تفصلنا أيام قليله عن الذكرى 24، التي نفذت فيها العصابة الحاكمة إنقلابهاالمشؤوم، في 30/6/1989 الذي قضت به على الديمقراطية الناقصة، والناقصة، ليس المقصود بها الديمقراطية في حد ذاتها، وإنما الناقصة هنا، أعني بها المؤسسات الحزبية التي حكمت باسم الديمقراطية، إذا لم تكن مؤهلة لتضطلع بتحمل مسؤوليتها على النحو الذي يحقق تطلعات الشعب، ويحافظ على الديمقراطية، لذلك سهلت على الطغمة الحاكمة، مهمة التآمر والخيانة، ومصادرة الحريات العامة، وتعوث خراباً ودماراً في المؤسسات العامة، المدنية منها والعسكرية، وتأجيج نيران الحرب، تحت مزاعم لا سند لها لا السماء ولا من الأرض، سندها الوحيد، هو إنها بلا سند، أو رصيد من القيم والأخلاق، إذ ينطبق عليها المثل الذي يقول: إذا لم تستحي فأفعل ما تشاء، وهكذا فعلت هذه الزمرة المجرمة الشريرة، بالشعب إذ أذاقته مر العذاب في عهدها المظلم ، الظالم، إذ شنت الحرب على الجنوب تحت رايات الدين المنافقة مصحوبة بفتاوى تكفيرية من قبل علماء السلطان! إذ إستباحت دماء الملايين من الجنوبيين بفتاوى باطلة، وهكذا فعلت مع أهل دارفور، الذين رفضوا الظلم وواقع التهميش، قهراً لهم، كما قهرت بقية الشعب إصراراً منها على إسكاته وإغلاق أفواه ثواره للحيلولة دون التعبيرعن مطالبهم العادلة والمشروعة، واصمين دعوة الثوار للحرية والعدالة والمساواة، بأنها دعوة للكفر وخدمة لاجندة أجنبية، متجاهلين، بأن مواطني دارفور، بل كل مواطني الأقاليم المهمشة، أكثر الناس إيماناً وتطبيقاً وممارسة لقيم الدين، لكنهم مع قد ذاقوا وتجرعوا مرارة الظلم تحت شعارات الوحدة الزائفة، التي هي في واقع الأمر، وحدة إحتواء، أكثر منها وحدة وطنية حقيقية قائمة على العدالة والمساواة بين أبناء الواحد، الذي تسعى جادة الطغمة الحاكمة الى تقسيمه الى عرب وأفارقة، كما قسمت من قبل السودان الى الشمال والجنوب بإسم الدين، والتظاهر بالحرص على تطبيق الشريعة الإسلامية مصحوبة بممارسات منافية لروح الإسلام السمحة. وطبعاً هذه الممارسات القمعية، ليس الهدف منها حماية للدين، ولا حرصاً على تطبيق الشريعة الإسلامية، بل هؤلاء المجرمون، بممارستهم المرفوضة هذه يسيئون للدين، أكثر من الذين لا يؤمنون به، وممارستهم تقول إنهم أكثر خطراً على الدين من غيرهم، لإنهم في سبيل أن يبقوا في السلطة التي سرقوها سرقة مستعدون لصلب الآله نفسه، لو إنه نزل من سمواته ووقف في صف الضعفاء والمهمشين، لذلك على الشعب وقواه الحية مضاعفة النضال وتصعيده سيراً في ذات درب النضال الذي حددت مدته القوى السياسية ب 100 يوم لإسقاط النظام الذي جلب البؤس والفقر والمعاناة، لذا على الشعب وثواره الزحف صوب العاصمة الخرطوم من كل القرى والمدن، تأكيداً لإصرار الشعب وطلائعه الثورية، للتخلص من نظام يستعد هو الآخر لإحياء هذه الذكرى المشؤومة التي قضت على حلم الشعب في الحرية والديمقراطية بمزيد من الآكاذيب والجرائم وإنتهاك حقوق الإنسان. الطيب الزين