من أمريكيا قبلنا سلاح الجو الأمريكي ينقل هذه القوات قبلنا هذه القوات كتائب في إثيوبيا وإثيوبيا مستعدة أنها ترسل هذه القوات بالبر الي دارفور وتم حقيقة النظر في الكتائب والتفتيش لها من تيم مشترك ووجدت مطابقة تماما لمتطلبات الاممالمتحدة ثلاثة الي ستة كتائب جاهزة لحرب دارفور هناك ثلاثة كتائب مصرية أيضا تم التفتيش للكتائب المصرية وحقيقة النتيجة ان هذه الكتائب أكثر بكثير جدا مما هو مطلوب لمطابقات الأممالمتحدة فلماذا لا تأتي من مصر وإثيوبيا ونقفز طوال الي تايلاند والنيبال حقيقة نحن نقول التعطيل من الأممالمتحدة لأنه نحن جاهزين نستقبل أي قوات من أفريقيا حينما تعجز أفريقيا نحن جاهزين ننظر من خارج أفريقيا. س سيد الرئيس لو ننتقل الآن الي وسط السودان في بلادكم الشاسعة ما شاء الله لننتقل الي حدودها الغربية الوضع مع جارتكم تشاد ووضع دائم التوتر الي درجة وصف وجود الحركات المتمردة في البلدين بحرب الوكالة باعتقادكم الي متي يستمر هذا الوضع ؟ ج والله يستمر الوضع الي ان تلتزم تشاد بالاتفاقيات التي وقعناها من قبل وان ترفع حكومة تشاد يدها عن حركات التمرد في دارفور. س من دارفور ننتقل الي الجنوب وان المسافة ليست ساهلة لنسأل فيما يتعلق بنيفاشا مرة اخري اتفقتم هناك وحدة اسميتموها بالوحدة الجاذبة ومضي عليها قرابة الأربعة سنوات الآن ما هو مصير وحدة هذا البلد وقد بقي الآن علي الاستفتاء حوالي ثلاثة سنوات ؟ ج حقيقة نحن السعي بتاعنا ان نخرج ببلد موحد لان الحرب استمرت عشرين عاما وتعرف الحرب لها ظروفها وتخلق ظلامات ومرارات ونحن نأمل في خلال الست سنوات ان نتجاوز هذه المرارات ويقتنع المواطن الجنوبي بأنه لم يأخذ حقوقه كاملة كمواطن في بلد كالسودان ينتفي السبب في التوجه نحو الانفصال. س ولكن هذا لم يحدث حتي هذه اللحظة البعض يقول بان أحزاب السودان الفجوة والثقة مازالت واسعة بين شريكي الحكم لدرجة اتهام بعضهما بعدم الرغبة في الوحدة واتهام الشريكين بمحاولة إقصاء هذه الاحزاب هل هناك جهود لتوحيد الصف السياسي خاصة للإبقاء علي الوحدة ؟ ج والله طبعا كان رأينا لما خلاص تم توقيع البروتكولات بنيفاشا وقبل التوقيع النهائي بدأنا الحديث مع الإخوة في الحركة حول الشراكة لانها وضحت في خلال ستة سنوات شركاء الحكم الرئيسيين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية وهم يمثلون 80% من السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية حقيقة اخوانا في الحركة ما تجاوبوا معنا وحقيقة ما وجدنا منهم الحماس والتجاوب في إقامة الشراكة وأسس الشراكة السياسية بين المؤتمر والحركة قبل التوقيع بعد توقيع الاتفاقية كانت في فترة بتاعت ستة شهور وهي ما قبل الفترة الانتقالية ودي حقيقة صممت عشان ان الناس لما تجيء الفترة الانتقالية وفي اشياء كثيرة جدا تم تأسيسها وكان تبدأ بالاسبوع الاول بعد التوقيع وحقيقة نحن ظلينا ننتظر اخوانا في الحركة الشعبية لاصدار وفودهم من الخرطوم عشان نبدأ مثلا تكوين القوات المشتركة لجنة الدستور كثير جدا من المفوضيات كان يمكن تكون في الستة شهور الأولى وبعد إلحاح شديد الدكتور جون قرنق الراحل كان انه محتاج لوقت لان ناسوا موزعين في استراليا وأمريكيا وكندا حقيقة نحن دفعنا له من نصيب الجنوب الموجود عندنا ستين مليون دولار كقرض لهذه الكوادر وماجات وطبعا بعد اداء القسم حصل الحدث بتاع جون قرنق عطل أيضا وبعد حتي تم تشكيل الحكومة والأجهزة فنحن نقدر نقول فقدنا أكثر من ثمانية تسعة شهور قبل ما نبدأ العمل الحقيقي في تنفيذ الاتفاقية نحن حقيقة ملاحظاتنا نحن دائما الاتفاقية ادت الي السلطة كاملة في الجنوب لحكومة الجنوب وهي بتمثل الحركة الشعبية فيها 70% أيضا لاحظنا كل محاولاتنا للتنسيق مع غير حكومة الوحدة الوطنية في الخرطوم والتنسيق مع حكومة الجنوب ما وجد القبول أو الحماس من طرف أخوانا في حكومة الجنوب فنحن دائما نطالب عايزين تنسيق بين الوزارات عايزين وزراء يمشوا الجنوب وسنطيع أن نقول حتي الآن المؤسسات الاتحادية في الجنوب الي الآن معطلة يعني الجمارك الضرائب المؤسسات الرئيسية حسب الاتفاقية لم تنفذ إخوانا حقيقة في الحركة نحن نعذرهم أنهم كانوا حركة مسلحة ما عندها خبرة في العمل السياسي ما عندها خبرة في العمل التنفيذي والحكم نحن حقيقة عرضنا عليهم وبإلحاح شديد جدا ومازلنا نعرض عليهم انه نحن أكثر تأهيلا في انه نساعدهم في التحول من حركة عسكرية الي حركة سياسية ودولة لأنه حتي الآن تجد السلطة الفعلية في الجنوب هي عند قوات الحركة الشعبية والأداة التنفيذية هي استخبارات الحركة الشعبية وطبعا دي بعيدة كل البعد مؤسسات دولة ونجد الي غاية الآن إخوانا في الجنوب ما بقدر للمواطن الجنوبي ما كان يتطلع ليه بعد السلام رغم أنهم اخذوا نصيبهم كاملا في قسمة الثروة والتي هي مفروض من خلالها أن يمشوا الخدمات يعملوا خدمات جديدة يعملوا تنمية يهيئوا المناطق بتاعت عودة النازحين واللاجئين لأنهم هم محتاجين للخدمات ومحتاجين لمشروعات تنموية اعاشية وحقيقة التأخير في بناء مؤسسات الدولة فاعل والقيام بمهام في توفير الخدمات حتي الآن ما تمت بالتالي نحن يمكن نعذر المواطن الجنوبي الي الآن يشعر انه لم يستفد حاجة من السلام غير أن الحرب وقفت الحرب وقفت دي فايدة كبيرة لكن ليس الأمن وحده يمكن يعيش الإنسان س اتفاقكم الأخير مع الحركة الشعبية حول آبيي نظر إليه البعض بأنه تسكين بل هو إعادة للازمة الي المربع الأول أي الي التحكيم الدولي بالتالي السؤال المطروح هو هل سيكون لمثل هذا الاتفاق السيناريو الأخير لطي هذه الصفحة من هذا الخلاف ؟ ج نحن نتمني ذلك هي واحدة من الحلول المطروحة بعد رفضنا تقرير الخبراء الذي تجاوز التفويض الذي منح له و يجب ان يكون حل , و باستمرار التفاوض بيننا و بين الحركة لم نستطع ان نصل الي حل نهائي يرضي الطرفين و لقينا المسافة متباعدة جدا بين الطرفين فكان يجب الوصول الي حل و التحكيم الدولي قد يكون مخرج في النهاية بالاتفاق عليه سواء من جهات تحكيمية او من محكمة العدل الدولية في لاهاي اذا فشلنا في الاتفاق علي مؤسسة تحكيمية. س هل هناك أي عمل عربي في ما يتعلق باستمرار الوحدة بين الشمال والجنوب؟ ج قطعا هناك جهد الآن عربي مقدر جدا و نحن سعينا لإخواننا في الدول العربية ان يكون لهم وجود في الجنوب سواء من خلال المشروعات التنموية أو من خلال الدعم الاجتماعي و الخيري وجودهم في الجنوب مهم الشئ الثاني هو تمويل مشروعات الربط عندنا مشروعات ربط الشمال بالجنوب وهي مشروعات مهمة وهي طرق برية و سكة حديد و نقل نهري و إخواننا العرب دخلوا الان لدينا شركة النقل النهري الشريك الأساسي فيها طرف عربي و تمويل طريق السلام يربط الجنوب بالشمال و تمويل السكة حديد قطعا الصناديق العربية لها دور كبير. س هناك مخاوف لدي الكثيرين علي وحدة السودان هل أنت متفائل باستمرار وحدة السودان بعد 2011 بعد الاستفتاء ؟ ج قناعتي ان غالبية ابناء الجنوب مع الوحدة و بدليل انه حتي في أيام الحرب نسبة الجنوبيين الذين كانوا يقفون الي جانب الحكومة و حاملين السلاح الي جانب الحكومة يقاتلون معها كان عدد كبير بدليل انه بعد السلام كانت واحدة من المعضلات التي واجهت السلام المليشات او الفصائل المسلحة التي كانت تقاتل الي جانب القوات المسلحة ضد الحركة الشعبية و ديل كانوا حوالي اربعين الف فاربعين الف من ابناء الجنوب في تنظيمات و فصائل جنوبية قبلية او بمسميات اخري تقاتل من اجل الوحدة او ضد الحركة الشعبية فهناك قاعدة للوحدة و كان الامل في حكومة الجنوب في ما إستلمته من اموال و ما هو متاح لها من تمويل خارجي و حتي من خلال الاتفاقية كان هناك وعود بان العقوبات و الحصار المفروض علي الحكومة في السودان يرفع و تتاح الفرصة لمؤسسات التمويل الدولية و لكن اخوانا في الحركة ما ساهموا في رفع العقوبات عن الحكومة لانهم كانوا واحدة من الاسباب حلفاؤهم و العناصر المؤيدة لهم هم كانوا من فرضوا هذه العقوبات فالتمويل لمشروعات كبيرة في الجنوب و عجز الحكومة ان تجد ذلك من اسبابه فشل اخواننا في الجنوب في تقديم خدمات و تنمية في الجنوب و قطعا سيكون له اثر سلبي و لكن لا زال الامل كبير جدا , بعد ان نتجاوز عقبة ابيي ان نستمر في تجاوز العقبات الاخرى في خلال ما تبقي من الفترة و ان تمضي العلاقات بيننا أكثر قربا و توحدا نبني ثقة و نزرع ثقافة سلام ان شاء الله. س موضوع الوفاق الوطني الداخلي يقال انه لم تثمر جهود المصالحة جمعا للصف السوداني و السودان تتهدده كل هذ المخاطر الا تري ان تقديم الحكومة تنازلات ربما لصالح الوطن مقدم علي ما سواه ؟ ج المتابع للعمل السياسي في السودان ما اظن هنالك فترة فيها توافق سياسي كالوضع الموجود الآن نحن حتي الآن القوي السياسية الموجودة داخل الحكومة هي قوي مقدرة جدا و التي خارج الحكومة الان لنا معها توافق و تفاهم و اخرها كان حزب الامة , ما تبقي خارج هذه التشكيلة مع احترامنا لهم يمكن ان نقول هي احزاب صغيرة وجودها في الشارع السياسي السوداني لا يقدر بحجم كبير لكن القوي السياسية الكبيرة الرئيسية الان هي اما مشاركة في الحكومة او هي في توافق و تفاهم مع الحكومة و تشاور مستمر معها و طوال فترة العمل السياسي يمكننا ان نقول انه لم يحدث توافق كالذي هو الآن. س سيد الرئيس كان هناك نوع الاتفاق او التراضي الوطني خاصة ما كان بينكم و حزب الامة و لكن بعد تجاوزكم لهذه المشكلة خاصة مع حزب الامة الان يعرف ان علاقتكم الفكرية ما بينكم و بين حزب المؤتمر الشعبي المتمثل في دكتور الترابي كنتم في السابق تحت عباءة واحدة لماذا لا تتجاوزون بالتالي المسافة بينكم و بينهم ؟ ج نحن من البداية كان سعينا ان لا يحصل انشقاق و قبل الانشقاق اجتمعت هيئة جمع رأب الصدع و وضعت مشروع لحل الازمة القائمة بيننا و بين الاخ حسن الترابي قبل الانشقاق و قدمت لمجلس شوري المؤتمر الوطني عندما كان موحدا لعدم الانشقاق و عدم قيام حزب اخر و حتي نصوا ان من يخرج يخرج بنفسه هذا قرار مجلس شوري المؤتمر الوطني و لكن اخواننا في المؤتمر الشعبي بقيادة حسن الترابي و بعد ما تم دعوة مجلس الشوري للنظر في الخلاف الذي تتطور بيني و بين الاخ الترابي هم الرفضوا الدعوة للصلح رغم ان دعوة مجلس الشوري كانت نتيجة لوساطة لبعض القيادات الاسلامية س / هناك من يقول انكم تلتقون مع من رفع السلاح بوجهكم و هؤلاء هم رفاق الدرب تتركونهم ؟ ج دعوة هيئة الشوري كانت علي ضوء وساطة قيادات اسلامية من خارج السودان و هذه الوساطة حصرت ان تجمعنا حول حل و كان الطلب منهم ان تتم دعوة مجلس الشوري و الناس كلها تلتزم بما يتخذ و نحن من جانبنا اعلنا التزامنا مباشرة لاننا ملتزمين بما تخرج به الشوري فلما تمت الدعوة لهيئة الشوري قام الاخ حسن الترابي دعا في نفس اليوم لمجلس شوري في بيته و مضي عدد من اعضاء مجلس الشوري الي بيت الترابي حوالي مائة فقط و لكن الغالبية جاءوا الاجتماع حسب الدعوة المحددة وهم اللى اتخذوا القرار بعد داك جرت العديد من المحاولات حقيقة المحاولات من داخل الصف من داخل الحركة الإسلامية من داخلها كانت هي المحاولات الأكثر جدية و أكثر إصرارا و لكن كانت في كل مرة يصطدم بالموقف المتعنت للأخ حسن الترابي. س في أي نقطة بالذات ؟ ج في النهاية هو يرفض مجرد فكرة التلاقي ما في بنود او نقاط نختلف حولها لكن مجرد فكرة التلاقي هو رافضها. س لكن لماذا؟ ج هو يفتكر انه كان الزعيم والقاد العملية الى أن أصبحت دولة و انه في الوقت الذي كان يقدموه كقائد للدولة ابعد وأصبح الصراع حقيقة و هدفه إزالة هذه الحكومة و بأي بديل و أنا أقول ذلك و لدي ما يثبت ما أقول. س استدعيتموه حينما تم الهجوم علي أم درمان من قبل العدل و المساواة لماذا ؟ ج حقيقة العدل و المساواة و نحن نعرفهم و كنا كلنا جسم واحد كل قيادات العدل والمساواة عناصر من المؤتمر الشعبي و هي الذراع العسكري للشعبي و نحن نعرف الطريقة التي يعمل بها الترابي العمل السري و العسكري فقد كنا جزء من العمل العسكري و السري الذي يقوده الترابي فالعناصر التي بالداخل الآن و من خلال التحري مع العناصر التي تمكن القبض عليها في المحاولة أكدت أن عناصر الشعبي مشتركة حتي في الداخل فكان يجب أن يساءل عن بعض المعلومات. س لو انتقلنا الي محور الاقتصاد السودان يصدر النفط منذ حوالي ثمان سنوات وأسعار النفط في ارتفاع و تمضي فيبدو أن عائدات هذه الثروة كما يقال لم تنعكس علي الحياة اليومية للمواطن السوداني؟ ج بمجرد ما أنت صدرت برميل واحد الناس يفتكروا انك أصبحت في سرج واحد مع الدول التي تصدر الملايين و لعشرات السنين من قبلنا لكن من يقول أن عائدات النفط ما ظهرت في الشارع السوداني في قوله نظر فهناك تحول لو غاب أي إنسان عن الخرطوم و جاء بعد شهر يجد أن هناك تحول و التحول ليس في الشوارع و المباني و المظهر العام و إنما في مستوي المعيشة و طبعا ليس كل الناس خرجوا عن دائرة الفقر لا زلنا دولة فقيرة الكمية المصدرة حتى الآن لم تبلغ 500 ألف برميل في اليوم الشركات لها نصيب في البترول و ما يغطي التكاليف والاستكشاف و الاستخراج ما صرف قبل الإنتاج كل ذلك خصما علي البترول الباقي من نصيب الحكومة يقسم حسب حصة الثروة 2 % تمشي للولاية المنتجة في الجنوب و الباقي يقسم 50% للحكومة الاتحادية و لحكومة الجنوب فلو أخدنا إيرادات حكومة الوحدة الوطنية كلها بما فيها الإيرادات البترولية سنجدها كلها حوالي 11 مليار دولار و لكن تقارير الدولة الآن ميزانيتها تساوي خمسين الي ستين مليار دولار لكن رغم هذا نقول إن القليل الذي تم حتى الآن مقبول. س / سيد الرئيس غير النفط لديكم بفضل الله خير آخر و كما تعلم العالم الآن يعاني من نقص في الغذاء الجوع و الغلاء يستشري في العالم السودان يوصف بأنه سلة غذاء للعالم ألا تعتقدون أنكم يمكنكم سد هذا النقص هذه فرصتكم ؟ ج نحن واحدة من مشاكلنا الإنتاج لدينا خاصة في مجال الحبوب تكلفته عالية لأنه يتم عن طريق الري الصناعي و ليس طبيعي و الري الصناعي في الغالب يعمل بالوقود و الكهرباء فتكلفة الري لدينا عالية جدا و بالتالي تكلفة الإنتاج عالية و لذا إنتاجنا منافسته تقل لان مع ارتفاع الأسعار هذه فرصة كبيرة الإنتاج الزراعي يحتاج لبنيات أساسية كبيرة لاستثمارات والآن نحن الفرصة ذهبية لدينا في السودان. س في ظل وجود عقوبات ؟ ج نعم في ظل وجود عقوبات العقوبات ما هي حجرت عننا مؤسسات التمويل الغربي الشركات الغربية لكن بحمد الله البدائل كانت كثيرة في العالم. س العالم العربي تقصد ؟ ج العربي و الأسيوي وبعض الأوربي و الأفريقي الآن الاستثمارات المصرية مثلا تجاوزت المليار دولار او مليار و 700 مليون دولار فخطتنا هي استقطاب المستثمرين و هناك أموال طائلة و مستثمرين كثر يبحثون الآن عن فرص و كل من يبحث فالفرصة الآن في السودان. س لا يمكننا أن ننهي هذا اللقاء دون أن نعرج علي السياسة الخارجية مجلس الأمن كان معكم في الخرطوم في الأسبوع الماضي هل توصلتم الي حل للمشاكل التي لديكم ؟ ج نحن نقول ليس هناك مشكلة و قد أوضحت لهم موقفنا و أوضحوا لي أين التقصير فإذا كان هو تنفيذ قرار مجلس الأمن 1969 فأوضحنا لهم موقفنا بالواضح و نحن قبلنا هذا القرار و قد قمنا بكل ما يلينا فيه لكن لا نقبل تجاوزنا نحن دولة قائمة مؤسساتها قائمة مجلس الأمن و الأممالمتحدة تعودوا ان يتعاملوا اما مع حكومات ضعيفة او في ظل حكومات غائبة لكن نحن في السودان حكومة قائمة وقوية و مسيطرة فهذه واحدة من اشكالياتهم و الأممالمتحدة دائما ديباجتها الاحتفاظ علي السيادة و الوحدة و الاستقلالية هذا في الديباجة لكن بعد هذا يريدون ان يتجاوزا هذه الديباجة فهذا هو إشكالنا مع مجلس الأمن الشئ الآخر في ختام لقائي مع مجلس الأمن طلبت منهم وهي المرة الثالثة التي يزور فيها أفريقيا وليست أفريقيا وحدها التي تعاني من مشاكل لم نشاهد مجلس الأمن في غزة مثلا و لم نشاهده في العراق أو أفغانستان هناك من يموتون بالملايين. س / بحق السودان صدرت عديد من القرارات ألا تعتبرون ذلك مشكلة ؟ ج ما يجري للسودان هو في ظل استهداف و لتغطية ما يدور في غزة مثلا من تقتيل و تجويع و هدم و غيره من إرهاب يومي و نحن نحيي الشعب الفلسطيني و صموده الذي مثل مفاجأة و هزيمة لكل المخططات المعادية للشعب الفلسطيني أيضا ما يجري في العراق الغرب تحدث عن اثنين مليون قتيل بدون سبب لماذا هذا في العراق و لماذا تم غزوه و تدميره خمسة مليون ما بين نازح او لاجئ عراقي وبعد هذا يجئ الحديث عن دارفور و بث أرقام لا أساس لها من الصحة و بعيدة كل البعد عن أوضاع دارفور ما في دارفور لا مقارنة بينه و بين ما في غزة او العراق أو افغنستان أو الصومال أو الكنغو لكن دارفور اتخذت من دوائر معينة كواجهة إعلامية لتغطية الجرائم التي ترتكب في أماكن أخرى. س كنتم في حوار أيضا مع الإدارة الأمريكية في الخرطوم و واشنطن علقت الحوار معكم بشروط هل لنا أن نعرف هذه الشروط ؟ ج آخر لقاء لم تكن فيه شروط كانت لدينا بنود للتحاور وأنا التقيت بالمبعوث وهو متفائل جدا و يشيد بصورة كبيرة جدا بالتيم السوداني المفاوض وقد فوجئنا بالموقف الامريكي و لكن الواحد بيعرف خلفيات الصراع داخل الولاياتالمتحدة لذلك لا يفاجأ الانسان لمثل هذا الموقف تعليق المفاوضات لان هناك قوة نافذة جدا وكبيرة و ممكن تؤثر في أي موقف هي في النهاية صاحبة القرار بتعليق التفاوض الإشكال ليس في التفاوض بيننا و بين المبعوث و إنما قرار من واشنطن.