إن ظن أحدكم مجرد ظن إن بعد أن تعود المفصولين على خط التشريد الطويل والألم الفريد قرابة العشرين عاماً حسوما يمكن أن يوالي أو يحابي ويهادن أويمالي ويجامل أو يسامح يكون غلطان.وعلى شؤون العاملين أن تفقه ذلك فهو ليس بفقه ضروراتهم. هي مآسي خطوط إنقاذية مركبة وأزمة حكم مستفحل ونكبة وطن في طريقه للضياع إن لم يك قد ضاع ومات وفي إنتظار الدفن والستر. فمأساة المفصولين من الخدمة العامة( مدنية وعسكرية) لم تعالج حتى اليوم بصورة حاسمة.وكل خطوط المشاكل متشابكة دون حد أو نهاية لانهايات لها بل أفق دامس. والكثيرين مازالوا يجترون المأساة الملهاة ويبحثون عن حقوقهم الإنسانية المنهوبة قلعاً وتعالياً ويقبضون بعد المراسي السراب ومن ضمنهم الذين عادوا بعد مظاهرات لجان المفصولين 2007م وصدرت قرارات رئاسة الجمهورية بإعادتهم لخدمتهم رفعاً للظلم الرهيب الذي وقع عليهم مباشرة عندما وقعت واقعة (إنقاذ) السودان على نافوخه وأرضه وبعثرت شعبه سنة89م سنة أساس التحور الوراثي والإبدال . فلهؤلاء العائدين لأعمالهم المقلوعة خط لوصول نهاية التدرج الوظيفي الحقيقي الذي ترسمه قوانين ولوائح الخدمة العامة التي داسوها تحت الجزمة ككل القوانين كذلك صارسائباً أيضاً غيرمعروف المسارمتضارب السلوك مأزوم يشابه لغزه ومتاهته وتوهانه صورة توهان وضياع خط هيثرو المشهورالذي إختفى. خط العائدين من الغربة للخدمة في عرفهم ونتيجة لمعاناتهم الفظيعة المهولة هوخط واضح وطريق مفهوم بالنسبة للجميع ويصل مباشرة لحقوقهم المغتصبة وإسترجاع المسروق وترقياتهم بصورة سريعة سلسة لدرجة الدفعة وأخذ كافة إمتيازات مكانتهم الإجتماعية وحوافزهم وتعويضهم قانوناً تعويضاً أدبياً ومادياً وأخلاقياً عن فترة سنين تعذيبهم بالتشريد المهين المغيت وسلب حقهم في العمل والحياة الكريمة في بلدهم ليأتي حزب من بعض الكيزان أساساً مشكل بفكرأخوان مصر لتطرد جدادة الخلا به جدادة البيت بدون وجه حق وبغدر مبيت. فهم كانوا يأملون أن العدل سيبسط و الحق سيتحقق في ميزان الخط المستقيم العادل خط كفاءة يملكونها وشهادات طيبة يحوزونها وهمة وطنية عالية دفعتهم دفعاً وأعادتهم لأخذ حقوقهم. خطهم الوطني المستقيم المعلوم في مجال التقدم والرقي للوطن والترقي والنجاح والفلاح لقطف ثمار الجهد والتعب والكد والعرق الذي بذلوه وتعبوا فيه كما في أي دولة حضارية تنشد التقدم والرفعة والرقي والسؤدد للوطن والمواطن.خط مفهوم للكافة واضح المعالم ومطروق في كل العالم، وهو خط الخبرة والتاريخ والشهادات العلمية التي إكتسبوها. ويبدأ أصل هذا الخط عادة من نقطة الإنطلاق مدينة العلم الفاضلة الجامعات فيكون تاريخ التخرج والذي لاينسى هو أول مبدأ لحساب مقدار وطول هذا الخط مدعوم بالمستوى وقوة الجامعة وشأنها والدرجة المتحصلة توضح مستوى مقدرة هذا المواطن كل هذا مصحوب ببيئة نظيفة ولوائح منظمة للعمل للمحاسبة والمساءلة وقوانين تحكم الأداء.كانت المدارس والجامعات ذات مستوى تخرج صفوة فأصبحت بعد إنقاذها مبهولة صفَاية وملئت الخدمة بركاكة إنقاذية فكان هذا المستوى البائس الركيك من الخريجين وانتشرت عمليات الترتيق والترقيع بماجستيرات ودكتوراة ما انزل الله بها من سلطان بل حتى البرفسة الإنقاذية صار مشكوك في أمرها. فالخط المستقيم كان مفترضا ان يتصل والترقيات بالكفاءة فأضحى بالقرب والقبيلة والوساطة والمسافة. فالمفصولين كانوا ذوي كفاءة نادرة لكن حظهم العاثروالذي رماهم في إفك الخط الإنقاذي الميؤوس إصلاحه ليسيروا في متاهاته المتناقضة والمتشابكة والذي جعل عاليها سافلها ولخبطت وجاطت وصاطت كالنار في الهشيم ليكون ربيع ثورتهم التي يتبجحون بها تمكيناً ونار عويش إن علقوها تعيش بزيادة القش والخشاش والغش بطولة اللسان وقلة الإحسان ومظهر جمال الطين، ويعجبك الطرير فتبتغيه فيخلف ظنك الرجل الطرير. فالخط الذي كان يوصلهم للدفعة في ثلاث أو ستة شهور كما هو مفترض أن يكون ضل الطريق وتاه في مسارب الطرق وضاع كما ضاعت خطوط إنقاذية كثيرة في متاهات الهزيان وكما ضاع خط هيثرو الذي كان.