منصات .. حرة بعد أن فقدت الحكومة مواردها سيصبح منتسبيها فى حالة فلس ولن يجدوا نِعَم يتمرغوا فيها..و الآن هم يبحثون عن إمكانية زيادة الأسعار والمحروقات والرغيف وكل شى مقابل أن يعيش أهل النظام فى رغد العيش مقابل تقشف الشعب ..وبهذا أصبحت هذه الحكومة المترهلة عبء على الشعب السودانى وعليها الرحيل أو الإستقالة فوراً ..لفشلها فى توفير أقل متطلبات الحياة للمواطنيين وهذا هو الدور الطبيعى للحكومة .وفى حالة (الفشل) كما يحدث الآن عليها الإستقالة أو الرحيل ..هذا هو شرف الموقف ..وشرف التاريخ ..أما التمسك بالسلطة حتى آخر رمق ..كرمق القذافى أخوان ..سيكون مصيرهم كمصير الأخوان الذين رحلوا بالقوة والمنطق والرصاص ..فهلا تعقل هؤلاء القوم المتحكمون على هذا الشعب ورحلوا بعيداً حتى يرتاح هذا الشعب من عبئهم الثقيل الذى أتعب هذا الشعب المسكين ..أليس من المخجل ان يعيش النظام على حساب الشعب ..الشعب يوفر لهم الأموال ليعيشوا ..وهم لا يكِنون ذرة إحترام لهذا الشعب ولي نعمتهم ..فهؤلاء الحكام فاقدين لماء الحياة وماء الوجه ..فهم متسولون على مائدة الشعب ..ليس فى وجههم مزعة لحم ..ويتمادون أكثر وأكثر فى حالة مرضية تماماً ..هاهم اليوم يبحثون مسألة زيادة المحروقات التى ستؤدى إلى زيادة المواصلات و الرغيف و الدواء و زيادة كل المواد الغذائية ..فإلي متى هذا الهوان وهذا الفشل ..ألا يكفيهم ما أخذوا من بترول الشعب ..دون أن تمر هذه الأموال بالميزانية العامة ..ألا يكفيهم ما أخذوا على إنها مخصصات دستوريين ووزراء ..عليهم اليوم التنحى فوراً ..دون أي تردد ..لأن الشعب اليوم أصبح لا يملك شئ ..ليأخذوه منه ..سوى أن يمصوا ما تبقى من دماءه ..وهذا تماماً ما سيحدث ..فعندما يصاب الإنسان بمرض السَعر ..يصبح مصاص دماء وهؤلاء أصبحوا فى حالة ( سَعر) ..فالمرحلة القادمة هى مرحلة ..جوع ..وتقشف ..والإنقاذيين لن يستطيعوا الصمود أمام الإحساس بالجوع والحاجة ..فهم أدمنوا حياة الترف والبزخ ..والتباهى والتفاخر ..ولن يتوانوا لفعل أي شئ حتى يعيشوا فى نفس مستوى زمن البترول ..الذى كان ( كافى الشعب شرورهم )..واليوم إنكشف القناع وظهر المستور ..فطفحت خلافاتهم على السطح وأصبحوا يتشاكسون فيما بينهم ..وسنشهد صراعات على السلطة سيكون المواطن المسكين هو الضحية ..والخطورة تكمن فى عدم الإعتراف بالفشل وعدم الإعتراف بالذنب ..فهم رغم كل هذا الفشل الظاهر الباين يصرون إصراراً على إنهم أصحاب إنجاز ..أين هو هذا الإنجاز..اليس الإنجاز دائما مرئى ..والطرق التى فقدت مدة صلاحيتها ليست إنجاز ..والكبارى التى بنيت هى جزء يسير من مال الشعب الذى ذهب تجاوزاً ..أو تجنيباً من الميزانية ..والحكومة تسّير عملها بقروض خارجية سيدفعها الشعب السودانى يوماً بعد يوم ..فالنظام القائم ساهم فى تأخر البلاد عشرات السنين ..وعليه الإعتراف ..لو ترك الإسلاميين السودان يُحكم ثلث المدة التى حمكوا فيها ( ديمقراطياً).. لكان اليوم فى مصاف الدول المتقدمة ورقماً إقتصاديا مهماً فى المعادلة الإقتصادية فى العالم ..ولكن بدلاً من هذا التقدم ..هاهو النظام اليوم يقدم مصلحته ومصلحة الموالين على مصلحة الشعب ..حتى نواب البرلمان يدافعون عن مصلحة النظام على حساب مصالح الشعب ..فالشعب بالنسبة لهم ..هو عبارة عن عمالة رخيصة يتم إستغلالها لخدمتهم ..حتى إنهم باعوا كل مؤسسات الشعب وإعتدوا على كل الممتلكات العامة ليستخدموها فى مصلحة حزبهم الحاكم ..وإستغلوا مؤسسات الشعب وسخروها لمصلحة حزبهم فكل اموال الدولة تحت تصرف الحزب الحاكم ومنتسبيه ..فكيف سيأتى الإصلاح ..والحزب الحاكم يغّلب مصلحته الذاتية على مصلحة الشعب .فلا إصلاح ..بغير صلاح ..ولا صلاح بغير إيمان بالديمقراطية .. مع ودى .. الجريدة