كانت فكرة الرئيس الأمريكى وودورو ويلسون بإنشاء عُصبة الأمم عظيمة ونبيلة لو توافرت لها بعض الآليات لتقوية شوكتها وعظمة الفكرة تكمن فى أنها إختارت عصبة الأمم لتكون منبراً لتسوية الخلافات بين الدول الأعضاء عبر الحوار والجدال بالحُسنى ، وكان الأمل معقوداً فى أن تُفرض عقوبات قاسية على الدول الناشذة حتى تفيئ إلى بيت "الطاعة" جامعة الدول. للأسف لم ما لبثت هذه الجامعة إلا قليلاً وإنهارت لأسباب عدة لا يسمح المقام لذكرها جميعاً، لكن هناك حداثيين عظيميين كشفا عن عوراتها وعصفت بها كبيت عنكبوت واهن ، الأول هو غزو اليابان لإقليم منشوريا الصينية عام 1931م والثانى غزو إيطاليا لأمبراطورية أباسيينا " إثيوبيا اليوم" 1935م عجزة عصبة الأمم أن تقدم أى مساعدة تذكر لهاتين الأمتين المنكوبتين وبالتالى أخذت الغزاة العزة بالأثم ، وكانت النتيجة أن إنفرط عقد الدول وإنتقد غزلها وكانت أكبر آثارها الحرب الكونية الثانية. وطئنا بهذا السرد أعلاه لما نظُنُه تخاذلاً من منظومة الأممالمتحدة ومجلس أمنها وتقصيرهم البيّن فى نصرة شعبنا فى جبال النوبة ،النيل الأزرق ودارفور ولا ننسى أيضاً عشرات المئات من المقهورين والمعتقلين فى مدن أخرى من الشمال وفى سجون العاصمة تحديداً، هذا التخازل وغض البصر عن الفظائع المرتكبة ضد الإنسانية فى هذه الأقاليم يشدُّ ذاكرتنا إلى الوراء وبقوة "فلاش باك" فنرى جلياً ما فعله هتلر ونبصر بوضوح ونفهم جيداً ما حدث فى رواندا ، لأننا نرى أن أشدَّ منها فظاعةً يحدث الآن وعلى مرأى من الناس أجمعين خاصة من لهم القدرة على إيقاف البشير وردعه ، فقد فشل الكبار حتى الآن فى أن يوصلوا الطعام إلى الأطفال فأكثر من مليون شخص فى جبال النوبة والنيل الأزرق سيموتون جوعاً بحلول يونيو القادم إذا لم يتم تدخلاً دولياً واسع النطاق وغصباً عن المجرم البشير الذى يعتبرنا جميعاً نحن الأفارقة السود مجرد حشرات فكُلُنا جنوبيون كلنا سود جميعنا نحمل الوشم جميعنا أفارقة فى جبال النوبة ، النيل الأزرق ودارفور فى الشرق وفى أقصى الشمال فحتى كيماوى صدام لن يزيلنا من هذه الأرض ولن تجعلنا حيطان المدينة عرباً ونحن وأنت والزمن طويل يابشير ويبقى السودان دائماً وأبداً إسماً على مسمى أرض كوش بلاد النوبة العظيمة مفخرةً لحضارات وشعوب إفريقيا السوداء. أما موضوع عنواننا لاينفك عما سبق ، نذكر جميعاً أنه فى فى 12إكتوبر 2011 أرسل الرئيس أوباما قوة خاصةً من الجيش الأمريكى قوامها 100 جندى قابلة للزيادة للمساعدة فى القبض على جوزيف كونى قائد جيش الرب للمقاومة فى يوغندا ، ومن ثمَّ تطورت هذه العملية لتشمل الآن أربعة دول هى جمهورية جنوب السودان ، يوغندا ، جمهورية الكونغو الديقراطية وجمهورية افريقيا الوسطى . وللذين لايعرفون جوزيف كونى " المسيح الدجال" كما يسميه الكثيرون فى شرق أفريقيا ، ولد جوزيف كونى عام 1961 فى منطقة أُوديك إحدى قرى قبيلة أشولى فى شمال يوغندا ، يعتقد الرجل أنه مرسلٌ من الرب لتأسيس دولة الأنجيل التى تستند على الوصايا العشرة على حد زعمه. وفى الوصول لدولة الرب تلك إرتكب جيش الرب من الفظائع والجرائم ما يندى لها جبين الإنسانية وسانده فى هذا سراً وجهراً دجالٌ آخر زعم أنه جاء ليخرج أهل السودان من الظلمات إلى النور ويزوجُ شبابهم من الحور العين بينما إكتفى هو بمتاع نساء الدنيا!! عمر البشير الذى ساند ومازال يقدم كل أنواع الدعم لأسواء جماعة إرهابية فى تأريخ القارة " جيش الرب" وفى الحقيقة لا تقل سوءً منه يجب أن يمثل أمام العدالة، ونصيحتنا للرئيس أوباما وكل من يبحث عن جوزيف كونى أنهم يهدرون كثيراً من الوقت والموارد فالطريق إلى الرجل لا بدَّ أن يمر بالبشير فكونى الذى أقام طويلاً فى الخرطوم لا يزال هناك تماماً كما فعل بن لادن حيث كان بعيداً جداً من القذف المتواصل لجبال أفغانستان كذالك اليوم جوزيف كونى ليس فى أحراش أفريقيا الإستوائية؟ يجدر بالذكر هنا أن المحكمة الجنائية الدولية أصدرت مذكرة توقيف ضد جوزيف كونى وقادة آخرين من جيش الرب فى العام 2005 فى جرائم حرب وأخرى ضد الإنسانية تشمل قتل الأطفال وإختطافهم ، الإغتصاب وقتل المدنيين وتقطيع أطرافهم ، أيضاً أطلقت قوات من الجيش الشعبى ، يوغندا ن الكونغو وأفريقيا الوسطى عملية الرعذ الخاطف ضد جيش الرب فى ديسمبر 2008 ولا يزال كونى فى حماية الخرطوم حتى تاريخ كتابة هذه الأسطر. إنَّ الأسباب نفسها التى أدت بشارلس تايلر إلى لاهاى اليوم أقوى منها بكثير يجب أن تؤدى بالبشير إلى ماهو أبعد حتى من لاهاى، فتايلر شنَّ حرباً فى مطلع تسعينيات القرن الفائت على دولة سراليون طمعاً فى السلطة والمال أى لم تكن هنالك أى أيديولوجى وراء أفعاله ، على العكس من البشير الذى يقتل بأيدويولوجية أنَّ الأفارقة حشرات ولأنهم سود أكثر من اللازم ، ويغتصب النساء بأيديولوجية أنهنَّ "سبايا" ويعلن صراحةً أنَّ السودان فقط عربىٌ مسلم وأنه سيقطع رأس كل من يقول بغير هذا. لكل هذا وأكثر يجب أن يكون البشير فى لاهاى قبل المسيح الدجال. ولله درُّ الفيتورى متعه الله بوافر الصحة إذ يقول: فأيَّةُ معجزة فى يديك وأية عاصفة فى نهارك إنى رأيت سقوط الإله الذى كان فى بوخارست كما لو بُرجُ إيفل فى ذات يوم كما لو طغى نهر السين فوق حوائط باريس كان حريق الإله الذى مات فى بخارست عظيماً وكان الرماد عظيماً وسال دمٌ باردٌ فى التراب وأُوصد باب وورب باب ولكن ثمَّة فى فى بخارست بلادى أنا لا تزول الطواغيت أقنعةٌ تشرك الله فى خلقه فهى ليست تشيخ وليست تموت!! وقائمةٌ هى باسم القضية وأنظمة الخطب المنبرية وحاملةٌ هى سرَّ الرسالة وشمس العدالة وقادرةٌ هى تمسح روح الجمال ولا تعرف الحق أوتعرف العدل أو تعرف الإستقالة وفى بُوخارست بلادى أزمنةٌ تكنز الفقر خلف خزائنها وسكونٌ جريحٌ وأشباح موتى من الجوع تخضرُّ سيقانهم فى الرمال وتيبسُ ثُمَّ تقيح! ومجدٌ من الكبرياء الذليلة والكذب العربى الفصيح