ميدان التحرير عادل عثمان عوض جبريل [email protected] إهداء إلى شهداء تسونامي الثورات العربية , و إلى روح الصديق الراحل كمال عثمان ... 1 أفنيت عمري أبحث عنك يا ميدان التحرير تعبت حوافر قصيدتي بين حلكة ليالي المنافي وأقبية زنازين العسكر فتشت عنك في خرائط أحزاني وخزائن أوجاعي الممتدة كالمحيطات ومدني صامتة لا ترتدي سوى الضباب سألت نجمة بعيدة عن دليل عن رفيق عن عفريت من الجن عن هدهد سيدنا سليمان يقودني إليك يا ميدان التحرير 2 تهت سنيناً في كهوف مغلقة ونصف مفردتي موبوءة بالألغام والأوجاع المذبوحة وموسيقى روحي تعزف ألحان الذبول لا وردة ترقص على سارية حلم سامق لا خريف يأخذ بيدي .... يعطف علي ويسوقني مثل الشتاء صوب الربيع لا أهزوجة تعلو نافذتي ... تداعبني .... تهدهدني مثل الأطفال تنبئني بالبشارات القادمة لا حبة ضوء تصحو من ثباتها لتنمو وتزهر في رحم الأمنيات المرسومة في أحداق أطفال مدن الصفيح 3 جئناك فرادى وزرافات من كل فج عميق من بولاق الدكرور وباب اللوق والمهندسين من القامشلي والحميدية وكفر سوسة ... من تونس الخضراء من دوار اللؤلؤة ... والزاوية وبنغازي ... من صنعاء من حواري أم درمان نلهث ... نعدو ... نعدو ... نندفع كأسراب الطير نحوك كأننا نريد أن نتخلص من خطايانا .. من خيباتنا ... من عارنا .. تحت عتباتك المقدسة يا ميدان التحرير وأصواتنا تهدر كالسيول: الشعب يريد إسقاط النظام الشعب يريد إسقاط النظام جئناك مثل كرنفالات الشيعة نلطم خدودنا ... نبكي بحبك ... نطلب سماحك ونرص أرواحنا سلم ترتقيه لمجدك يا وطن هيا يا رفيقي وسع خطاك وإتقد وأسند هتافك في دمي نقول يا خوف إنحسر ... ندك أعناق المدافع والبنادق والمشانق 4 على ضفتيك يا ميدان التحرير أنفاسنا نديانة بالدم تتعطر من سلسبيل الروح تشق مجرى جديد للشمس تنثر على الأرض بذور الصنوبر والقصائد الجديدة وتنقش في الأفق الشفاف وقع سنابك خيل الأجداد 5 وأنا أعدوا نحوك كانت الطرقات تهتف بإسم بلادي ترفل بالسعادة وتلوح بالصدف المضيء وبالضياء والشوارع وأعمدة الكهرباء وشارات المرور تمد سواعدها تعانق القادمين .... تفتح بوابات الصبح وتهديهم إلى صراط مستقيم .... وأنا مطمئن ... مشتعل الجبين أدير وجهي للقمر ... أغرق وسط الحشود كغيمة تائهة وسط السماء ... تكحل الأقمار مقلتيا ... وتزهو لمقدمي صفصافة ... مطر خفيف وتاريخ جديد 6 صوت يعلو .... يعلو ... أسمعه من يزيل عني غبار الأيام ؟ من يغسل في موج النهر وجعي ويغمرني بالضوء ؟ أين أحفاد علي و الحسين ؟ نكبر ... نرفع رايات الفتح ونقتحم الأسرار ... ندخل حضرة تاريخ أخضر تاريخك يا ميدان التحرير ... ينهمر كالمطر ... تهب الأنسام ... يفوح العنبر وكالدراويش يأخذنا الوجد إليك... وينكشف السر ... تدثرنا بالدفء وتسكب على أجسادنا عطراً ويقين وبيديك الطاهرتين تدفع مراكبنا للضوء ... أنت الروح وسر الخلق... أنت السحر وفيض العشق نصلي ... نزف موكب عرس الشهداء ووطني كالمارد يستيقظ ... يقبلنا ويسير مبتهجاً يدخل مملكة الأنوار... أمستردام 2011/03/20 م