بسم الله الرحمن الرحيم أكلة لحوم البشر بالرغم من تزايد ما كتب في موضوع أكلة لحوم البشر فإن بعض أسرارهم ما زالت مجهولة أو شبه معدومة.. فنجد بعض السكان الغربيين يأكلون لحوم البشر وقد يفاجأ البعض إذا علم أن القوانين الغربية كانت حتى زمن قريب تبيح أكل لحوم البشر في بعض الظروف.. ولكن الغربيين لم يذكروا شيئاً في وثائقهم وكتاباتهم عن ذلك.. إلا أنني قد قرأت دراسة وافية في القانون البريطاني تحت عنوان «القانون العام وأكل لحوم البشر» وهذه الدراسة لم تنشر إلا مؤخراً وبالتحديد في بداية الثمانينات. والأشخاص الذين سمحت لهم القوانين الغريبة باكل لحوم البشر هم «البحارة» فكانوا اذا وجدوا أنفسهم في ضائقة شديدة أجروا القرعة بينهم، ومن وقعت عليه يذبح ويأكل دون سؤال!! ومن القضايا المشهودة في هذا المجال قضية كابتن بحار إنجليزي الأصل يدعى توماس ددي.. حيث أبحر هذا الكابتن في عام 1884م من إنجلترا مع صديقين له هما «أدوين سيتفنز» و «ندبروكس» على ظهر يخت صغير قاصدين استراليا ومعهم صبي صغير يقوم بخدمتهم.. وأثناء الطريق هبت عليهم عاصفة قوية ساقتهم إلى جنوب الاطلنطي، ونزلوا بقارب صغير وليس معهم سوى صفيحتي لفت وقليل من الماء وبعد مرور إسبوع وهم في القارب نفد ما لديهم من طعام وماء.. وفي اليوم الثامن عشر قام القبطان واصدقاؤه بطعن الصبي بسكين حاد وصفوا دمه في وعاء ثم قاموا بتقطيعه وعاشوا عدة أيام يشربون دم الصبي ويأكلون لحمه. وعندما عادوا إلى إنجلترا فوجئ الكابتن بالقبض عليه وعلى صديقه اذ كان متيقناً تماماً أن لا غبار على تصرفه في قتل الصبي وسفك دمه.. وإستغرقت محاكمتهم عدة أشهر.. وأخيراً جاء حكم المحكمة عليهم بعقوبة رمزية ولم يكن سبب إدانتهم أكل لحم الصبي ولكن الإدانة جاءت في ذبح الصبي دون إجراء القرعة بين اربعتهم.. وإتضح أخيراً أن الرأي العام الغربي كان إلى جانبهم وما الاستنكار إلا من رجال القانون فقط. والتاريخ يعبد نفسه فنجد الغربيين يأكلون ويشربون لحوم أبنائنا وبناتنا واطفالنا العرب دون رحمة.. فنجد فتاة يافعة تغتصب في العراق وشيخاً وقوراً يركل في فلسطين وطفلاً يقصف وتتفتت اشلاؤه في افغانستان والعرب صامتون نائمون ولكن لا يسعنا إلا أن نقول: «أما آن لهذا الشرف العربي أن يترجل».. والتورية في «يترجّل» أقصد بها المعنى البعيد وليس القريب.