الصوارمي ل البيان : لن نقف مكتوفي الأيدي تجاه اعتداءات دولة الجنوب حوار – طارق عثمان نفى الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية العقيد الصوارمي خالد سعد الاتهامات التي تكيلها دولة جنوب السودان للجيش السوداني بقصف مناطق جنوبية، مُشدداً على أن الجيش السوداني ليس لديه النية لخوض حرب مع الجنوب رغم احتلاله لست مناطق شمالية، غير أنه أكد في ذات الوقت على أن الجيش السوداني لن يقف متفرجاً تجاه الاعتداءات التي تقع على السودانيين من قبل قوات الجيش الشعبي التابع للجنوب. وقال الصوارمي في حوار مع «البيان»: إن الجيش السوداني يواصل عملياته العسكرية ضد متمردي الحركة الشعبية قطاع الشمال في منطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان، مشيراً إلى أن المتمردين في تلك المناطق يختبئون بالجبال والأدغال، نافياً بشدة ما يثار حول دخول عناصر من جماعة «أنصار الدين» المالية إلى دارفور. وأكد الناطق باسم القوات المسلحة السودانية أن العمليات العسكرية في دارفور انحصرت في مناطق نائية بالإقليم، مؤكداً أن حكومته ستتحدث بالبندقية مع من أراد الحديث بالبندقية. وفيما يلي نص الحوار: هناك اتهام متكرر للجيش السوداني بقصف مناطق داخل دولة الجنوب، كيف تردون؟
هذا الاتهام يأتي ضمن سلسلة الاتهامات التي توجهها دولة الجنوب ضدنا، بحيث أصبحت شبه يومية. اتهمونا بالقصف وبالتسلل إلى داخل أراضيهم، واتهمونا كذلك بدعم المتمردين بصورة أو بأخرى، ولو أن كل هذه الاتهامات صحيحة لكانت دولة الجنوب في خبر كان، وصارت إما دولة تتبع السودان، وهي دولة وليدة وحتى الآن ليست لديها الإمكانات التي تدافع بها عن نفسها، وأعتقد أن هذه الاتهامات هي أكبر بكثير حتى من حجم دولة جنوب السودان، فالحديث عن أننا قصفنا ودعمنا المتمرد الجنوبي ياو ياو ودعمنا داكويث وأننا قد دعمنا الجبهة الديمقراطية، وأننا قصفنا مناطق في أعالي النيل، وإذا كان هذا صحيحاً لكانت هذه المناطق الآن متأججة، ولكن كل الشواهد تكذب هذا الحديث. جاو هي بحيرة الأبيض ما تعليقكم على الاتهام بأنكم قصفتم منطقة جاو في ولاية الوحدة الجنوبية الأحد الماضي؟ هم يتحدثون عن بحيرة الأبيض، وهم يطلقون عليها اسم جاو، وإذا كانوا يقصدون بحيرة الأبيض فهي أصلاً فيها أجزاء شمالية مئة في المئة، ولا تزال دولة الجنوب تحتلها احتلالاً واضحاً، ووقعت اتفاقاً في اديس ابابا على أنها سوف تنسحب من هذه المناطق دون قيد أو شرط وفوراً، غير أنها لم تنسحب حتى هذه اللحظة وبدأت تتهم الجيش السوداني بأنه يقصف منطقة بحيرة الأبيض، وهي في معظمها تقع شمال حدود 1/1/1956م، ولنا وجود عسكري فيها فكيف نقصف منطقة لنا وجود فيها. الجنوب يتهمكم بحشد قواتكم على الحدود، هل تنوون القيام بأي أعمال عسكرية في تلك المناطق؟ نحن لا ننوي مهاجمة الجنوب ولا المناطق الحدودية بين الدولتين، ونحن نؤكد بأننا لن نثير حرباً مع دولة جنوب السودان، رغم أنها تحتل ست مناطق على طول الشريط الحدودي، ولكن رغماً عن ذلك نحن لم نلجأ للقوة العسكرية، على اعتبار أن هناك اتفاقاً نص على ضرورة أن تنسحب دولة الجنوب من هذه المناطق فوراً ودون قيد أو شرط وفقاً للاتفاق الأخير. نص الاتفاق الأخير وقرار مجلس الأمن 2046 على انسحاب القوات وقيام منطقة منزوعة السلاح على حدود الدولتين، هل قمتم بتنفيذ ما يعنيكم من هذا الاتفاق؟ نحن أصلاً ليس لدينا جندي واحد داخل حدود جنوب السودان، والحديث عن أننا انسحبنا غير دقيق باعتبار أن قواتنا ليس لها وجود أصلاً داخل أراضي جنوب السودان، انما دولة الجنوب هي التي لها قوات في دولة السودان في ست مناطق كما ذكرت لك انفا، وبالتالي الحديث عن أننا لم ننفذ ما اتفق عليه بشأن المنطقة الحدودية منزوعة السلاح حديث غير دقيق، وتنص الاتفاقيات الموقعة برفع تقرير في السادس عشر من يناير الماضي بواسطة لجنة مراقبة الحدود الافريقية بانسحاب قوات دولة الجنوب من المناطق المتفق عليها، ولم يرفع هذا التقرير لأن دولة الجنوب أصلاً لم تنسحب. لم ينسحبوا ولكن الجيش الجنوبي قال إنه بدأ الانسحاب فعلاً؟ هذا غير صحيح، ولا تزال قواتهم حتى هذه اللحظة موجودة في المناطق الشمالية، ومن ضمن ما تم الاتفاق عليه بأن الذي يقرر انسحاب القوات هو لجنة المراقبة بمعنى أن الذي يمكن أن يتهم السودان وجنوب السودان هو لجنة المراقبة وليس الدولتان، وأن الذي يملك حق القول إن السودان قصف مناطق ولاية الوحدة، وأن دولة السودان لم تنسحب هو لجنة المراقبة. وحتي هذه اللجنة لم تشكل بسبب تعنت دولة الجنوب وبالتالي ليست هناك مراقبة يحتكم إليها الناس، وإنما يصرحون بأنهم انسحبوا وأرسلوا تقريراً للأمم المتحدة بأنهم قد انسحبوا، وقلنا لهم هذا مرفوض جملة وتفصيلاً لأن الذي يرفع التقرير هو لجنة المراقبة.
ذكرت التقارير بوقوع اعتداءات على مدنيين شماليين من قبل جيش الجنوب، ما هو موقفكم من حماية هؤلاء المدنيين ان صحت هذه التقارير؟ مؤكد أننا لا يمكن أن نكون في موقف المتفرج حيال الاعتداءات المتكررة التي يتعرض لها المواطنون الشماليون على المناطق الحدودية، إلا أننا نلجأ لحسم النزاع بالحكمة والمحاولات غير العسكرية لتهدئة المواقف، ولا نستطيع اتهام دولة الجنوب بأنها دخلت بشكل مباشر إلى أراضينا واعتدت على المواطنين هناك، ولكن إن حدث هذا فإن القوات المسلحة السودانية قادرة على التدخل كما تدخلت من قبل في منطقة سماحة، وطردت قواتهم من المناطق التي تقع شمالي المنطقة باعتباره كان اعتداء واضحاً وصريحاً من دولة أجنبية والجيش غالباً ما يتدخل وفقاً لحساباته هو. مازال الناس يتخوفون من انعدام الأمن بجنوب كردفان ماهي آخر تطورات الأوضاع الأمنية هناك؟ الجيش السوداني يبسط سيطرته على كل المدن والقرى الكبيرة بالمنطقة، ونجح حتى الآن في جعل التمرد محصوراً في المناطق ذات الطبيعة الوعرة، والتي يصعب فيها تحرك الآليات، المتمردون في جنوب كردفان يختبئون في المناطق الجبلية والأدغال، ولا يستطيعون القتال في المناطق المكشوفة، وهذه هي طبيعة التمرد في كل السودان، فهو دائماً ما يختار المناطق الوعرة ويستفيد من الطبيعة. عموماً الوضع الأمني في جنوب كردفان هو سيطرة القوات المسلحة، ولا وجود للتمرد إلا في تلك المناطق. تمرد كردفان هناك حديث بأن هذا الصيف سيكون نهاية للتمرد بجنوب كردفان؟ نحن لم نحدد مواقيت لحسم التمرد في جنوب كردفان، ولكن هي تصريحات يتفوه بها بعض السياسيين، ونحن نعلم بأن الظروف العسكرية لا يمكن أن تتوافق مع التوقيتات الدقيقة، ونحن كعسكريين نقول إننا لا يمكن ان نعطي توقيتات بشأن عملياتنا العسكرية وهذا نحتفظ به لأنفسنا. هل صحيح أنكم تحاصرون هذه الأيام مدينة كاودا عاصمة التمرد في جنوبي كردفان؟ لم نقل مثل هذا الحديث، ومن قاله هو المسؤول عنه، فنحن لم نصرح بأي شيء عن كاودا.
سبق وأن ذكر مسؤولون حكوميون بأن التمرد قد انتهى بالنيل الأزرق، إلا أن الأيام الماضية شهدت معارك بينكم والمتمردين في تلك المنطقة؟ التمرد في النيل الأزرق ينحصر فيما يقدر ب10 في المئة من مساحة الولاية في المناطق المتاخمة لدولة جنوب السودان، وبعضها المتاخم لدولة اثيوبيا، ولم نصمت، بل في الأمس القريب تمكنت القوات المسلحة من طرد المتمردين من منطقة مفو وكبدت التمرد خسائر فادحة، فالتمرد في منطقة النيل الأزرق مقدور عليه، باعتبار أنها منطقة منبسطة وواضحة المعالم، والقوات المسلحة تواصل دحرها لهم بتلك المناطق. مكافحة تمرد هناك حديث عن قصف جوي تنفذه القوات المسلحة السودانية في مناطق مدنية في دارفور ما هو تعليقكم؟ قصف في دارفور .. هذا الكلام غريب، فالحكومة مسؤولة عن أمن وسلامة المواطن، والمعارك إن وجدت في دارفور فهي دائماً في مناطق التمرد الذي يقاتل في مناطق نائية جداً شرقي جبل مرة، والحديث عن أننا قمنا بقصف، هذا مرفوض، هناك تمرد ونحن نكافحه بأسلوب المعركة، ومن يريد التحدث بالبندقية لا نتحدث معه الا بالبندقية. الحركات المسلحة في دارفور تقول إنها رصدت تحركات لعناصر من جماعة «أنصار الدين» تسللت إلى السودان قادمة من دولة مالي، هل هذا الحديث صحيح؟ لابد لي أن أوكد بأننا لم نرصد دخول أي متمرد من دولة مالي إلى السودان والحديث التي تثيره الجبهات المتمردة حديث للفت نظر العالم وتحويل المؤشر العالمي، باعتبار ان منطقة دارفور يمكن ان تصبح بؤرة ارهابية تحقيقاً لمكاسب تخصها، فهذا الكلام غير صحيح ونحن نؤكد بأنه ليس هناك وجود لعناصر جماعة «أنصار الدين» في السودان وأن دولة مالي بعيدة وليست لها حدود مشتركة مع السودان، وبالتالي هذا كلام بعيد ومصنوع. هجليج أكد الناطق باسم الجيش السوداني أن الحديث عن حشود للجيش الجنوبي حول منطقة هجليج غير صحيح، لافتاً إلى أنه في كثير من الأحيان الناس لا يفرقون بين التحركات العسكرية وبين الحشود العسكرية. البيان الاماراتية 20- فبراير 2013