تراسيم احتفل موسى المك كور بزواج كريمته بضاحية (ام ضريوة) بشمال الخرطوم..القيادي الاسلامي وحفيد رث الشلك جمع على مائدته الشيخ حسن الترابي ونائب الرئيس السوداني الدكتور الحاج ادم..لقاء ادم والترابي كان ارفع لقاء قمة يجمع بين الحزب الحاكم والحزب الشعبي..بعض اركان الحكومة كانوا يتجنبون لقاءات الترابي حتى في مساجد الله. كان لافتا منذ يوم اختيار الدكتور الحاج ادم في منصب الرجل الثالث بالدولة ان الرجل يعرف مكانه جيدا في (كابينة) القيادة..في أول خطاب له اوضح انه سيعمل بتوجيهات الرئيس ونصائح النائب الأول..استاذ الهندسة الزراعية كان يختار الكلمات بعناية..مباحثات عودته لصفوف الحزب الوطني اشرف عليها الرئيس بشكل مباشر..حتى هذه اللحظة لم تستوعب كثير من الدوائر المغلقة في المؤتمر الوطني كيف اعتلى الحاج ادم المطارد هذا المنصب المرموق. بالأمس المح مستشار الرئيس السوداني مصطفي عثمان اسماعيل ان الحزب الحاكم لا يمانع في انتخابات مبكرة ان اجمعت احزاب المعارضة على ذلك..ومن قبل اكد الرئيس السوداني المشير البشير ان هذه دورته الاخيرة في الرئاسة. فكرة انتخابات مبكرة ربما تبدو حلا للازمة السودانية..ومثل هذه الانتخابات تجدد نموذج الحل اليمني..اليمن لم تسقط النظام السابق بل قامت بتفكيكه ثم اعادة بنائه..نائب الرئيس اليمني الجنرال عبده ربه منصور هادي تم انتخابه بنسبة قاربت من الاجماع..الرئيس الذي تعود اصوله لليمن الجنوبي والذي رفض قيادة اي تحرك انقلابي ضد الرئيس صالح جاءته الكرة في المكان المناسب واصبح رئيسا لكل اليمن عبر التوافق. سودنة النموذج اليمني تحتاج لارادة سودانية وتنازلات من كل الفرقاءثم ضمانات دولية..الحزب الحاكم يتعهد الا ينافس الا في ثلثي مقاعد البرلمان..هذه المعادلة تجرد الحزب الحاكم من الانتفاع من الة الدولة وتحفز المعارضة على دخول (المارثون) الانتخابي. بالطبع نحتاج ل (عبده ربه سوداني)..رجل يطمئن المؤتمر الحاكم بأن العزلة لاتنتظره في نهاية النفق..مرشح سجله خالي من الغبائن وتركة الحرب الاهلية في دارفور..رئيس يثق فيه المؤتمر الشعبي ولا يخشاه اليسار السوداني..مثقف يحمل وجها مدنيا..مواطن تعود جذوره الى الهامش المتوتر..كهل من الجيل المولود بعد الاستقلال.. ليس هذا الا نائب الرئيس الدكتور الحاج ادم..الحاج ادم تعود اصوله الى مضارب حزب الامة في دارفور..استاذ جامعي تلقي بعض من تعليمه في اوربا..يمكن ان يكون جسر التواصل بين مكونات السودان القبلية والدته من الفور ووالده من قبيلة بني هلبة العربية..رجل مبديء يجيد التسويات في الوقت المناسب. في تقديري لن يضمد جراح السودان في الوقت الراهن الا رئيس قادم من دارفور..رئيس متفق عليه يستطيع فك عزلتنا الدولية ويتمكن من رتق نسيجنا الاجتماعي الذي اصابه التصدع. بصراحة ..التسوية تقتضي البحث عن عبدربه السوداني..قبل ان يتراجع المؤتمر الوطني ويقول:- حديث المستشار مصطفي عثمان يخصه وحده ..على المعارضة التقاط قفاز المبادرة.