أخى الفاضل د/ أبوبكر القاضى إبن كردفان الغرة تحياتى و مودتى أعجبنى فيك هذا التفانى و ألإخلاص التام لحركة العدل و المساواة و تلك فضيلة و شهامة أهلنا فى السودان، وما لا أعجبنى فى مقالك قولك بلحرف ما يلى: ان حركة العدل والمساواة لا تعرف الغدر -- والتصفية الجسدية للذين يقررون مغادرة الحركة للاختلاف فى الرؤى -- ووجهات النظر حول الافضل لصالح (القضية) -- او لصالح المتضررين بسبب القضية من النازحين واللاجئين -- والايتام واسر الشهداء. إذا كل ما قاله الاخ محمد بحر بأن حركة العدل و المساواة حركة دكتاتورية تصفوية أثبته أنت فى هذه الفقرة من مقالك بأنه صحيح،فأن مجمل ما يمكن إستخلاصه من هذا المقال بأن الدكتور خليل يعيش ألأن حالة من الفشل كان محتما أن يصل إليها ،بعد أن أهدر منذ سنوات عشرات الفرص و السوانح فى الحصول على سلاما محترما،و مشرف، فلحركات المسلحة مهما كانت مقاصدها لاتراهن على أمر واحد ،و لا تضع البيض كله فى سلة ألأجنبى و العامل الخارجى،وهذا بالضبط ما قضى على دكتور خليل و أوصله لهذه النهاية السياسية المحزنة و التخبط فى إتخاذ القرارات . و ليس ببعيد عن دكتور خليل ،فإن الجسم السياسى ألأخر المرتبط به و أعنى المؤتمر الشعبى الذى يقوده الدكتور حسن عبد الله الترابى،إذ أن ما بات معلوما عنهما - الشعبى و الدكتور خليل إنهما مرتبطان بصورة أو بأخرى،و كلاهما ألأن دخلا فى نفق،و إذا جاز لنا أن نتسائل لماذا ضاقت فرص ألإثنين ألأن خليل و الشعبى،و أصيبا بما يمكن تسميته(التشرد السياسى)فإن ألإجابة فى غاية البساطة،فخليل و الشعبى قامت كل أسس إنشاءهما على حنق و ضغائن سياسية دفينة تجاه رفقاء ألأمس فى المؤتمر الوطنى،وقد بحثنا و نقبنا لسنوات عن طبيعة القضية التى يدعو لها دكتور خليل،وطبيعة إطروحاته السياسية ،و أسباب حمله السلاح،و إرتباطه بقوى أجنبية،فلم نجد أثر لأى شيء يتسق مع المنطق.مجرد حمل سلاح لإزاحة الحاكمين و بعد ذلك لايهم،و ليس أدل على ذلك من مغامرته غير المسبوقة و مهاجمته للعاصمة الخرطوم فى العاشر من مايو 2008 . فإذا كان دكتور خليل تتصل قضيته بإقليم دارفور - فما شأنه إذا بالخرطوم و كردفان؟بل حتى أبناء كردفان أنفسهم ليست لديهم أى قناعة بإطروحات خليل ،فأنشئو تنظيماتهم الخاصة بكردفان ، ورفضو حتى مجرد التفكير بالإنضمام إليه،لمعرفتهم المسبقة بأن حركة العدل و المساواة فارغة المحتوى. أغلب الظن أن الدكتور خليل يسعى بمشاعر تموج بالحقد لإزاحة السلطة الحاكمة،غير عابئ بنتائج ما يعقب ذلك،و هو ما يتتابق تماما مع كل تحركات المؤتمر الشعبى،فلا هو يسعى للتداول السلمى للسلطة و لا يؤمن أو يعتقد أن هنالك ناخبين يريدونه أن يحكم،فقط يريد إبعاد رفقاء ألأمس. و هكذا فلأثنين تدفعهما دوافع غير سوية ساسيا،و ألأسوأ من ذلك فأنهما بقصد أو غير قصد،أعطيا إنطباعا لدى كافة السودانيين،إنهما باحثين عن فوضى،و أعطيا ،إنطباعا لدى السلطة الحاكمة،أن تقف فى وجهيهما بكل قوة،نظرا للغريزة التخريبية المتمكنة منهما،كان إذا من الطبيعى أن يمضى دكتور خليل تائها مشردا ، و ألأخر حبيسا مذعورا تلاحقهما لعنة سياسية. لنا عودة