زواج عتريس من فؤاده باطل.. زواج عتريس من فؤاده باطل.. هكذا كان شيخ القرية وماذونها يصيح باعلى صوته وهو يسير بين طرقاتها الساكنة كسكون ما قبل العاصفة منبها اهلها الى عدم مشروعية زواج عتريس من فؤاده، لان هذا الزواج قد تم دون موافقة فؤاده، بل ودون رضاء زوجها الذي اجبر على ان يطلقها بليل!! ليكتشف اهل القرية ان فؤاده ببيت عتريس لهي (اسيرة) تسعى لفك اسرها لا (حليلة) تركن لصدر زوجها! و قد كانت قلة من اهل القرية تعلم بحقيقة هذا الزواج، ولكن ولكانما فؤاده المغلوبة على امرها لم يكفها عذاب الاسر لتعاني من حسد الاغلبية على قربها من عتريس فتوة القرية ذو الثراء الفاحش لظنهم ان هذا القرب قد جعلها تطلق الفقر، ويستدلون على تمرغها في النعمة بتورد وجنتيها هي واطفالها، ولكنهم عندما دروا انها ليست سوى (ام) اسيرة تسعى لحماية واطعام اطفالها اشفقوا عليها، للدرجة التي جعلتهم يقومون بحرق عتريس لتحريرها.. فالمظاهر خداعة. كيف لا وقد بلغت من الخداع حدا جعل منى آركوي يهدد بحرق قلب الخرطوم بدعوى انها هي سبب ما تعانيه الاقاليم من تهميش، هذه المظاهر التي لو عرف السيد/ مني آركوي حقيقتها لتفاجأ بان الخرطوم لا تستحق تهديده بالحرق، لان حالها ليس باحسن من حال فؤاده! بالرغم من عمرانها و شوارعها الاسفلتية التي تذكر سكانها و للمفارقة بفقرهم.. هذا الفقر الذي احرق قلب اغلب اهل الخرطوم, لانه ما فتأ يذكرهم بوجوده الدائم في تفاصيل حياتهم المعاشية، بل وسرق منهم نعمة الستر المتعفف التي كانت تجعلك تحسبهم اغنياء وما هم باغنياء، سترهم هذا الذي صار ينتهك على مراى يومي منهم وعلى قارعة الشوارع العامة التي تتيه بما لحقها من لمسات اسفلتية، فهذه الشوارع التي عادة ما تكون ممتلئة الجوانب بالطلاب والعمال والموظفين المنتظرين المواصلات بالساعات ليعودوا الى منازلهم، وعندما تقف حافلة هايس خالية نسبيا من الركاب امامهم لا يستقلها اكثر من واحد منهم، حتى بعد ان ينقص سائقها اجرتها الى النصف، و لكن بالرغم من تنبيه الكمساري للواقفين بان النفر بخمسمائة جنيه لا يركب احد، لينكشف حال الكل بانهم لا يملكون في جيوبهم (الف جنيه) اجرة للهايس، هذه الالف التي ان دفعوها ذهاباً فلن يجدوا ما يرجعون به اياباً، فمن لا يملك ما يرجع به الى بيته لهو اكثر فقرا وبؤسا من فؤاده بطلة المسلسل المصري، فهي على الاقل كانت موردة الخدين لان عتريسها كان يطعمها من بقايا طعامه الفاخر ببيته. لهذا عندما اعلن الشيخ من على شاشات (قناة) العربية ان زواج عتريس من فؤاده باطل، تنفست فؤاده الخرطوم الصعداء وذلك لان مني آركوي عرف ان من في مثل حالتها لا يستحق الحرق ناهيك عن التهديد به فما هي سوى.. اسيرة. لهذا اليس من الاولى بالخرطوم ان تشكر الشيخ الذي جنبها بتصريحاته مصير الموت حرقاً بالرغم من انه هو من تسبب في جعلها اسيرة لقصره المفقود.. * 2006م 2012م!! إذا ما كان هذا حال اهل الخرطوم والبترول موجود.. كما جاء بعمودي (الخرطوم وزواج عتريس من فؤاده باطل!) المنشور عام 2006م! تُرى ما حالهم عام 2012م والبترول.. مفقود!! [email protected]