! جاء فى الأخبار أنّ الناس ملُّوا من سماع وإجترار أخبار(مصفوفات) أديس بين الخرطوم وجوبا، ومع ذلك، لن نمل مُتابعة ( الماجرى) عسى ولعلّ أن يفتح الله على قادة الدولتين ويُبصّرهم لحُسن السبيل ويهديهم من أمرهم رشدا !.فالسودان وجنوب السودان فى أمسّ الحاجة - اليوم قبل الغد - لعلاقات سويّة وراشدة تقطع الطريق أمام مُخطّط إندلاع الحرب المُتوقّعة بين دولتين جارتين لمصلحة الشعبين والسلام فى السودانين والمنطقة . وبرغم التطمينات التى تُرسل عقب كُل جولة مفاوضات وآخرها ما جاء فى الأنباء مؤخّراً أنّ المفاوضات وصلت مرحلة التوقيع على " مصفوفة " الترتيبات الأمنيّة بين البلدين،وأنّها ستفتح الباب أمام تنفيذ الإتفاقات العالقة،وأنّ 17 أبريل المُقبل سيشهد إجتماعاً حاسماً بين الطرفين يفتح الطريق لحل القضايا العالقة، إلّا أنّ ذلك وحده لايكفى، إذ المطلوب إرادة سياسيّة ،تدعم التفاؤل وتُحقّق التهدئة المطلوبة قبل فوات الأوان !. الصحافة فى البلدين مُطالبة - أكثر من أىّ وقت مضى - بإمتلاك حساسيّة مهنيّة عالية فى تغطية الأخبار ونقل الخبر للجمهوربأسلوب مهنى، فالصحافة المهنيّة والصحفيين المُحترفين أثبتوا فى أكثر من نزاع ، أنّهم لقادرين على التاثير على الجمهور المُتلقّى وإيصال المعلومات إلى المُجتمع ، بعيداً عن صحافة نقل الصورة السالبة عن الآخر و الجرى وراء الإثارة والتهويل وزرع التفاؤل أوالتشاؤم المُصطنع.. فالصحافة المهنيّة - بحق وحقيقة - مُطالبة بالإبتعاد والنأى بنفسها عن تنفيذ أجندات حربيّة تأتى من جهات ودوائر لها مصلحة فى مواصلة التوتُّر بين البلدين وفى إستمرار المواجهة بين الشعبين . الخطوة الأولى لتحسين أداء الصحافة فى البلدين ، وتمكينها من لعب دورها المنشود ، تأتى فى إبتدار و مواصلة الحوار بين صحفييى البلدين وبخاصّة القيادات الصحفيّة ،وفى إستمرار التداول الحُر حول دور الصحافة فى نزع فتيل الحرب التى ستتضرّر منها - بلا شك – المهنة فى البلدين ، فإن كان السياسيون والعسكريون ( النُخبة الحاكمة ) من البلدين يلتقون فى أديس أبابا، ويضعون ( المصفوفات ) فإنّ من حق الصحفيين - بل واجبهم - الجلوس إلى بعضهم البعض،فى أىّ مكان فى العالم ،والتباحث الجاد حول مفاهيم ومهام وواجبات ومهارات ( الصحافة والنزاع )، فإن كانت الصحافة هى وسيلة نقل الأخبار للجمهور،فإنّها فى ذات الوقت تملك قُوّة فائقة وقادرة على التأثير فى الأشياء من حولها ،بما فى ذلك، دورها فى النزاع .