الوطن ليس الجغرافيا، والوطن ليس التاريخ. الوطن حالة من الرضا في اللحظة الحاضرة، وحالة من الأمل في المستقبل. هو حالة من الرضا، والامل.. والوطن ناس.. ناس ليسوا بالضرورة، أن تحمل أنت ذات أشكالهم، وملامحهم، وجيناتهم على امتداد المساحة من المكان، وامتداد الرؤية في الزمان، وإنما بالضرورة، أن تتحملهم أنت ويتحملوك هم، في ذات المكان، وفي كل الازمنة، بمنتهى الفهم والتفاهم.. وبمنتهى طيبة الخاطر.. ومن المهم، أن تتعايش أنت معهم، ويتعايشون هم معك، ويطيب لكم- معا- العيش في كل الاوقات، ويستطيب... يستطيب لكم تقاسم الضحكة والبكية، والأفكار، وفعل الخير، وإماطة الأذى، والمطايبة، والسلام، وردالسلام! 2 حين تغيب- منك منهم- حالة الرضا، تصبح الجفرافيا- مهما تمدّدت واتسعت، أضيق.. أضيق بكثير من صدر الأحمق، المفتري، ويصبح.. يصبح التاريخ، مجرد شيطان يوسوس بالثأرات، ليولع من جديد النيران، تلك التي كانت قد استحالت إلى رماد! حين تغيب حالة الرضا، تطلع الروح من الجغرافيا، وتطلع من من الزمان .. ويطلع الوطن.. يطلع من روحك أنت، وحين يطلع من روحك الوطن، تطلع الروح! 3 أوطان كثيرة، ماتت.. لأن مفهوم الوطن، استحال-فقط- إلى مكان، واستحال فقط، إلى فعل ماض ناقص! ماتت، لأن حالة الرضا فيه، استحالت إلى حالة ضيق. استحالت إلى حالة رفض, استحالت إلى حالة كراهية. استحالت إلى حالة حرب! 4 حين تموت الأوطان، يهرب البشر.. يبحثون- من أول جديد- عن حالة من الرضا.. حالة من الطمأنينة،..حالة من القدرة على التعايش ، والتفاكر، والقبول.. يبحثون عن حالة إسمها الوطن! 5 مشكلة الاوطان التي تموت، أنها ما اختارت( مواطنيها) ومشكلة المواطنين الذبن مات فيهم( الوطن المكان) أنهم- أساسا- ما اختاروه، ولا.. ولا هو اختارهم! 6 أوطان جديدة، تتشكل، تحيّر الاطلس، وتهزأ بالحدود! أوطان إفتراضية. أوطان يختارها المرء، وهو في تمام وعيه، وبإرادته هو.. وتمام اختياره، ليتقاسم فيها مع آخرين، الأفكار والاحلام.. البكية والضحكة.. ويتقاسم فيها الحديث عن ساس يسوس.. وعن الحياة، والموت، ومابعد الموت، وعن الجنة والنار، وابليس، والرب الذي تسع رحمته كل شئ! هذه الاوطان التي تشكلت، والتي تتشكل، أجمل مافيها إنها اوطان، تتميز بتعدد الألوان، والأشكال، والثقافات، والديانات، واللغات، والإهتمامات، والأفكار، وحتى الروائح والنكهات، والطعوم! هذه الاوطان الإفتراضية، انتهت من وثيقة بالية، إسمها ( باسبورت).. أوطان يمكن ان تسافر إليها، وقتما تشاء.. تلتقي فيها من تشا. تفكر فيها كما تشاء، وتقول فيها كم تشاء، وتعمل فيها بما تفكر وتقول، وأنت في في حالة تامة من الرضا، لأنك في حالة جديدة لمفهموم الوطن! 7 افتح حسابك، وابتسم، غرد.. فأنت في حالة رضا.. في حالة وطن.. نعم، إنه وطن إفتراضي حيّر علماء الخرائط، لكنه وطن حى. وطن لا دم فيه، ولا رائحة جثث!