بقلم : ضياء الدين بلال حتي إذا جاء رياك مشار إلي الخرطوم فلن يتغير الوضع أو يعتدل الحال، ماذا سيفعل غير تقديم شيكات تطمين بلا رصيد؟ قبل كل شئ، لن يساهم سلفاكير في منح منافسة اللدود رياك مشار فرصة لتحقيق نجاح في ملف العلاقة مع الخرطوم. جوبا اليوم تتحرك تحت ظل صندوق الانتخابات وعينها علي صناديق الذخيرة. سلفا تحت ظرف التعقيدات القائمة والمنافسة المحتدمة بينه ومشار يخشي أن يستفيد الأخير من صلات قديمة تجمعه مع قيادات نافذة في الدولة السودانية . سلفاكير رجل استخبارات مسكون بالوساوس والظنون السيئة، تتحول عنده الشبهات إلي حقائق، والشواهد إلي أدلة، والاتهامات الي إدانات. الرجل صاحب القبعة السوداء أسواء ما يتوقعه اكتمال صفقة ما (خذ وهات) بين الخرطوم، وأخطر منافسيه في جوبا. الانتخابات في الدولة الوليدة ليست بعيدة عن الأبواب، وأصابع الجار في الشمال لا تزال قادرة علي التأثير في المعادلات، وسلفا كير لا يحتمل مغادرة المقعد الرئاسي ولا أن تسقط قبعته علي الأرض. التقيت مساء أمس بمسؤول كبير في ملف التفاوض مع دولة الجنوب، سألته عن زيارة دكتور رياك مشار للخرطوم، فقال لي: إلي هذه اللحظة لم تخطر الحكومة السودانية رسمياً بهذه الزيارة. خبر زيارة مشار إلي الخرطوم نقلته وكالات الأنباء من جوبا، ليس مستبعداً أن تكون هواجس سلفاكير المتسبب الأساسي في عرقلة الزيارة. لا يساورني شك في أن تفجير أنبوب النفط بمنطقة (أب عجاجه) تم بناء علي مطالب جوبا، الأمر لا يحتاج لاستناد معلوماتي، الرسالة واضحة وخالية من الغموض. الخرطوم أعلنت إيقاف النفط خلال ستين يوماً، في مؤتمره الصحفي الذي عقد بعد قرار التوقيف –دون دواع للسياق – تحدث سلفاكير عن هجليج وأنهم خرجوا منها امتثالاً لوساطة الاتحاد الإفريقي لا بسبب الهزيمة العسكرية. وبعد أيام قلائل تم تفجير الأنبوب، جوبا أرادت أن تقول: إنها كما تسببت سابقاً في تعطيل نفط الشمال بالهجوم علي هجليج، تستطيع أن تعيد الكرة مرة أخري بتفجير الأنبوب. الرسالة علي وجهتين: الأول/ وجود نفطنا في الأنبوب هو الذي يوفر الحماية له، لأن أيادي الجبهة الثورية ببساطة لن تمتد إليه، وإذا خرج بترولنا فسيتحول الأنبوب إلي هدف عسكري دائم. الثاني/ لن نسمح لكم بالاستفادة من بترولكم وبترولنا معتقل في الآبار. حضر مشار إلي الخرطوم أو لم يحضر وعد سلفاكير أو لم يعد، فإن الدعم العابر للحدود لما يسمي بالجبهة الثورية لن يتوقف بقرار جنوبي. علي الحكومة في الخرطوم أن تخرج رأسها من التراب وان تتعامل مع حقيقة تحاول تجنبها، وهي أن الجنوب معبر للسلاح وليس مصدراً له. والاتحاد الإفريقي حارس بلا سلاح ولا مفاتيح، ولا مانع من تكرار ما قلته سابقاً: علي الحكومة أن تسوي ملفاتها الخارجية مع الداعمين الأساسيين للحرب، فهؤلاء نفوذهم داخل دولة الجنوب أكبر من سلفاكير. التفاهم يجب أن يتم مع من يدفع لا مع من يسهل أو يستهلك!!.