رصد: رحاب محمد عثمان (المحرر البرلماني مهامه، حقوقه وواجباته) هو عنوان الندوة التي قدمها الأستاذ عبد السلام حمزة مدير إدارة الإعلام والعلاقات العامة بإدارة الشئون البرلمانية بالمجلس الوطني ... الذي استضافه المنتدى الوطني للفكر والاستكتاب بالمركز السوداني للخدمات الصحفية (smc). عبد السلام حمزة استهل الندوة مستعرضاً الفترات البرلمانية التي مرت على السودان على اختلاف مسمياتها بداية بفترة الاستعمار البريطاني عام 1910م حيث كان يسمى بمجلس الحاكم العام الانجليزي وكان يصدر القوانين والقرارات، في عام 1943م تم إنشاء المجلس الاستشاري لشمال السودان ويضم السكرتير الإداري والمالي، والسكرتير القضائي ونواب لرئيس المجلس، ومشاركة زعماء العشائر .. وفي هذه الفترة بدأ مؤتمر الخريجين يحرك الشعب فضاقت به السلطة ذرعاً وأنشئت الجمعية التشريعية (برلمان) كانت مهمتها إصدار قوانين تنمي الحياة العامة في البلد. في العام 1953م اقر الحكم البريطاني بضرورة قيام برلمان مكوناً من مجلس النواب ومجلس الشيوخ ... وبعد عامين من قيامه اعلن استقلال السودان من داخله في يوم 19 ديسمبر 1955م وفي يناير 1956م خرج الاستعمار ورفع علم السودان. بعد الاستقلال تم تكوين أول حكومة وطنية برئاسة السيد إسماعيل الأزهري ... وتكون البرلمان من مجلس الشيوخ برئاسة احمد محمد يس، ومجلس النواب برئاسة بابكر عوض الله وكانت أول جمعية وطنية عام 1951م سميت الجمعية التأسيسية وأخذت السلطة التشريعية في إصدار القوانين وجاءت بأغلبية للحزب الاتحادي الديمقراطي ... وجاء الحكم العسكري بقيادة الفريق إبراهيم عبود وأنشأ المجلس المركزي ليقدم مقام البرلمان وبعد أكتوبر 1964 قامت الجمعية التأسيسية الثانية وهو جهاز رقابي وأكدت مقولة السلطة الرابعة بعد السلطات الثلاث: القضائية والتشريعية والتنفيذية ... وخلال هذه الفترة صدرت العديد من الصحف منها الثورة ، الميدان، وبدأ الصحافيون من أمثال احمد السلمابي، عبد الله رجب، احمد سليمان ، الفاتح التجاني ، ومحمد حسن زكي بدأوا يمارسون دورهم من خلال الجمعية التشريعية ... ولم يكن هناك محرر برلماني متخصص .. ولكن بعد فترة ظهر الصحفي الراحل محمد حسن زكي من ابرز المحررين البرلمانيين وبنشر اسمه باسم المحرر البرلماني وقد تخصص تخصصاً كاملاً في تغطية أعمال البرلمان ... وبعد زمان ترك الصحافة وعمل في البرلمان وأصبح يحرر أخبار البرلمان لعدة صحف. ويعرج الأستاذ عبد السلام حمزة للحديث عن التجربة البرلمانية خلال عهد الانقاذ وقال إن الانقاذ كونت أول مجلس انتقالي ومنحته مهام التشريعات والرقابة ورسم السياسات العامة للدولة ووضع لوائح عمل الصحفيين. وجاء المجلس الوطني المنتخب في عام 1999م وكان الأستاذ أنور محمد علي مديراً للإعلام في المجلس الوطني، والذي يضم (16) لجنة متخصصة، نواب رئيس المجلس ويمثلون أجهزة المجلس ، وهيئات برلمانية ممثلة في الأحزاب السياسية داخل البرلمان. واجبات الصحفي البرلماني ومهامه: ويعدد الأستاذ عبد السلام حمزة مهام الصحفي البرلماني في وجوب معرفته بالقوانين واللوائح المنظمة للعمل البرلماني الإلمام الكامل بأبواب الدستور ومواده معرفة مكونات البرلمان من هيئات وأجهزة ونواب ودوائرهم، أن يطلع على الخطابات والبيانات التي تخرج من المجلس ويحللها، المعرفة بمؤسسات الجهاز التشريعي ... موافقة الحشود البرلمانية في زيارتها ورحلاتها ... إن يقيم الصحفي علاقات متميزة مع النواب ورؤساء اللجان، الإطلاع على التجارب البرلمانية السابقة ويرى حمزة إن الصحفي قبل هذه المهام والواجبات لابد ان يكون ملتزماً بميثاق الشرف الصحفي الذي يحض على الأمانة والصوق في التناول والطرح والمعالجة والإخلاص في أداء الرسالة المهنية استناداً للقاعدة الصحفية (الخبر مقدس والتعليق حر). مداخلات: عضو المنتدى إبراهيم محمد إبراهيم علق على التجربة البرلمانية خلال الإنقاذ وقال إنها اتسمت بالصوت والرأي الواحد دون إفساح المجال للرأي الآخر. عبد الرحمن رمضان: عضو المنتدى قال إن البرلمان في العهد المايوي لم يدخله غير الحزب الشيوعي .. وأضاف إن البرلمان في الحكومة المقبلة ستكون من المؤتمر الوطني والحركة الشعبية وتساءل عن دور المعارضة ووجودها داخل البرلمان ام خارجه؟ عضو المنتدى محمد محمد عثمان جريدة الصحافة: اعترض على الشروط الواجب توافرها في الصحفي البرلماني وقال إنه ليس هناك صحفي أعلى شأناً من صحفي آخر ودعا إلى إعادة النظر في مفهوم الصحفي نفسه ... وتساءل عن اللغة التي يكتب بها الصحفي البرلماني. تعقيب: الأستاذ عبد السلام حمزة قال: إن التجارب البرلمانية لم تتح للصحافة أن تلعب دورها في التنوير وأضاف معللاَ: إن التجارب الشمولية أطول من الديمقراطية والرأي لا يظهر إلا في مناخ الديمقراطية وقد فشلت الصحافة خلال الفترات السياسية الشمولية (عبود- مايو – الانقاذ) في خلق رموز صحفية بارزة كالحمامصب، وهيكل وأحمد بهاء الدين في مصر وأكد إن الفترات الشمولية كانت أخف قدراً من الدول الأخرى حيث خلف من التصفيات الفكرية والدموية. ووصف حمزة التجارب البرلمانية بأنها ضعيفة بمكوناتها ولم تعرف نظام الأغلبية والمعارضة إلا حكومة ما قبل الاستقلال وقال إن هناك قضايا تتقاطع فيها الرؤى بين الفريقين ... وإن كان المؤتمر الوطني والحركة الشعبية قد اتفقا على تشكيل حكومة لكنهما لم يتفقا على وجود معارضة . وعبر حمزة عن خشيته أن تشكل المعارضة في المرحلة المقبلة في صورة هيئات قبلية وجهوية، معرباً عن أمله في وجود معارضة راشدة تنطلق من أهداف الوطن وغاياته الكبرى.