/ وزير التربية والتعليم العام بجمهورية السودان المحترم ،،، السيد / فرح مصطفى عبدالله السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة ، يطيب لنا تهنئة سعادتكم على اختياركم لهذا المنصب الكبير والمهم ونتمنى من الله ان يوفقكم فيه وان ترفعوا رآية العلم عالية خفاقة داخل الوطن وفى انحاء العالم بتعليم ابناءكم وتأهيلهم للمستويات العليا . سعادة الوزير خير ما بدأت به مشوارك هو بأعلان النتيجة للشهادة السودانية وهى أن شاء الله فاتحة خير لكم ولوزارتكم العامرة وحيث كانت النتيجة لهذا العام مرتفعة . سعادة الوزير كما يعلم سعادتكم بأن التربية هى تنشأة الأجيال على الاخلاق والدين والتعامل والعلم النافع وهى مسئولية كبيرة ويتعاون فيها الجميع أبتدأ من الاسرة والروضة ومرحلة الاساس وهكذا حتى ان يتخرج الطالب ويتحمل المسئولية بنفسه . كما تعلم ياسعادة الوزير ان التعليم فى زمن بخت الرضا وحنتوب كان الطالب عندما يكمل العام الرابع كتاب كان يؤلف كتبا ويقرأ مراجع وكتب لشخصيات عالمية ولكن من بعد عام 1985م بدأ التعليم فى تدنى ويلحظة كبارنا قبل صغارنا ومن بعد هذه الفترة نجد الطالب لا يفهم الكثير وإنما يحمل كتبا على ظهره ولم يعرف قيمتها العلمية والمادية ورغم الظروف التى مرت بالسودان والشح فى الكتب والمعلمين نجد طلابا يكافحون لتحصيل العلم ولكن لم يكن بنفس المستوى السابق. من خلال نتيجة الشهادة السودانية لهذا العام 2010م نجد بأن نسبة النجاج الكبيرة هى لولاية الخرطوم وخاصه المدارس الخاصه الى لم نعرفها سابقا وكان فى العهد السابق المعلم يجبر الطالب لحضور درس العصر المجانى ويلزمه بالمذاكر فى المدرسة ( عندما نجمع قرشا لشراء شاشة الرتينة والجاز) وكان هناك حبا للتعليم حيث يعانى أبناء الريف عامة من مشاكل كثيرة منها عدم تهيئة الفصول ونقص المعلمين والكتب وضغوط الاسرة لمساعدتها وعدم وجود استاذة لدروس الخصوصية وهكذا . المشاهد اليوم يجد نسبة تعليم البنات مرتفعة بالنسبة للاولاد وهذه ظاهرة حميدة وسيئة فى نفس الوقت . حميدة لوجد نساء ينلنا نصيبهم من العلم والمعرفة ونجد تفوقهم رغم طبيعتهم الانثوية وسئية بتدنى مستوى الذكور رغم انهم لهم حرية كبيرة فى كثير من ظروف التعليم ويرجى منهم الكثير مستقبلا. سعادة الوزير لقد كثر عدد المدارس والجامعات بقضل الله تعالى ثم مجهود الحكومة وهذا شىء نفتخر به بعد ان كان لنا جامعتان او ثلاثة سابقا وهذا دليل على الوعى والتعليم والاقبال عليه . ولكن هذا الصرح الهائل من المدارس والجامعات يحتاج الى وقفه جادة من الجميع سوى الحكومة بوزاراتها المختلفة ومكاتب التعليم والمدارس والجامعات والمعلمين والطلاب وأولياء الامور حتى نرتقى بالتعليم كما كان سابقا وتكون الشهادة السودانية بجميع مراحلها لها مكانتا وتميز خاص عالميا ويكون الخريج السودانى يشهد له بالكفاءة والخبرة والعلم الراقى . سعادة الوزير أن المسئولية التى تواجهكم كبيرة جدا وهناك اشخاص وضعوا بصماتهم واضحة حتى يومنا هذا فى مجال التعليم ولهم الخبرة فى هذا المجال ويجب الاستعانه بهم واستشارتهم فى ذلك . لان المدارس او الجامعات ليست مبانى فخمة وأثاث راقى وعقول خاوية . فنامل من سعادتكم الاهتمام بالتعليم وخاصه فى الريف السودانى حيث نجد الطالب يقطع مسافات ليست بالقليلة بالنسبة لحجمة وجسمه وصحته ليذهب الى المدرسة وخاصه مرحلة الاساس ويتحمل المشاق والمجهود الجسمى والعقلى ولايخفى عليكم البعض منهم والدية لم ينالوا نصيبهم من العلم وهو يجتهد بنفسه لحل واجباتة . فلا بد من وقفه جادة لحل هذه المشكلة ولو بأقل نسبة . واختيار الوقت المناسب لظروف الدارسة حيث تعلمون فصل الصيف فى السودان وكذلك مشقة الخريف . المعلم السودانى اليوم هو من جيل بعد عام 1985م وهم الغالبية العظمى ويحتاجون لدورات وتأهيل فى فن التدريس والتعامل مع الطلاب وكذلك حل ظروفهم الاقتصادية والتى يكرسون جل وقتهم فى الدروس الخصوصية . نتمنى أن تحسن اوضاعهم حتى يقوموا بأداء رسالتهم على اكمل وجه. سعادة الوزير ان ولايات الخرطوم تحظى بمدارس عامه و خاصه ويبزل فيها مجهود جبار وذلك بمقابل ولكن المواطن الريفى الذى يكدح الى لقمة عيشة ليس لدية الامكانيات المادية للالحاق ابناءه فى هذه المدارس الخاصه ولهذا آن الآوان للوقوف معه لتحسين المدارس والمعلمين وتوفير الوسائل التعليمية المناسبة والتى تواكب الوقت الراهن والتطور العالمى وهذا الشىء يكلف الكثير ولكن حتى لو نبدأ بمدارس نموذجية لكل مائة مدرسة يختار منها مدرسة تكون نموذجية ويختار لها الطلاب المجتهدين والنابغين ويكون الاختيار من جهات محايدة حتى لا تستغل من جانب البعض . سعادة الوزير اليوم الصحة المدرسية تكاد تكون معدومة خالص وهى من اهم الاشياء التى يجب الاهتمام بها ويكون هناك تعاون مع وزارة الصحة لزيارة بعض الاطباء للمدارس وفحص الطلاب وكذلك الاهتمام بفتح بوفيهات لتوفير وجبة الافطار الصحية والغذائية للطلاب باسعار مناسبة لان الطالب اليوم يذهب من قريته الى المدرسة التى تبعد اكثر من خمسة كيلو احيانا يمشى على رجليه وهو فى اشد جوعة لانه نائم ساعات الليل بدون اكل ثم يواصل نهاره حتى عودته الى منزلة فما بالك بهؤلاء الاطفال الذين يغلب الجوع عليهم طوال اليوم وبعضهم لا يملك جنية لشراء رغيف ليأكله بالماء فقط فكيف يكون هؤلاء اجيال المستقبل وهم منهوكون صحيا وجسميا وعقليا وتعليميا وماديا ؟؟؟؟؟ كيف نبنىء سودان شامخ بأبناءة وهذه حالهم . أننى اشهد بأن أكثر من ثلثين سكان السودان مرت عليهم هذه الظروف ومازالت ؟؟؟؟؟ فلا بدا من الحل العاجل والناجح ؟؟؟ ختاما نسأل الله العلى القدير ان يوفقكم ويوفق زملائكم ومعاونيكم لرفعة هذا الوطن الغالى وان نترك سببا او بصمة تكون صدقة جارية لنا وان نجعل جهدنا ليس من اجل المنصب او الكرسى او ما نتقاضاه ولكن يكون لوجة الكريم اولا ولرفعة الوطن والمواطن ثانيا . والله الموفق اخوكم فى الله 2010/7/28