ودعة وما ادراك ما ودعة ,دكة ترقد علي تلة من رمل, تتوصد راسها عند مدرستها القديمة وتمد رجليها صوب الجبيل الصغير الشبيه بخرزة الودع .. من هنا جاء الاسم هكذا يقولوا اسلافنا العارفون . ودعة.... يا.. وديعة يا تلة الرمل القديمة يا نفحة الام الرحيمة كل ابناءك... عزيمة شوقنا ليك ما بالمواسم ديمة . ديمة ومستديمة هكذا كنا نحاول عندما كنا صغارا .(.الحب عذاب في ودعة,, اسف في كسلا) بلد العصافير في الخريف والطير المهاجر, هنا ايضا الطير يهاجر ونصطاد العصافير بطريقتنا البدائية تلك , لك التحية شاعرنا الحلنقي مثل ما اخلصت وما زلت في حب كسلا نحن ايضا نحب ودعة . في منتصف الستينات من القرن الماضي وعند ابواب مدرستنا القديمة عرفنا صديق ,ودعة بطلعته البهية وبطوله الفارع وبنشاطه المهموم كان يتابع امر التلاميذ مع ادارة المدرسة لم نعرله اهتماما في ذلك الوقت, يبدو انه ومنذ وقت مبكر اختار لنفسه طريقا يعلم انه سيوصله الي ساحة المجد مع العظماء , طموحات الرجل اكبر من القرية فذهب الي المدينة ولم يكتفي بل اختار مراكز العالم حيث العلم والتجارة والاقتصاد والسياسة ومع ذلك لم ينسي وطنه الصغير دارفور ولا وطنه الكبير السودان امر الرجل كله عجب لايعرف للطموح سقف ولا للافق انسداد ,ومابين مشاعري وخواطري واحاسيسي تاهت افكاري المختلطة ابحث لنفسي العذر فان قدمت او اخرت فلا حرج وان اسهبت او اطنبت فلا حرج في حضرة بلد مثل ودعة وفي قامة رجل مثل صديق وانا احاول ان اتطاول واتشبر فلا كعبا بلغت ولا كلابا , احبتي ماذا تريدون مني ان احدثكم عن ودعة البلد ,ودعة الرجل ام ودعة القاعة يحتاج كل واحد الي كتاب واهل ودعة يعرفون كيف يكتبون .. يكفي ان الروائي والكاتب العالمي ابراهيم اسحق ابراهيم منهم هو صاحب الحباريات الذهبية الشهية مثل اسماك ماركيز الذهبية الحائز علي نوبل ( مائة عام من العزلة) يحدثنا الاستاذ ابراهيم اسحق عن كليمندو مثل ماركيز عن ماكندو ماذا (حدث في القرية) حدث (وبال في كليمندو) عندما حاول مجموعة من الخارجين علي القانون اخفاء جريمتهم عند ابار طولو القريبة من كلينمدو ,الروائيون يحولون الخيال الي واقع والواقع الي خيال جاء صديق ليقول للناس ان هنالك (رجال في كليمندو) يستطيعوا ان يعيدوا الحال الي امن وستقرار وتنمية وان يعود الناس الي ممارسة حياتهم الطبيعية في الرعي والزراعة علي الارض الخصبة والان يستطيع قمر واخوانه ان يرعوا اغنامهم ومواشيهم دون ان يتعرض لهم ابناء ابريق الاباليس والبلاوي الزرق بعد ان توفر الامن بفضل الرجل صديق الذي بني كليمندو. وبالمناسبة ما هي اخر اخبار (البنت مياكايا ) ستكون فضيحتكم كبيرة مثل( فضيحة ال نورين) اذا لم تعرفوا اخبارها هذا السؤال لا يعني الاستاذ ابراهيم اسحق في شيء.نعود الي الرجل صديق ونقول انه لم يكتفي ببناء الصروح في الارياف البعيدة بل فاجأ الجميع وفي وسط الخرطوم بقاعة ودعة بجامعة الخرطوم التي كانت تقارن باوكسفورد وماكريري وجامعات العالم ,معقل العلم وعرين الباحثين, الجميلة ومستحيلة كما يحلو لطلبتها ان يسموها ,في اوائل الثمانيات كنا طلابها نصول ونجول بين ساحاتها وقاعاتها كانت تتملكني الرهبة وانا اتجول بين النشاط والمكتبة وقاعة الامتحانات, كانت جامعة الخرطوم تعاني قلة القاعات وضيق سعة الموجودةة منها خاصة بعد زيادة عدد طلابها و كنا نحن طلاب الاقتصاد نحشر حشرا في قاعة 104حيث كان يحاضرنا العالم البروفسير محمدهاشم عوض اب الاقتصاد السوداني شفاه الله , وكان طلاب العلوم الي قاعة النيل الازرق يحشرون وطلا ب الطب في البغدادي كانت القاعات محدودة اما قاعة الامتحانات فعلي نفسها جنت براقش كما يقول المثل علمت انها تعاني فهي لا صليح لها هي قاسية علي الطلاب حتي ان صديقي دكتور ابراهيم دعا لها يوما بالانهيار من شدة صعوبة الامتحان في ذلك اليوم يبدو انها اصابتها دعوة شيخنا . كنت اقول ان الجامعة (ق.م) قاعات ,ومحاضرين و,مكتبات ومعامل دونها لا يمكن للجامعة ان تسمي جامعة والان نقول حسنا فعل صديق ودعة الذي بني واهدي لجامعة الخرطوم افخم قاعة في تاريخها تقديرا لما قدمتها ولدورها التاريخي في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعلمية لهذ ا الوطن فهي ( ستهم ) فلا ادري هل تجازي جامعة الخرطوم صديق بدرجة فخرية ام تبني لها فرعا بودعة , حاج صديق لم يرد هذه ولا تلك , فقط اراد ان يقول لاهل المال والاعمال عليكم ان تدعموا العلم في هذا البلد فدونه لن تستقر البلاد ولن تزدهر ولن تنمو الاموال . والله ولي التوفيق محمد بشركرم الدين [email protected]